يعتز بوالدته كثيراً ويفخر بكفاحها وما زرعته من مبادىء وقيم وحب لعمل الخير فكانت هى ملهمته والضمير الحى الذى ينبض بداخله حتى أصبح ملقب ب " طبيب الغلابة " برغم أنها سيدة بسيطة من أصول ريفية وغير متعلمة إلا أن فطرتها الطيبة كانت كلمة السر فى نجاح " دكتور محمد مشالى " أبن مدينة طنطا فليس وليد الصدفة أن يفنى حياته لخدمة المرضى الفقراء بل هو نتاج أسرة تقدر قيمة العمل والكفاح بشرف وحريصة على بث هذه الروح في أبنائها منذ الصغر لتجعلهم ذو مكانة كبيرة فى المجتمع وبكلمات تدق عذوبة وفياضة بمشاعر الحب أسترجع طبيب الغلابة ذكريات الطفولة مع هذه السيدة العظيمة قائلا : والدتى " نميره فتح الله مشالى " من أصول ريفية بأحدى قرى محافظة البحيرة تزوجت والدى وهو واحد من رجال التعليم وكان يشغل منصب " مدير التعليم بالثانوى " وأنجبت 6 ابناء توفى منهم 3 شباب وبنت ولكن رضيت بقضاء الله وأحتسبتهم عنده. وتابع ، ولأن " وراء كل عظيم أمرأة " أستطعت بفضل أمى أن أحقق حلم والدى فى الألتحاق بكلية الطب وأصبحت من المتفوقين دراسيا حتى توفى فى عام 1969 كنت فى ذلك التاريخ قد أنتهيت من التعليم وبرغم الظروف المادية القاسية التى مرت بها لضيق ذات اليد ألا أنها رفضت الزواج وأخذت على عاتقها أن تفنى حياتها لأجلنا وتحملت المسئولية وهى فى ريعان شبابها وأستكمل دكتور " مشالى " كانت بفطرتها الطيبة تتسم بالحزم والقوة الممزوجة بالحنان الفياض لا تحلم بشىء سواء أن يصبح أبنائها فى مكانة عالية فى المجتمع وكانت نصحيتها الخالدة " أوعى تنسى الغلابة يا محمد متخدش فلوس من مريض محتاج" ومن أجلها لم يتجاوز الكشف فى العيادة مبلغ 10 جنيهات وعاشت طوال حياتها سيدة بسيطة ترضى بالقليل وتعيش بالمتاح وأضاف ، ولأنى كنت نجلها الاول حاولت أن أتحمل معاها المسئولية وأشتغلت لأساعدها فى المصاريف وتخرجوا أشقائى من الجامعة حتى جاء موعد الفراق بسبب أصابتها بالمرض الخبيث بعد زواجى بعدة سنوات حينها شعرت أن ظهرى أنكسر وروحى ترفض مفارقتها ولكن يبقي صورتها ونصائحها بداخلى أعمل بها حتى هذه اللحظة إلى أن ألتقى بها فى الجنة أهدى إليها كل الحب والخير..