حكايات سيدات قاموا باستئصال ثديهن بسبب عدم تعقيم أدوات العمليات «منال استأصلت الثدى بسبب جراحات غير سليمة..وعزيرة وقعت ضحية لعيادة غير مرخصة» فى الأسبوع الماضى أعطى الرئيس السيسى بارقة أمل جديدة لمرضى سرطان الثدى، بإعلانه عن حملة للكشف عن المرض، وذلك خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية.
ومرض سرطان الثدى يمثل شبح الموت عند السيدات، وفى قرى المدن النائية والمحافظات البعيدة عن القاهره والإسكندرية، اكتشفت سيدات كثيرات أصبن بالمرض إثر جراحات خاطئة قامت بإجرائها لدى أطباء جراحة فى عيادات تغيب عنها الطرق الطبية الصحيحة.
توثيق التحقيق تقول منال.س، كنت أشتكى من ألم فى الثدى نتج عنه (خراج) توجهت لطبيب بمحافظة بنى سويف، و من المتعارف عنه أنه أفضل الأطباء بالمحافظة، وتم الفحص الطبى، ثم أخبرنى بضرورة إجراء جراحة عاجلة لاستئصال هذا (الخراج)، حتى لا يسبب أزمات صحية، وسوف يتكلف ذلك مبلغ 2500 جنيه، وعقب إجراء العملية شعرت بألم شديد، وعقب مرور أسبوعين على الجرح، وعندما عدت إلى الطبيب أخبرنى بوجود خراجين آخرين ويحتاجان إلى جراحة فورًا بمقابل 2500 جنيه، ومن هنا قررت إجراء أشعة قبل خضوع إلى العملية مرة أخرى، وتبين أننى مصابة بورم خبيث بالثدى يستدعى إجراء جراحة عاجلة، والسبب يعود إلى الطبيب الذى أجرى الجراحة الأولى، وتم إجراء عملية استئصال الثدى.
وفى محافظة الفيوم التقت «الصباح» عزيزة بسيونى، التى بكت حينما كانت تحكى قصتها مع استئصال الثدى كاملًا إثر عملية جراحية خاطئة أجراها طبيب كبير السن بدون خبرة، بمركز (سنورس)، وعلمت فيما بعد أنه يعمل بدون ترخيص لعيادة فى غياب مسئولى التفتيش بمديرية الصحة بالفيوم.
وهناك أشخاص يمارسون المهنة بلا ضمير، وبلا رقابة من أحد.
توجهت «الصباح» إلى وكيلى الصحة ببنى سويف والفيوم لسؤالاهما حول الواقعتين ووقائع أخرى، واللذان أفادا أن التفتيش على القيادات يحدث بشكل يومى، مطالبين بأن يقوم الإعلام بدوره فى توعية المواطنين عن أهمية مراجعة كل وسائل الحماية الصحية قبل إجراء العمليات، معتبرين أن ما حدث ظواهر فردية، وأن عشرات الآلاف من العمليات الجراحية سواء مستشفيات خاصة أو حكومية دون شكاوى.
الأدوات غير معقمة
الدكتور حمدى عبدالعظيم، استشارى الأورام وسرطان الثدى بقصر العينى، قال إن سرطان الثدى لدى السيدات مثل باقى أنواع السرطانات المنتشرة يظهر فى أنسجة الثدى ويحدث بسبب تفاعل خارجى أو وراثى، أما النوع الأول فهو متمثل فى حالة المريضة الأولى التى اشتكت من وجود تجمعات صديدية (خراج) داخل التجويف وفى هذه الحالة يكون العلاج باستئصال هذه التجمعات بعد علاج لفترة بمضادات حيوية حتى يتم قتل البكتيريا المسببة فى التجمعات الصديدية، ومن ثم يتم استئصالها بصورة سليمة.
أوضح أن ما يحدث داخل عيادات الجراحة من إهمال فى عدم تعقيم الأدوات يكون سببًا فى انتشار الخلايا السرطانية، فعندما تفقد قدرتها على التوقف فى الانقسام، ويحدث انتحار الخلايا الطبيعية، ويستكمل من علامات سرطان الثدى هو تغير فى شكل الثدى، وظهور كتل أو خروج سائل بنى اللون أو مصحوب بدم، وفى استئصال الثدى يقوم الجراح بإزالة العقد القليلة الأولى فقط، وهى (العقد الليمفاوية)، يتم اختبارها للتأكد من نوع السرطان للبدء فى علاج الكيماوى وينصح باستئصاب الثدى المصاب، ومن أهم أسباب سرطان الثدى يحدث عندما تبدأ خلايا الثدى فى النمو بسرعة وبصورة ملحوظة (انتفاخ الثدى).
ويضيف أن أكثر من 10 فى المائة من السيدات اللاتى أصبن بسرطان الثدى من النوع الأول معظمهن من القرى والنجوع واللاتى يفقدن القدرة التوعوية على مخاطر إجراء الجراحات المتصلة بالثدى داخل عيادات خاصة، وأخرى غير مرخصة، ولا يخضعن لفحوصات للوقوف على نوع المرض والتصرف فى حدود المتاح. وتابع: العامل النفسى الذى يقع على عاتقهن قد يكون له أثر كبير مقارنة بإجراء الجراحة والتخلص من المرض، فهناك قصص لا نهاية لها للسيدات اللاتى فقدن الثدى تنتهى نهايات مأساوية باعتباره من مكملات الجمال فى أجسامهن، ونصح عبدالعظيم الفتيات والسيدات بضرورة الفحص الدورى عن أمراض الثدى، بأن يقمن بتدليك الثدى فى حالة وجود أية تجمعات أو كتل، ولو كانت صغيرة الحجم فلابد من مراجعة طبيب متخصص، وأيضًا ممارسة التمارين الرياضية وتحريك ما تحت الأبط.
ضعف الرقابة
ومن جانبه يقول الدكتور «طارق كامل» رئيس لجنة آداب المهنة بنقابه الأطباء، إن النقابة لا تملك ضبطية قضائية لمداهمة المنشآت الطبية التى تضر بحياة المواطنين فلا يحق لها التفتيش على منشأة أومركز، ولا تملك أن تدخل عيادة خاصة وترصد مخالفات بها، فالدور الكامل يقع على عاتق العاملين بوزارة الصحة، ومن ثم يتم إخطار النقابة للتحقيق مع الطبيب المخالف بناء على بلاغ من وزارة الصحة أو شكاوى رسمية من المواطنين، وما دون ذلك لا تملك النقابة أى صلاحيات للتدخل به.
ولفت إلى أن الأضرار التى تترتب على ذلك تتلخص فى إمكانية نقل الأمراض والفيروسات الخطيرة للمرضى فى حالة عدم تعقيم الأدوات قبل استخدامها.