جنيهان فقط للتنزه وسط الورود الخلابة النادرة فى حديقة الأورمان «الدنيا ربيع والجو بديع»، كلمات بسيطة تغنت بها سندريلا الشاشة الفنانة سعاد حسنى، جسدت خلالها حال المصريين خلال احتفالاتهم بعيد الربيع، فى مشاهد بسيطة التقطتها وسط ورود بعض الحدائق العامة، وتحولت الأغنية البسيطة إلى واقع يعيشه كل المصريين خلال تلك الفترة فى حديقة الأورمان، فهى تنقل من يزورها إلى عالم آخر من فرط جمالها. ففى هذا التوقيت تحديدًا من كل عام تتزين الحديقة بأفضل أنواع الأزهار والورود على مستوى مصر والعالم، فى معرض الربيع الذى يعرض تشكيلة متنوعة من أنواع الورود النادرة والمعروفة خلال لوحة فنية رائعة يشاهدها زوار المعرض الذى يستمر طوال شهر أبريل احتفالاً بقدوم فصل الربيع. ولا يقف الأمر فى معرض الزهور عند المشاهدة والاستمتاع بمختلف أنواع الورود والأشجار فى العالم فحسب، لكن يضم المعرض الكثير من الأنشطة التعليمية والترفيهية التى تبرز الحضارة المصرية والتراث المصرى فى مجال الزراعة، مع إمكانية شراء وبيع الأزهار المزروعة والمعروضة لمحبى وهواة الورد، بالإضافة لوجود مكان مخصص للأطفال للتنزه واللعب. (لا تدفع أكثر من جنيهين فقط) لافتة كتبتها إحدى زائرات المعرض فى دعوة منها لزيارة معرض زهور الربيع وعلقتها بأحد جوانب المعرض، حيث تقول إنجى حامد، 25 عامًا: إن هذه المرة الثالثة التى تزور خلالها المعرض هذا العام، وذلك بسبب عشقها الكبير للورود الطبيعية ورغبتها فى التنزه بمكان آمن ومُريح للأعصاب، لذلك جاءتها فكرة أن تكتب تلك اللافتة وتعلقها، وذلك لدعوة الشباب لزيارة الحديقة والتعرف على مكان قديم، لا يكلفهم مبالغ طائلة على الإطلاق، بعكس أماكن كثيرة باهظة الثمن وتتعدى أسعار التذكرة فيها 20 جنيهًا، ويكون خاليًا من أى منظر جمالى عكس ما يراه جميع المترددين على معرض الزهور. أما رجائى حسين، من رواد الحديقة، فأكد أن المعرض يتسم بقدر عالٍ من النظام، تجلى فى طرق عرض النباتات، فهذه هى المرة الثانية له لزيارة الحديقة خلال المعرض ولكن هذا العام التنظيم رائع وجيد. أضاف «رجائى»، أن أكثر ما أسعده رؤية مجموعة نادرة ومختلفة من أنواع الصبار لم يرها من قبل، بالإضافة للطيور النادرة جدًا مثل الديك الإسبانى والهولندى ومجموعة الببغاوات والطيور الكنارى. ومن العارضات، قالت منى ثابت: إنها أتت من الحوامدية التابعة لمحافظة الشرقية لتعرض مجموعة متنوعة من نبات الصبار والأزهار المختلفة، وأنها المرة الثالثة لها بالمعرض، مضيفة: «هذا العام يتصدر نبات الصبار معظم المنتجات المعروضة لكثرة الطلب عليه فهو مُعالج لكثير من الأمراض للشعر والبشرة». وأشارت إلى أن نبات الصبار له أكثر من 20 ألف نوع، يأتى من أبرزها الألوفيرا الذى يدخل فى الكريمات والصابون لعلاج البشرة والشعر، المرجان، الأناناس وعرف الديك وصبار الإيفورييا، لافتة إلى أنه من النباتات المطلوبة دائمًا لوضعه زينة فى البيوت فهو لا يحتاج ماء كثيرًا لسقيه أو مراعاة بالمقارنة بنباتات أخرى. وقال على عبد العاطى، أحد العارضين بمعرض زهور الربيع: إن معظم الناس من هواة ومحبى الزراعة يُقبلون على المعرض لمعرفة وشراء كل المزروعات المعروفة وغير المعروفة، فهناك حوالى 500 ألف نوع من النباتات التى يتم زراعتها. وأضاف أن المعرض هذا العام به مجموعة نادرة من أزهار الياسمين وأنواع مختلفة من شتلات الفواكه والموالح التى يتم زراعتها فى مصر وأنواع أخرى يتم استيرادها من دول الجنوب فى إفريقيا ومن المكسيك، أما بالنسبة للأسعار فهى تُعتبر متوسطة وفى متناول الجميع مقارنة بأصحاب المشاتل أو البائعين بالخارج. أحمد فتحى، مؤسس حملة شباب بتحب مصر، أكد أن المؤسسة تشارك للعام السادس على التوالى فى معرض زهور الربيع، وتقدم مشغولات يدوية تعبر عن التراث المصرى من أكثر من 20 محافظة. وأضاف، أنهم أدخلوا هذا العام بعض العارضين اللاجئين من دول مختلفة كان أبرزها إريتريا وجنوب السودان واليمن وسوريا وعرضوا المشغولات الخاصة لديهم، بالإضافة إلى منتجاتهم اليدوية التى تساعد المرأة المعيلة، وفى نفس الوقت تساعد فى الحفاظ على الهوية الثقافية. وأشار إلى أن كل عام يحتوى جناح المؤسسة داخل معرض زهور الربيع على ثلاثة أقسام، وهى القسم الأول الذى يضم برنامج تعليمى للأطفال حيث يتم تعليمهم صناعة الفخار، وفن الأورجامى والزراعة والرسم، ويحتوى القسم الثانى على معرض للمشغولات اليدوية، أما القسم الثالث فيحتوى على منتجات زراعية.