تأتي زيارة أمير قطر الأخيرة لدولة السودان محاولة لإنهاء الضغط الخليجي وإرضاء الإخوان المسلمين في ذات الوقت, فقد قدمت دويلة قطر مليار دولار للسودان علي شكل وديعة لدعم احتياطيات النقد الأجنبي، السودان التي تشهد ظروفا اقتصادية صعبة، وذلك خلال زيارة الشيخ 'تميم بن حمد'، إلي الخرطوم التي تأتي وسط توتر خليجي مع الدوحة، وسبق أن صرح الفريق 'ضاحي خلفان' قائد عام شرطة دبي السابق ان السودان سوف يصعد من حربه ضد مصر بشأن حلايب الذي يدعي أنها تابعة لها، في حال فوز المشير 'عبد الفتاح السيسي'، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها شهر مايو المقبل، لحساب دولة أخري، وكتب خلفان في تغريدة له علي تويتر 'أتوقع مجرد توقع أنه إذا فاز السيسي باﻻنتخابات أن تحدث اشكاليات في حلايب من قبل السودان, الوديعة ليست لعيون السودانيين وإنما لوجه آخر'، مضيفًا: 'البشير في عيون الجزيرة طاغية.. التزلف والتقرب من السودان له مآرب جديدة'. وتعليقًا علي المعونة القطرية للسودان قال الناشط السياسي السوداني 'سيد الطيب' إن الهدف الأساسي من زيارة تميم للسودان وتونس إرسال رسالة للسعودية والكويت والبحرين ان قطر غير متأثرة بتوتر علاقتها معهم وسحب سفرائهم وإيهامهم بأنها قادرة علي صناعة تحالف جديد, مشيرًا إلي ان الحكومة السودانية غير مبالية بأي أرض سودانية ولا يعنيها أمر حلايب وغيرها إلا بمقدار المكاسب السياسية التي تطيل من عمر النظام الإخواني علي جثث الشهداء من أبناء الوطن السوداني. وأضاف 'الطيب' أن قطر تقوم بواجبها الآن علي أكمل وجه بالحفاظ علي آخر معاقل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين لذا ضخت لنظام البشير الأموال كودائع بحجة انهم اشتروا ادارة الآثار السودانية, ولكن الحقيقة هي لاغراض أخري حيث إن النظام السوداني مضغوط داخليًا وهو في أشد الحاجة لاستخدام تلك الأموال في شراء المزيد من السلاح لمجابهة الثورة المسلحة المشتعلة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق. وأشار إلي ان احداث العنف التي شهدتها أسوان من المتوقع ان يكون للإخوان وقطر يد فيها فالأموال التي تذهب خارج السودان أمر يحدده النظام القطري وفقًا لما يراه مناسبًا، فقادة الحكومة السودانية هم تجار حروب وسماسرة سلاح وقد اعترفوا بدعم الليبيين بالسلاح سابقًا علي لسان البشير وهم الآن يقومون بذات الدور تنسيقًا مع الإخوان المسلمين في مصر. وأضاف ان القوي الوطنية السودانية تشدد علي ان العلاقات المصرية السودانية علاقات تاريخية وان النظام السوداني لا يمثل إلا جماعات الهوس الديني وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. يري البعض أن الأمير 'تميم' يحاول خلق ممر عبر سحب الغيوم التي فرضتها عليه الدول الخليجية في محيطه الاقليمي بعد إوائه وحمايته لعناصر الإخوان المسلمين الهاربين من الملاحقات الأمنية, والذي تراه دول الخليج خطرًا للأمن القومي عليها وذلك عبر القيام بزيارات سريعة إلي دول شمال أفريقيا، ولم تحقق تلك الزيارات الكثير مما كان ينتظر أن يحصده من ورائها، باستثناء الزيارة إلي تونس، والحصول علي وعد من راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التابعة للإخوان المسلمين، باستعداده لمنح اللجوء السياسي لأعضاء تنظيم الإخوان المسلمين المتواجدين في قطر وأوربا. ولكن ممازالت تصريحات الفريق ضاحي خلفان يثير جدلًا فكما نفذت حماس مخططها الإرهابي مستخدمة الأموال القطرية تحت مسمي الدعم المادي لإعادة الاعمار في قطاع غزة لحماية الإخوان المسلمين, فلن تكون أيضًا المليار دولار التي منحتها قطر للسودان اخيرًا لدعم الاقتصاد. فيما أكد 'بابكر راس بابي' المتحدث الرسمي لحزب الأجيال السودانية ان الهدف من زيارة تميم للسودان هو إيجاد مأوي لقيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بعد الضغط علي قطر من قبل دول الخليج، مضيفًا أن هذه لعبة بطريقة غير مباشرة مرتبة من الأمريكان ليبحثوا عن بديل للحركة الإسلامية في المنطقة بعد هزيمة الإخوان في مصر والانتقاضات التي يواجهها أردوغان في تركيا وصمود الجيش العربي السوري. كما قال 'ناصر السر' الناشط السياسي السوداني, إن الزيارة في اطار توحيد جماعات الاسلام السياسي في السودان وبالتحديد بين الترابي والبشير, وبعض الأحزاب القريبة من التوجه الاسلامي لتوسيع قاعدة النظام والحفاظ عليه من السقوط بعد هزيمة مخطط الإخوان في مصر، ومحاصرته في تونس وفشله في إحراز نصر في سوريا. باعتبار السودان آخر بؤرة تبقت للإخوان. وأضاف 'ناصر' ان النظام القطري يريد ان يفك العزلة التي ضربت حوله بتمريرها للسودان عن طريق تحويل قيادات الإخوان إلي السودان مقابل المليار دولار مقابل المصالحة وتوفير ملاذات آمنة واعفاءات من تأشيرة الدخول للسودان.