حرص الرئيس السيسي، منذ عام 2014 على الانفتاح على القارة الإفريقية، وتعزيز علاقات مصر بدولها فى كل المجالات، واستشراف إمكانات التعاون المتاحة لتوفير الدعم للأشقاء الأفارقة. أمس، استهل الرئيس السيسى جولته التاريخية لعدد من دول غرب إفريقيا والولايات المتحدةالأمريكية بزيارة غينيا، وهى الزيارة الأولى لرئيس مصرى منذ عام 1965، والتى تأتى تأكيدا للعلاقات التاريخية المتميزة التى تجمع بين مصر وغينيا منذ استقلالها عن فرنسا فى أكتوبر من عام 1958، حيث دعمت مصر بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استقلال غينيا انطلاقا من الإيمان بحق الشعوب فى التمتع بحريتها وحكم نفسها بعيدا عن سيطرة المحتل الأوروبي. وقد استمرت علاقات التعاون بين البلدين منذ ذلك الحين، حيث حرصت مصر على دعم الكوادر الغينية من خلال الدورات التدريبية التى ينظمها الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع إفريقيا بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية فى العديد من المجالات مثل الصحة والقضاء والشرطة والزراعة والتعليم وتدريب الدبلوماسيين وغيرها. وفى مايو 2017 قام ألفا كوندى رئيس غينيا بزيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحث الجانبان سبل تطوير ودعم العلاقات بين البلدين من خلال تنشيط آليات العمل الثنائى المشترك بين البلدين، فضلا عن بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا وتناولت المباحثات أيضا العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط بين البلدين والعمل على تطويرها وتنميتها من خلال عقد اللجنة المشتركة بين البلدين وتفعيل أطر التعاون القائمة بين الدولتين، خاصة على الأصعدة الاقتصادية والتجارية كما بحثا عددا من القضايا الإفريقية وسبل تعزيز قدرات القارة فى التوصل إلى حلول إفريقية للمشكلات القائمة. تعزيز العلاقات الاقتصادية ومن المقرر أن يبحث الرئيس السيسى مع نظيره الغينى تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، حيث أن قيمة الصادرات المصرية لغينيا لا تتعدى حاليا 500 ألف جنيه سنويا، وتتشكل فى الأساس من المواد الغذائية ومواد البناء التى يتم استيرادها بشكل فردى عن طريق بعض التجار، بينما تنعدم الصادرات الغينية إلى مصر. كما لا توجد شركات مصرية فى غينيا. وقد زار كوناكرى العديد من رجال الأعمال خلال الفترة الأخيرة، وأجمعوا على قدرة سوق غينيا على استيعاب الاستثمارات والمنتجات المصرية.