كتب الدكتور هانى رسلان الخبير فى الشأن السودانى مقالا عن سقوط نظام البشير على صفحته على الفيس بوك ..ننقل نصه نظرا لاهميته التى تكشف الحقيقة فيما يدور بالسودان .. منذ عدة ساعات و التلفزيون السودانى يذيع مارشات واغانى وطنية ، وانه فى انتظار بيان من القوات المسلحة السودانية - التقارير من داخل السودان تقول أنه تم اعتقال مائه شخصية سياسية وعسكرية يمثلون اركان الحكم السابق ، ومعظمهم من المنتمين للحركة الإسلامية السودانية ( اخوان السودان ) أو حسب تسميتهم المحلية ( الكيزان ) - هناك غموض يلف الموقف ، فليس معروفا من هو الذى يقود هذه التحركات ، هل هى قيادة الجيش السودانى الممثلة فى عوض بن عوف وزير الدفاع وكمال عپدالمعروف رئيس الأركان .. ام آخرين - يتصل بالنقطة السابقة أن هناك تأخير فى صدور اى بيان رسمى ، ومن غير المعروف من هو الذى سيقود المجلس الانتقالي ، والاسماء التى تذكر كلها تكهنات - تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير المتحالفة معه ، والتى تقود الاحتجاجات ، أصدرت نداء باستمرار الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش وزيادة الحشود ، خشية أن يكون ما يحدث هو انقلاب قصر ، يتم من خلاله تغيير الوجوه، مع استمرار حكم الاسلاميين تحت لافتات جديدة - ما يعقد الموقف أن كلا من بن عوف ، وعبدالمعروف ، من أصحاب التوجه الاسلاموى ، وعدد كبير من كبار القادة ، ففى إطار عملية التمكين كانت الحركة الإسلامية قد حرصت على الاستيلاء الكامل على الجيش والقضاء وقوى الأمن والخدمة المدنية - اذا اراد العسكريون الذين يقومون بهذه التحركات طى الصفحة السابقة ، وافتتاح مرحلة جديدة ، فان هذا لا يتم إلا بالتعاون مع تجمع المهنيين ، الذى يتحسب بقوه ، من عودة ( الكيزان) عبر المناورات والمؤامرات التى درجوا عليها منذ نشأتهم - لن يتضح الموقف بشكل يمكن قراءته ، الا عقب إعلان أسماء المجلس الانتقالي ، والمشاورات التى ستلى ذلك لتشكيل حكومة انتقالية - الأوضاع فى السودان صعبة وهشة على كل الصعد ، ومن ثم ستكون هناك تحديات كبيرة أمام الوضع الجديد، فحكم البشير والحركة الإسلامية لثلاثين عاما ، مزق النسيج الوطنى واراق الدماء وفصل الجنوب ، وزرع الشقاق والغبن والفساد فى كل الانحاء ، واخيرا دمر الاقتصاد السودانى يشكل كامل ، حيت لا يجد الناس الخبز ، فى بلد يقال أنه ينبغى أن يطعم العالم العربى كله .