ما أن يحل الليل وينتهى ضوء النهار وتعيش قرية "طوخ دلكا" حربا ضد الخفافيش وجيوش من الالاف الوطاويط المختبأه بالمنازل والقصور القديمة التي ترجع لمئات السنين بالقرية، هجرها سكانها وتحولت القصور العريقة إلى أوكار للوطاويط والخفافيش ومركزا للهجوم على الحرث والزرع. انتقلت لقرية طوخ دلكا التابعة لمركز تلا بالمنوفية، البالغ عددها حوالى 20 ألف نسمة ليروى لنا أهلها تفاصيل حالة الفزع والرعب التي تنتاب الأهالى بسبب انتشار هذا الطائر المرعب. أحمد عبد المعبود-موظف- يقول تبدأ فصول المعاناة المخيفة عندما يحل الليل وتنتشرالخفافيش في أسراب ومجموعات لتلتهم المحاصيل الزراعية والثمار الناضجة ببساتين ومزارع القرية ، وظهرت حالات العطب على الثمار في ظاهرة تحدث للمرة الاولى بالقرية وأنتابتنا حالة من القلق والذهول فالمحاصيل الزراعية مهددة. وأضافت ابتسام عبد العزيز –ربة منزل –ان الوضع الراهن لانتشار تلك النوعية المؤذيه من الحيوانات تنذر بكوارث بيئيه خطيرة فهذا الحيوان-الخفاش- يترك بصمته بوضوح على الثمار والخضروات بعد أن تطالها لعابه الحامل بلا شك للميكروبات الخطيرة الامر الذي يهدد بمآساه صحية وبيئية إذا لم يتم تدارك المشكلة من الان. وأشار على البهجى- احد شباب القرية - إلى أن الظاهرة بدات في الظهور والانتشار بشكل مخيف بعد ان استوطنت تلك الخفافيش المنازل المهجورة واصبحت تمثل مشكلة كبرى لاهالى،وقد قمنا كمجموعات من الشباب بتكوين ائتلافات للتصدى للظاهرة المرعبة بجهودنا المتواضعة الا أن الماسأه تتطلب تدل وتضافر كافه الجهود من جانب الاجهزة الرسميه بالمحافظة وعلى راسها الصحهة والبيئة والزراعة لتلافى الكثير من المشكلات التي قد تنجم عن هذه الظاهرة. وأفاد المهندس محمد اسماعيل ابو منصور –رئيس الوحده المحلية لقرية طوخ دلكا-أنه بورود شكاوى عديده ومتكررة من انتشار الخفافيش بالقريه بصورة غير عاديه وانها اتخذت من عدد من القصور الاثريه القائمه بالقريه منذ مئات السنين أوكارا بعد أن هجرها اصحابها.
ويقول غازى داوود-مسؤل تحسين البيئة بالوحده المحليه- أن كثير من الاهالى احاطوا نوافذ منازلهم والشرفات الخاصه بها بالاسلاك الشائكه والسلوك منعا لاقتحام اسراب الوطاويط المخيفه لمنازلهم مع حلول الليل وعلى اي حال فنحن مستمرون بامكانياتنا الضعيفه في أعمال المكافحه حتى نهاية شهر اكتوبر القادم لنتوقف مع حلول الشتاء ويصف محمد ابراهيم احد العمال المشتركين في الحملة منذ بدأنا اعمال المقاومه لم اكن اتخيل أن اعداد الخفافيش بالقريه تصل الى ذلك الحد المرعب فالمنازل القديمه والقصور المهجورة بعضها يمتد على مساحه نصف فدان وبعضها الاخر اقيم منذ عام 1923 ويؤكد سامى فاروق –مسؤل بجمعيه السادات الخيريه بالقريه-اننا قمنا بتاجير الادوات والمعدات المستخدمه في اعمال التطهير ومقاومه الخفافيش بالتعاون مع متطوعين من الاهالى والمسؤلين بالوحده المحليه للقريه ثم بدات قرى اخرى بمركز تلا تستغيث بنا للتصدى لتلك الوطاويط التي بدات في الظهور المكثف ليلا وتتسبب في مشكلات عديده بها ومنها قرية كمشيش والتي كانت ابرز مواطن الاقطاعيين قديما حيث امتلات المنازل القديمة بالوطاويط المؤذية للزروع والانسان