رغم أن جماعة الإخوان بالسودان كانت من أكثر الجماعات والأحزاب دعمًا للثورة السودانية، التي بدأت قبل نحو 5 أشهر، لكنّ رموز الثورة المضادة وإعلامها المخابراتي يحاولون تقديم الإخوان قربانًا، خاصة بعد انقلاب وزير الدفاع في شكل فجٍ ومباشرٍ. غير أن الداعية الإسلامي “الشامي النوشي” أكد لأصحاب القلوب الصدئة أنهم “يريدون تحميل الإخوان حصاد الاستبداد الذي حدث في السودان، ويتناسى هؤلاء أن الإخوان اعترضوا على انقلاب البشير عام 1989 ولم يؤيدوه”. صدى العداوة وبدأت أصداء ما يحدث في السودان تنسحب على الخطاب الإعلامي الانقلابي، فتحت عنوان “قائد باعتصام السودان: تحركنا إلى المعتقلات.. ونرفض استمرار حكم الإخوان”، نقلت “الوطن” المصرية عن علي عبد اللطيف، الذي وصفته ب”القائد الميداني باحتجاجات السودان”، في اتصال هاتفي ل”الوطن”، أن “المحتجين يرفضون تولي قائد الجيش السوداني الفريق عوض بن عوف الحكم، لأنه استمرار لنظام الإخوان ولنظام عمر البشير الإخواني، الذي لاقينا منه الكثير”، حسب ما أوردته الصحيفة. من جانب آخر، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني، ساطع الحاج، أن القوى بدأت اجتماعًا لها أمس، أكدت في مستهله رفضها أي عملية استبدال للسلطة العسكرية بسلطة عسكرية أخرى، فيما أكد “تجمع المهنيين”، المحرك الأساسي للحراك الشعبي، مواصلة التظاهرات حتى مجيء سلطة انتقالية مدنية. اعتقال الإخوان! كما يتعمّد إعلام الأذرع ترويج شائعات بدأت قبل إذاعة البيان رقم 1 للانقلاب من قائده الوزير عوض بن عوف، بحق مداهمة مقرات الإخوان المسلمين، أما صحف القاهرة الانقلابية، ومنها “اليوم السابع”، فنقلت عن نجل زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدى، فى تصريحات لقناة الحدث، أن البشير تحت الإقامة الجبرية الآن، وكذلك بعض قيادات تنظيم الإخوان المسلمين. وكذلك تبنت الصحف السعودية، ومنها “عكاظ”، تصريحات لوالده الصادق المهدي بأن “البشير تحت الإقامة الجبرية الآن، وكذلك بعض قيادات تنظيم الإخوان المسلمين”. الراشد وخلفان وتصدّر عبد الرحمن الراشد وضاحي خلفان تميم، الهجوم على الإخوان في السودان، وتزعّم رئيس تحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية التي تصدر من لندن، المغالطات التاريخية، وكتب “ننتظر منذ ساعات الصباح الباكر، منذ ثلاثين عاما. وسقط البشير.. السؤال الأهم: هل يخرج الإخوان الذين جاءوا به في انقلاب وحكموا من خلفه ثلاثين عامًا؟”. أما رئيس شرطة دبي السابق ضاحي خلفان تميم فقال: “اللهم احفظ السودان من مؤامرات تنظيم الإخوان”!. وردّدت أذرع محمد بن زايد على “تويتر” تلك النغمة، ومنهم جمال الحربي، الذي كتب “الشعوب العربية أدركت خطر الإخوان فسارعت إلى الإطاحة بآخر معاقلهم في السودان وليبيا.. الأحداث الأخيرة علمتنا أن الهلاك مصير كل من راهن ووثق بتنظيم الإخوان وداعميه”. أما الصحفي الممول من الإمارات أمجد طه، فكتب “سقط الإخوان المسلمون في #السودان بيد الشعب والجيش.. وسيسقطون في طرابلس ليبيا قريبًا، وعلى يد الشعب والجيش الليبي بقيادة القائد خليفة حفتر”. وفي سفه التفاخر قال: “كل من وضع يده بيد نظامي قطر وتركيا سقط أو سيسقط ولو بعد حين.. شدوا الرحال إلى الدوحة قبل إغلاق المطارات وارتفاع سعر العبايات يا إخوان”. ولا يخلو المشهد من تلميحات وتصريحات قناة “العربية”، الشهيرة ب”العبرية” في أوساط العرب، التي استضافت أحد خبراء السيسي الاقتصاديين الذين يجملون انهياره، فقال: “تنظيم الإخوان المسلمين وظف كل إمكانيات السودان الاقتصادية في خدمة أجندته، مما أدى إلى تدهور الاقتصاد السوداني”. توضيح قيادي يقول القيادي بجماعة الإخوان المسلمين في السودان، هشام حيدر زين العابدين، في بداية المظاهرات السودانية: “إن البعض يصر على أن يخلط الأوراق بين الجماعات والحركات الإسلامية العاملة في الساحة السودانية دون وعي وبلا تعقل تارة، وبقصد التشويه والتجريم تارة أخرى، فكل متابع ومواكب للساحة السودانية يعلم علم اليقين أن الإخوان المسلمين ليسوا هم الحركة الإسلامية التي اتخذت في مجلس شوراها في ثمانينات القرن الماضي قرار الانقلاب العسكري وتسلم زمام السلطة في السودان”. وأكد أن هاتين الحركتين افترقتا منذ العام 1969م، وشقت كل حركة طريقها بمنأى عن الأخرى، فالجبهة الإسلامية القومية بقيادة الترابي والتي تسمّت فيما بعد بالحركة الإسلامية القومية، وأخيرًا تغير الاسم إلى الحركة الإسلامية السودانية، وجماعة الإخوان المسلمين في السودان بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، رحمه الله، والدكتور الحبر يوسف نور الدائم، والشيخ علي محمد أحمد جاويش، رحمه الله، والآن بقيادة بروف/ عادل على الله إبراهيم، ليس لهم أي مشاركة في هذه الحكومة، ولا يوجد نائب للجماعة في البرلمان، ولا وزير، ولا والٍ، ولا معتمد، وقد أوضح الإخوان موقفهم من الأحداث في السودان من خلال بيان صادر في يوم 19/12/2018م. بيان الإخوان من الاحتجاجات