تسود الساحة السودانية حالة من الترقب والتوتر، خاصة بعد الإدانة الدولية لبيان الجيش، وإقالة الرئيس السودانى عمر البشير، حيث وصفت معظم الدول الإجراء بالانقلاب على الشرعية. بيان الجيش رفضته القوى الثورية فى السودان، وتجمع المهنيين، واستمرت التظاهرات فى الشارع، على الرغم من فرض حظر التجوال الذى فرضه الجيش السودانى، ولكن جماعة الإخوان تأكل على كل الموائد للقفز على رأس السلطة هناك. من ناحيته قال الدكتور هانى رسلان، أن جماعة الإخوان فى السودان تسعى للحفاظ على مصالحها فى الوقت الراهن، خاصة أن الوضع الراهن حتى الآن يبدو فى صالحها. وأكد أن القيادات الموجودة فى كل الأجهزة الأمنية تنتمى للجماعة وهو ما يجعلها تلتزم الصمت فى الوقت الراهن. وأشار إلى أن موقف الجماعة سيتوقف على القرارات التى سيتم اتخاذها الفترة المقبلة، ومدى تأثيرها على مصالحهم، وأن التحركات سترتبط بالمرحلة المقبلة. وتابع رسلان: «تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير المتحالفة معه، والتى تقود الاحتجاجات، أصدرت نداءً باستمرار الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش وزيادة الحشود، خشية أن يكون ما يحدث هو انقلاب قصر، يتم من خلاله تغيير الوجوه، مع استمرار حكم الإسلاميين تحت لافتات جديدة». وأضاف: «ما يعقد الموقف أن كلاً من بن عوف، وعبد المعروف، من أصحاب التوجه الإسلاموى، وعدد كبير من كبار القادة، ففى إطار عملية التمكين كانت الحركة الإسلامية قد حرصت على الاستيلاء الكامل على الجيش والقضاء وقوى الأمن والخدمة المدنية». وبحسب بعض الخبراء، تقف تركيا وراء دعم جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك قطر، خاصة أن قيادات التنظيم تبحث عن توافقات مع المجلس العسكرى الجديد، للحفاظ على مصالحهم، تخوفًا من وصول قوى الثورة للحكم التى ستطيح بالقيادات الإخوانية بشكل كامل، كما تسعى الإخوان للإمساك بالعصا من المنتصف، لركوب الموجة إذا تمكن الشارع من مواصلة التظاهرات واضطرار الجيش للاستجابة لتسليم السلطة لسلطة مدنية. وبحسب بعض التقارير تشير إلى أن الإخوان يجهزون قياداتهم خلال الفترة المقبلة للسيطرة على الدولة مرة أخرى من خلال الانتخابات وتقلد المناصب فى المرحلة الانتقالية.