"نهاية بن لادن" القضية الإخبارية الأكبر في العام والأكثر تداولا عام 2011، عندما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن القوات الأمريكية قتلت زعيم القاعدة في باكستان، ورد ذكر قصة بن لادن أكثر من 84 مليون مرة في وسائل الإعلام العالمية، ومواقع التواصل الاجتماعي. ولد أسامة بن لادن في السعودية 10 مارس 1957، وهو الابن ال17 بين 52 أخ وأخت، والده الملياردير الشهير محمد بن عوض بن لادن، درس في جامعة الملك عبد الله وتخرج من جدة وحصل على شهادة بكالوريوس الاقتصاد، وعمل في إدارة أعمال شركات والده وساهم في جزء من ثروته لتمويل المجاهدين الأفغان ضد الحرب السوفيتيه في أفغانستان، وأصبح مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق، فسحبت منه الجنسية السعودية عام 1994.
بدأ بن لادن اعماله الإرهابية بحربه على اليهود والصليبيين كما وصفها وقام بعدد من العمليات ضد المدنيين والعسكريين في العديد من البلاد، وأبرز هذه الهجمات 11 سبتمبر 2001، وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005، وتفجيرات مدريد 2004، وشارك أيمن الظواهري عام 1998 في تأسيس الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبيين.
انتقل ابن لادن بعد سحب جنسيته السعودية متنقلا بين السودان واليمن ثم استقر في أفغانستان، بسبب علاقته القوية بجماعة طالبان، المسيطرة في ذلك الوقت على أفغانستان، وكان معظم جهود وتركيز بن لادن موجهة نحو اتجاه واحد وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية وقرر أن يعلن الحرب عليها. عام 1998 قرر بن لادن يتكاتف مع أيمن الظواهري الأمين العام في جماعة الجهاد الإسلامي المصرية المحظورة، وأطلقوا بياناً يدعوان فيهِ إلى قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام، وبعد البيان أقدمت القاعدة على تفجيرات نيروبي ودار السلام. ثم وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001، وفيهِا توجهت أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها، برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قتل في هذه الأحداث 2973 ضحية 24 مفقودا، واللآلاف من الجرحى والمصابين.
واعلنت السلطات الأمريكية، أن منفذ الهجمات هم 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة، قاموا باستعمال طائرات مدنية مختطفة وانقسم منفذو العملية إلى أربع مجاميع ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية، ومن ثم توجيه الطائرات لتصطدم بأهداف محددة وكانت الهجمة الأولى وقعت في حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، وبعدها بربع ساعة في حوالي الساعة 9:03، اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي. وبعد ما يزيد على نصف الساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون، بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الابيض ، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.
الأصابع جميعها وجهت إلى أسامة بن لادن، فكان هو محور الهجوم الإعلامي الدولي بعد هجمات 11 أيلول التي نفذها تنظيمه، ومن هنا جائت الحرب الأمريكية بمساعدة حلفائها على تنظيمه، وكانت أطول حرب في تاريخ الولاياتالمتحدة. اختباء بن لادن خلالها لمدة عشر سنوات كاملة منذ بداية الحرب، وفي فجر يوم الإثنين 2 مايو عام 2011 تمكنت قوة مغاوير أمريكية من مباغتة بن لادن عندما كان في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثتهِ سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.
ظل بن لادن حديث الصحف العالمية بعد قتله وتحولت قصته إلى رواية أسطورية، انتهت بنهاية السفاح الذي قتل أكبر عدد من المدنين في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب ما وصفه بالحرب على الصليبيين واليهود.