الرئيس جمال عبد الناصر ونظيره الغينى وضعا قاعدة العلاقات المصرية الغينية على أساس الاستقلال أول جامعة فى غينيا باسم جمال عبدالناصر.. والرئيس السيسى قضى على الفجوة فى العلاقات نمتلك ثلثى معادن العالم.. والذهب والماس والفضة متوفرة بصورة كبيرة مصر قادرة على تنظيم بطولة الأمم الإفريقية بصورة تبهر العالم.. ولدينا أمل فى فتح خط طيران مباشر أكد بيير أونرى لوا، القائم بأعمال سفير غينيا بالقاهرة، عمق العلاقات المصرية الغينية، منذ بداية عهد الاستقلال للقارة السمراء، والتى بدأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونظيره الغينى توريه، مشددًا على أن مصر مهتمة بصورة كبيرة بالقارة الإفريقية خلال الفترة الحالية أكثر من السابق بعد ضياع وقت كثير». وقال إن السفارة تعمل على دعم كل ما يهم الجاليات الغينية فى مصر، ودعم العلاقات المشتركة بين البلدين، مؤكدًا أن مصر دولة كبيرة ولديها مميزات مثيرة، فهى توصل بين العالم العربى وقارة إفريقيا، فهى من الممكن أن تكون الكوبرى الواصل بين القارة الإفريقية وأوروبا. * فى البداية نريد التعرف على العلاقات التاريخية بين البلدين؟ - بين مصر وغينيا علاقات قوية منذ بداية الاستقلال، فأول شركائنا كانت مصر فى القرن الماضى، فالرئيس عبدالناصر والرئيس الغينى أثبتا للعالم كله عمق العلاقات بين مصر وغينيا، وأريد التأكيد أن غينيا هى البلد الإفريقى الأول الذى فتح سفارة لجمهورية مصر العربية، فى بداية الستينيات من القرن الماضى، ونعمل منذ ذلك التاريخ على عمق العلاقات وتنميتها، فى مجال الدفاع والتعليم والصحة والزراعة، وعمقنا علاقاتنا فى جميع المجالات. الرئيس توريه أيام حكم الرئيس جمال عبدالناصر أثبت علاقة صداقة قوية بين البلدين، كانت أهدافها إعلاء صوت إفريقيا، وتحرير البلاد الإفريقية، ودعم التعاون بين البلدين، وهذه كانت بداية العلاقات بين الرئيسين عبدالناصر وتوريه. كان هناك تطور بصورة كبيرة لكن فى فترة معينة بدأت هذه العلاقات تقل بعد وفاة الرئيسين جمال عبدالناصر وتوريه، التعاون استمر لكن ليس بنفس القوة السابقة، والآن نرى مستوى آخر من العلاقات التى بدأت فى الانتعاش بصورة واضحة بزيارات رفيعة المستوى بين مسئولى البلدين. وبفضل الرئيس عبدالفتاح السيسى عادت مجالات كثيرة قوت العلاقات والتعاون بين البلدين مرة أخرى، وبمجرد وصوله للحكم قال إن إفريقيا هى مستقبل العالم، وأن مصر تحتاج لإفريقيا وكذلك العكس، وأخذ قرارًا بأن يلعب دورًا للتنمية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية للقارة الإفريقية، وهذا هو هدف مصر، والدول الإفريقية، سعداء جدًا بهذا الدور الذى تقوم به مصر. ولو أن إفريقيا غير موحدة لا نستطيع مواجهة القوى الدولية، لكن إذا أصبحنا قوة نستطيع، والرئيس السيسى واعٍ جدًا، وأن لا مجال لرفاهية الوقت، وأعطى تعليمات لكل الإدارات المصرية، بالعمل على تنمية العلاقات مع البلاد الإفريقية. * وماذا عن التعاون بين مصر وغينيا؟ - هناك انتعاش ونشاط، ونحن سعداء به بين البلدين، فهناك اتفاقيات ومشروعات فى مجالات الأمن والدفاع، فنحن نستفيد من دورات تدريبية لمحاربة الإرهاب، ليس لدينا إرهاب فى غينيا لكن هناك إرهاب فى مالى، ومصر الآن تساعد السطات الأمنية هناك لتقوى من نفسها لمواجهة هذا الإرهاب». وأيضًا هناك اتفاقيات فى مجالات التعليم بين جامعة عبدالناصر فى غينيا وجامعة الإسكندرية، وهناك طلبة من غينيا كثيرين فى كليات التجارة والاقتصاد فى الجامعات المصرية، وأيضًا هناك تعاون فى المجال الثقافى، وحركة ونشاط جديدين مفيد للجانبين. * هل هناك انتشار للقطاع الخاص المصرى فى غينيا؟ - عندما نتحدث عن القطاع الخاص، فهناك العديد من المستثمرين المصريين فى غينيا، مهتمين بالعديد من المجالات، ودورنا كسفارة هو مساعدتهم ونعرفهم فرص وطريقة الاستثمار، وبكل اختصار العلاقات تتقدم وتتجدد، فمصر بدأت تأخذ مكانتها فى الوطن الإفريقى. * لكن هل هناك بالفعل مشروعات مشتركة بين البلدين خاصة المجال الاقتصادى؟ - لابد من التأكيد أنه على الرغم من وجود صداقة قوية لكن التعاون الاقتصادى ليس على المستوى المطلوب، حاليًا بين البلدين والسلطات هى التى تدخلت لدعم العلاقات، ونجهز لعمل منتدى اقتصادى فى مصر للاستثمار فى غينيا، لإظهار كل مجالات الاستثمار فى غينيا وتعريف رجال الأعمال والقطاع الخاص بفرص الاستثمار، ويمنحهم التسهيلات والأوراق المطلوبة من خلال قانون الاستثمار الغينى. وتوجد مشروعات أخرى مثل تنسيق العلاقات بين الغرف الصناعية والتجارية، وإذا لم يجلس رجال أعمال قطاع الخاص بين البلدين سيكون هناك صعوبة فى رفع مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهناك مستثمرون مصريون وشركات على رأسها شركة المقاولين العرب، وكان هناك معرض فى غينيا شارك فيه أكثر من 20 مستثمرًا وشركة مصرية. * وماذا عن الفرص الاستثمارية التى يمكن أن يستثمر فيها المصريون فى غينيا؟ - هناك العديد من المجالات، أولها البنية الأساسية والطرق والكبارى والتى تعمل فيها شركة المقاولين العرب التى تعمل فى كل إفريقيا، وعندها حظ كبير لأن هناك أبوابًا كثيرة ستفتح أمامها ومفتوحة بالفعل، ومجال الزراعة يعد مجالًا أساسيًا وأولوية، وغينيا كل قوتها فى هذا المجال، وهذا مفتوح أمام كل المستثمرين، وأيضًا مجال النقل السياحى والجوى والبرى، وأيضًا المعادن التى تتميز بها غينيا. وأريد التأكيد على أن تبكير المستثمرين المصريين باستغلال هذه الفرص سيحصدون نتائج أكثر وأكبر، خاصة أن الصينيين والأتراك وغيرهم موجودون، وأتى الوقت الآن لاستغلال هذه المجالات، فمصر لديها الخبر والقدرة، وباختصار غينيا تقدم العديد من المجالات والأبواب مفتوحة لكل المستثمرين من مصر البلد الأخ والصديق». * وماذا عن العلاقات بين الرئيسين المصرى والغينى؟ - فى 2017 زار الرئيس الغينى جمهورية مصر العربية بناء على دعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأثناء الزيارة كان الرئيس الغينى هو رئيس الاتحاد الإفريقى، وتحدثوا فى العديد من مجالات التعاون بين البلدين، وهذه المقابلة كانت تعمل على تنمية سريعة للعلاقات والتعاون بين مصر وغينيا، وتبادلوا وجهات النظر فى كل المجالات ولديهم نفس الرأى فى الكثير من الأمور. والأفارقة لابد أن يحددوا مصيرهم بأيديهم وعدم انتظار تنميتهم من الغرب، لدينا كل شىء يمكننا من ذلك، وهذا كان مضمون كلمة الرئيس السيسى فى لقائه مع نظيره الغينى، والآن الرئيس السيسى أصبح رئيسًا للاتحاد الإفريقى ونأمل استقبال الرئيس السيسى فى غينيا، وكل الشعب الغينى سيكون سعيدًا بهذه الزيارة. * نريد معرفة معلومات عن دولة غينيا؟ - الاسم الرسمى للدولة هى جمهورية غينيا، مقسمة لولايات «الوسطى والعليا والغابات، وكذلك العرقية واللغة الرسمية هى الفرنسية. * ماذا عن الجاليات الغينية فى مصر؟ - حاليًا نحاول تجديد أعداد الجالية الغينية فى مصر، والتى تتنوع ما بين طلبة ومستثمرين، لكن المصريين فى غينيا أيضًا تجاريين ومستثمرين. * وماذا عن كأس الأمم الإفريقية وتنظيم مصر لها؟ - الشعبان المصرى والغينى يدافعان عن السلام ويرغبان فى الاستقرار ويفضلان الصداقة، وتحضير كأس الأمم الإفريقية ليس أمرًا رياضيًا فقط لكن هذه مناسبة ستسمح للشعوب جميعًا أن يجتمعوا ويحتفلوا، وتوصيل صورة للعالم بأن مصر قادرة على تنظيم البطولة. نحن متأكدون من أن مصر ستقدم صورة جيدة لتنظيم كأس الأمم الإفريقية ومتأكدين من هذا النجاح، وأن البطولة ستكون حفلة كبيرة لكل الشعوب الإفريقية التى ستحضرها، والشعب الغينى لديه قناعة بأن مصر ستنظم بطولة جيدة، ونعلم أن استقبال مصر الغينيين سيكون بصورة جيدة كما كان فى عام بطولة 2006، وبعد النجاح المتوقع ستحصل مصر على تنظيم كأس العالم لديهم الإمكانيات والبنية التحتية. * هل سيكون هناك طيران مباشر بين مصر وغينيا قبل كأس الأمم الإفريقية؟ - هناك العديد من شركات الطيران المغربية والإماراتية والتركية وغيرها من هذه الدول إلى غينيا مباشرة، لكن مصر لا يوجد، وعلى مدار السنوات الماضية طلبنا من مصر فتح خط مباشر للطيران بين البلدين، لأن هذا الخط المباشر سيفتح لمصر الطريق نحو التعامل مع العديد من الدول فى غرب إفريقيا، والتى تعتبر من أكبر الأسواق الإفريقية. ونحن فى كل مقابلة مع الجانب المصرى نسأل حول هذا الأمر، ولدينا أمل فى أن تفتح مصر خط طيران مباشر مع غينيا بحلول 2020. * وماذا عن الوضع الأمنى فى غينيا؟ - منذ استقلالنا ونعمل على حماية بلادنا والبلاد المجاورة، فغينيا عملت أشياء كثيرة من أجل استقلال غينيا بيساو، وسبب الدفاع للحصول للاستقلال تعرضنا للحروب من بعض الدول، واستطعنا مواصلة دعم غينيا بيساو حتى حصلت على الاستقلال، وكذلك هناك العديد من الحروب التى اندلعت حرب فى غرب إفريقيا منذ 1990، وكان لغينيا دور كبير فى هذه الحروب والصراعات، فغينيا استقبلت كل اللاجئين بعد حرب ليبيريا فى عام 1989، فتحنا لهم الحدود لاستقبالهم، ولم يقم بعمل معسكرات للاجئين بل دخلوا للبلاد، وفى عام 1991 بدأ حرب آخر فى سيراليون فتحنا الحدود معهم ودخل اللاجئين البلاد أيضًا، وبعد ذلك بعدة سنوات اشتعلت حرب فى كوت ديفوار واستقبلنا أيضًا اللاجئين. وهذا تطلب مضاعفة مجهودنا وعرض غينيا للهجوم من المرتزقة، وفى عام 2000 تعرضت غينيا لهجوم من مرتزقة من دول مجاورة، وعلى الرغم من ذلك لم نطلب اللاجئين الخروج من بلادنا بل على العكس حاربنا المرتزقة وقضينا عليهم فى 8 أشهر، وبذلك عاد الأمن والهدوء إلى ليبريا وسيراليون. وغينيا كأى دولة فى العالم تتعرض لمشكلات فى الأمن، لكننا من الدول المستقرة فى منطقة ساحل الصحراء، فوزير الخارجية السابق فى أمريكا قال فى إحدى المقابلات إن غينيا لديها استقرار صعب اختراقه، وفى كل مرة نجحنا فى السيطرة على الأمن واستقرار البلاد، ومن الممكن أن نقول أن نسبة الأمان فى غينيا تصل إلى 7 من 10 كنسبة الأمان. ورغم كل ذلك نشارك فى مواجهة حرب مالى ونشارك بقوات حفظ السلام، ونجحنا فى تأمين حدودنا وبلادنا من أى تدخلات، فمن الممكن أن تعيش وتزور غينيا من أول محافظة إلى آخر محافظة وستشعر بالأمن الاستقرار. * أخيرًا نريد أن نتعرف على المميزات التى تنفرد بها غينيا؟ - غينيا من الدول الغنية بالمعادن، فثلثى المعادن الموجودة تحت الأرض موجودة فى غينيا، والدولة الوحيدة التى أرسلت قواتها لكل الدول التى تعانى من الحروب فى إفريقيا خاصة فى غرب إفريقيا. فى غينيا أيضا أجمل «البلاجات» على مستوى القارة، وأرض غينيا لا تحتاج إلى سماد لكى تزرع، وأحسن المانجو والأناناس والموز عندنا، وأحسن سمك التى يُصدر إلى الولايادات المتحدةالأمريكية وأوروبا من غينيا، وهناك نوع من البقر موجود فى غينيا اسمه «داما» يستحمل العمل والضغط، ولا توجد تأشيرة دخول بين مصر وغينيا منذ أيام جمال عبدالناصر، وأول جامعة فى غينيا تحمل اسم جمال عبدالناصر والتى أسست فى عام 1960، والذهب والماس والخشب ليس له قيمة بسبب توافره بصورة كبيرة جدًا، وكل ما تحتاجه المصادر المصرية موجود فى غينيا. وفى النهاية أريد التأكيد على دعم السفارة لمؤسسة الحلم الإفريقى التى تؤكد الأهداف التى يعمل عليها البلدان مصر وغينيا، وأشكركم على المبادرة وأشجعكم على استكمالها، خاصة أنها تدعم العلاقات المشتركة بين مصر والدول الإفريقية.