ذكرت صحيفة "كريستيان ساينيس مونيتور"الأمريكية السبت أن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الليبية، يثير التساؤلات بشأن سياسات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في منطقة الشرق الأوسط في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي. وقالت في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد مرور أسبوع من حادث الهجوم على القنصلية الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي "كريس ستيفينز"، وتسبب بحالة من التخبط داخل أروقة الإدارة الأمريكية، اعتبرت واشنطن أن الهجوم الذي وقع على قنصليتها في بنغازي "هجومًا إرهابيا" وليس مجرد حادث جراء التظاهرات العنيفة التي شهدتها مدينة بنغازي الليبية مثلما صرحت الإدارة الأمريكية مسبقًا. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن التشخيص الجديد للحادث يعد أمرًا مهمًا، حيث إنه يفتح الباب أمام الوصول إلى أن الهجوم كان مخططًا له مسبقًا، مخلفًا ورائه أربعة قتلى من الدبلوماسيين الأمريكيين. وأشارت إلى أن تأثير الإعلان عن أن الهجوم على السفارة الأمريكية كان عملا إرهابيًا مخططًا له، من الممكن أن يثير التساؤل حول مدى جاهزية إدارة أوباما لصد الهجمات ضد منشآتها في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة والتي تعرف بأنها تحوي عناصر من تنظيم القاعدة وبعض العناصر المتطرفة. وتابعت أن تشخيص البيت الأبيض للهجوم على القنصلية بأنه من البديهي اعتباره هجومًا إرهابيًا، يزيد من الانتقادات الموجهة للإدارة الأمريكية، التى صرحت مسبقًا بأن الحادث تم على أيدى مجموعة همجية صغيرة لاتمثل جموع الشعب أو الحكومة الليبية. وتطرقت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى تصريح واين وايت، أحد المسؤولين السابقين في الخارجية الأمريكية وأحد الخبراء في مجال الأستخبارات في منطقة الشرق الأوسط، حول التناقض الذي ظهر في تصريحات الإدارة الأمريكية قائلًا "لم يكن واضحًا ماذا تعني واشنطن فعليًا بتصريحها، فهل تم استخدام العنف بنية تخريب منشآة أمريكية، أم أن لديهم دليلًا ماديًا يثبت أن الهجوم كان مخططًا له". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أوباما قوله في إحدى اللقاءات التليفزيونية "في الوقت الذي لم تتضح فيه أمامنا الكثير من التفاصيل الخاصة بالحادث، يظهر لنا أن العناصر المتطرفة استغلت التظاهرات المناهضة للفيلم المسيء للإسلام، أسوأ استغلال كمبرر للهجوم على المصالح الأمريكية، وأن التحقيقات مستمرة من الجهات الأمريكية لمعرفة ملابسات الحادث وتحديد هوية مرتكبيه". ورأت الصحيفة في ختام تقريرها أن تفسير الإدارة الأمريكية للحادث يعكس تغيرًا في تأكيداتها السابقة على أن الحادث ليس مدبرًا ولا يظهر أنه تم التخطيط له مسبقًا، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات خاصة من قبل بعض قادة الحزب الجمهوري مثل السيناتور جون ماكين، الذي أعرب عن عدم ارتياحه من تشخيص الإدارة الأمريكية للهجوم بالتلقائي بسبب شراسته والطريقة التي تم بها.