دعا الاتحاد الإفريقى، المجلس العسكرى السودانى لتسليم السلطة لمجلس بقيادة مدنية خلال 60 يومًا. وذكر الاتحاد الإفريقى، فى البيان الذى نقلته «رويترز »، إنه لاحظ «مع الأسف العميق » أن الجيش لم يتنح عن السلطة ولم يسلم السلطة للمدنيين خلال فترة ال 15 يومًا التى حددها الاتحاد الإفريقى الشهر الماضى، مشيرًا إلى أن فترة ال 60 يومًا هى تمديد نهائى للمجلس العسكرى الانتقالى فى السودان لتسليم السلطة للمدنيين. لم يكن بيان الاتحاد الإفريقى بخصوص الأوضاع المتأزمة يومًا بعض يوم فى السودان سوى إبرة فى كومة قش، إثر أسابيع ساخنة يقضيها السودانيون ما بين مفاوضات ثنائية بين قوى تجمع الحرية والتغيير رالذى يضم الأحزاب السياسية، والمجلس العسكرى السودانى الانتقالى بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس من جهة، والمظاهرات المليونية كل جمعة من كل أسبوع من جهة أخرى. وبدأت حشود ضخمة من مختلف أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم فى التوافد إلى محيط قيادة الجيش والانضمام إلى آلاف المعتصمين هناك ورفع المحتجون، الذين انطلقوا من أربع نقاط رئيسية وسط الخرطوم، شعارات تطالب الجيش بتسليم السلطة للمدنيين. وتأتى هذه الخطوة استجابة لدعوات أطلقها تجمع قوى الحرية والتغيير، فيما أطلق عليه اسم «مليونية الحرية والتغيير »، وقال قادة التجمع المعارض إن الخطوة تهدف إلى ممارسة مزيد من الضغط على المجلس العكسرى لتسليم مقاليد السلطة للمدنيين، فى الوقت الذى يواصل آلاف السودانيين اعتصامهم أمام مقر قيادة الجيش، منذ إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير فى 11 أبريل، عقب احتجاجات واسعة على حكمه. وفى هذا السياق، قالت الدكتورة منى عمر، الخبير فى الشئون الإفريقية، ومبعوث مصر الأسبق للدول الإفريقية إن السودان لديه فرصة كبيرة للتغير خلال الفترة المقبلة، وأن ما يمر به السودان عبارة عن إرهاصات للتحول السياسى الذى يحدث هناك فى أعقاب 30 عامًا من سيطرة حزب واحد عليها من خلال الرئيس عمر البشير، مشيرة إلى أن السودانيين يحتاجون للجلوس على مائدة سياسية واحدة يعملون فيها على تخطى المرحلة الانتقالية بأسرع ما يمكن، مع التأكيد على تحقيق المصلحة العامة للجميع. وأضافت عمر، أن الأهم فى وسط هذه الأمور ألا يتم تهميش أى من القوى السياسية، التى تشارك فى الاعتصام فى دولة السودان، وحتى يتم الحديث مع الجانب الجنوبى الذى بالأساس يكن كل تقدير للشمال، مشيرة إلى أن الحكومة فى السودان من شأنها إحداث تغيير حقيقى بدايته لم الشمل مع الجميع، وبالتالى العمل على الخطوة التالية المتمثلة فى إعادة هيكلة المؤسسات وتحويل البلاد إلى النظام الديمقراطى وهو أمر يحتاج بعض الوقت لتعويد المواطنيين السودانيين عليه فى المرحلة المقبلة من خلال المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية المختلفة. وفى هذا الإطار قال محمد نور الدين الخبير فى الشان الإفريقى، إن السودان تمر بمرحلة فاصلة فى عمرها، خاصة مع التغيير الكبير الذى شهده فى الفترة الماضية، والذى لم يحدث على فترات وإنما تم عن طريق الثورة، وبالتالى يعمل القائمون على السلطة هناك على احتواء الأمور بالنظر إلى الظروف المشابهة فى مصر والدول المجاورة والتى حدث فيها نفس الشىء، حيث ساهموا فى إحداث الانتقال الديمقراطى للسطلة والمشاركة فى العمليات الانتخابية المختلفة بالشكل الذى أدى إلى استقرار الأمور مع الوقت. وأضاف نور الدين أن الانتقال إلى حكومة مدينة يمثل بداية لمرحلة جديدة فى دولة السودان، مع التأكيد على حق الشعب السودانى فى اختيار من يقوده خلال الفترة الانتقالية الحالية، والتى تستمر لعامين كحد أقصة حسبما نصت بيانات المجلس العسكرى الانتقالى في السودان منذ إسقاط حكم الرئيس عمر البشير.