انطلق أمس الأحد، التيار الشعبى المصرى بقيادة المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، خلال تدشينه رسميًا فى مؤتمره التأسيسى بميدان عابدين. المؤتمر شهد حضور نحو 20 ألفًا من المواطنين من محافظات مصر المختلفة نقلتهم أتوبيسات خاصة بالتيار، إلى جانب المئات من الشخصيات العامة والسياسيين والمثقفين والأدباء والفنانين، وممثلى قبائل شيوخ سيناء والنوبة. وعلى الرغم من تعاقد المكتب التنفيذى للتيار مع شركة "حراسات خاصة" لتأمين المؤتمر إلا أنه شهد قبل بدءه مشادات بين عدد من الحاضرين وأعضاء اللجان التنظيمية بالتيار، بعد إقامة أحد الحواجز التي فصلت بينهم، وبين ساحة كبار الزوار، ومحاولتهم الدخول إلى ساحة قصر عابدين. بدأ حمدين صباحى كلمته بعد هتاف الآلاف له "الرئيس أهوه" بالتأكيد على أن الاحتشاد والحضور الضخم الذي رآه في المؤتمر هو "الكلمة الحقيقية"، معلنًا تأسيس التيار بقوله: "باسمنا نحن المصريين المؤمنين بكتاب الله ورسله، وبأهداف ثورة يناير وما سبقها من ثورات، نعلن قيام التيار الشعبى المصرى"، واصفًا إياه ب "باب الأمل المفتوح لكل الخائفين من صراع الثورة مع أهل الردة". وأكد صباحى أن التيار ليس حزبًا سياسيًا، وإنما تنظيم شعبي جماهيري بعضوية مفتوحة لكل الأحزاب الساعية لاستكمال مسيرة الثورة، نافيًا رئاسته للتيار. ووجه صباحى التحية لحزب الدستور والدكتور محمد البرادعى قائلا: "أقدم التحية لقيام حزب الدستور وأهنئ شبابه وقياداته وعلى رأسهم الدكتور البرادعى"، مشيدًا بتحالف قوى اليسار المصرى في التحالف الديمقراطى الثورى، وكذلك اندماج الأحزاب الناصرية في حزب واحد. وشدد صباحى على سعى القوى المدنية إلى تكوين جبهة وطنية تجمع كل الأحزاب والقوى والحركات التي تؤمن بضرورة استكمال الثورة من خلال تحالف سياسى وانتخابى بين هذه الأحزاب، لافتا إلى أن هناك تنسيقا ومشاورات تتم مع الأحزاب غير الموجودة في الائتلاف. وانتقد مؤسس التيار الشعبى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. قائلا: "سنناضل من أجل دستور لا تضعه جماعة"، مطالبًا الحكومة باتخاذ موقف حازم وقوى ضد الإساءة للمقدسات الإسلامية، لافتا إلى ضرورة سن قانون دولى يجرم ازدراء الأديان مثلما تفعل الولاياتالمتحدة الأميركية في حالة الإشارة إلى الهولوكست. الإعلامى حمدى قنديل وصف التيار الشعبى ب"التيار الوطنى الجامع" الذي يعبر عن روح ثورة يناير. قائلا: "من يتواجدون اليوم هم ممثلو ثورة يناير، وهم القادرون على تحقيق أهدافها والأكثر إخلاصا لهذه الأهداف". فيما بدأ المهندس عبد الحكيم عبد الناصر كلمته بالإعلان عن تحالف جميع قوى الشعب من عمال وفلاحين وحرفيين ومهنيين في نسيج واحد متمثلا في التيار الشعبى المصرى، منتقدًا سياسة الاقتراض من الخارج قائلا: "مصر لن تأخذ أوامرها من واشنطن". كمال أبو عيطة رئيس نقابات العمال المستقلة وصف حكام مصر الآن ب"الطغاة الجدد" بعد رحيل الطاغية الرئيس السابق، منتقدًا ما شهدته الأيام الماضية من فض اعتصامات لطلاب جامعة النيل ووصف مطالب المعلمين المشروعة ب"الفئوية". وبدأ باسم كامل عضو الحزب المصرى الديمقراطى كلمته بدعوة الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، والذين لولاهم ما تجمعت القوى السياسية لتدشين التيار الشعبى. فيما طالب أحمد حرارة الناشط السياسى بالاهتمام بقضية الدستور، حتى تتحقق المطالب التي راح على إثرها عدد كبير من الشهداء، منتقدا استمرار سياسات "السحل" وفض الاعتصامات التي تتبعها حكومة الدكتور هشام قنديل. ووجه كمال خليل المناضل اليسارى حديثه لجماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام بقوله: "دستوركم باطل"، منتقدًا رفع الدعم عن السلع الأساسية، وصياغة دستور يعبر عن فصيل واحد، واستمرار اعتقال ثوار مصر، وضباط 8 إبريل، وصياغة قانون طوارئ جديد، بحسب قول خليل. شارك في المؤتمر عدد كبير من السياسيين والفنانيين والشخصيات العامة منهم الدكتور محمد أبو الغار، وباسم كامل، والاعلامى حمدى قنديل، وعبد الغفار شكر وفردوس عبد الحميد ومحمد العدل وبثينة كامل وشريهان وحمدى الوزير وعمرو حمزاوى وبسمة وإسعاد يونس ومحمد فاضل وخالد يوسف وعبد الغفار شكر وفتحية العسال.