تربيت تربية ريفية.. لكن والدي كان سابق عصره في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . تولت العديد من المناصب القيادية في مجال عملها بوزارة الزراعة.. فأنشأت أول معمل متخصص لأمراض الدواجن.. وكانت مدير معهد بحوث صحة الحيوان.. ومدير اتحاد منتجي الدواجن..والمستشار الزراعي المصري بواشنطن..كما حصلت علي العديد من الجوائز في مجال أبحاثها العلمية.. وأخيرا أصبحت أول امرأة تتولي منصب نائب وزير الزراعة..هي د.مني محرز نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة.. .................................. نشأت في بيئة ريفية في قرية كفر الكردي بمركز منية النصر بالدقهلية.. كانت عائلتي ميسورة فجدي صاحب أراض ويشغل منصب شيخ البلد..ووالدي كان أصغرأخوته..تعلم حتي الثانوية لكنه كان صاحب فكر متقدم..فحرص علي ارسال أبنائه العشرة للقاهرة لاستكمال تعليمهم..وكان أيضا سابقا لعصره في نظرته للفتاة وضرورة تعليمها..فعلّم جميع بناته حتي أعلي الشهادات مثل أولاده. .................................. عشت أجمل أيام طفولتي في الريف.. كنت السابعة وسط أخوتي العشرة.. طفلة شقية جدا..أصر أن يعاملني الجميع مثل أخوتي الأولاد.. ورغم أن الفتاة كانت لاتخرج إلا للضرورة بعد سن معينة..إلا أنني تمردت علي ذلك وكنت الابنة الوحيدة التي تذهب للغيط وأتابع مع أبي عمل الفلاحين..أما أمي فكانت طيبة جدا.. كل حياتها بيتها وأولادها..لكن ارتباطي بوالدي كان أقوي.. وكان دائما يقف معي ضد الجميع..» والدي كان سر قوتي ونجاحي واحساسي بالمسئولية..كان دايما بيشجعني..لأنه كان بيحب البنات.. ويحب نكون أقوياء وعينينا مليانة.. لدرجة أنه كان يخصص للبنات مصروفا أكبر من الأولاد». .................................. أعتز جدا بالريف وتقاليده..فالفلاح بطبعه دؤوب وصبور يحب العمل.. وقد أخذت هذه التقاليد معي للقاهرة.. فكنت طالبة متفوقة.. وبعد حصولي علي الثانوية كان أمامي كليات الهندسة أو الطب البيطري أو سياسة واقتصاد.. واخترت الطب البيطري لأن الطبيب البيطري كان له قيمة ودور كبير في القرية وفي حياتنا كأهل الريف. .................................. تخرجت من الأوائل.. والتحقت بمعهد البحوث الزراعية.. وقررت استكمال دراساتي العليا فورا بناء علي طلب والدي..الذي كان يحلم بحصولي علي الدكتوراه.. وتوفي والدي خلال دراستي للماجستير.. لكني واصلت دراستي وحققت حلمه وحصلت علي الدكتوراه عام 1994. .................................. تزوجت بعد التخرج مباشرة.. كان زواجا عائليا وعقلانيا من أحد أبناء بلدنا.. فمن تقاليد العائلة أن نتزوج من بلدنا.. وقد التزمت بذلك.. فأنا شخصية عقلانية.. وكل ماكان يهمني أن تكون عقلية زوجي متفتحة ويحترم طموحي.. وهو ما وجدته في زوجي عادل نعمان وهو رجل أعمال وكاتب صحفي وصاحب فكر متقدم.. والحمد لله كان دائما يشجعني.. »ودائما يقول لبناتي عايزكم زي ماما» .................................. لدي ابنتان وولد.. سارة معيدة في كلية الصيدلة..وتزوجت وهاجرت لأمريكا وحصلت علي الدكتوراه وتعمل في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.. ومحمد مهندس خريج اتصالات وحاصل علي ماجستير في الإدارة ويعمل في شركة عالمية.. أما هند فدرست تجارة وتعمل في أحد البنوك وتعيش مع زوجها في الكويت.ولدي 3 أحفاد.. »أحب أسمع حكاويهم لما ارجع من شغلي آخر اليوم». .................................. الحمد لله راضية وسعيدة جدا بما حققته علي المستوي الشخصي وعلي مستوي العمل..ولدي قناعة بأن ما يعطيني الله هو أفضل شئ..وأؤمن أن الانسان يجب أن يسعي.. لكنه في النهاية يجب أن يرضي بما قسمه له الله حتي لو كان غير ما يتمني.. فالحياه اختياراتها قليلة.. »أنا مثلا كنت عايزة اشتغل في مجال الأنسجة..لكن المتاح كان مجال الدواجن..فقررت أحب شغلي.. والحمد لله حققت النجاح.. وشايفة اننا لازم نحب الحاجة اللي بنعملها ونرضي بها.. وربنا هيكرمنا». .................................. بعد والدي لا يمكن أنسي فضل أساتذتي الذين دعموني وساعدوني.. وعلي رأسهم د. ممدوح شرف الدين مستشار وزير الزراعة في عهد يوسف والي. والحمد لله..نجحت خلال عملي في انشاء معامل مرجعية معتمدة دوليا..وأنشأت اول معمل متخصص مرجعي لأمراض الدواجن عام 2003.. وقبل ذلك كنا نرسل عينات الدواجن لتشخيصها في الخارج.. .................................. أحزن جدا حينما أري بعض النساء تضع نفسها في خانة ضيقة.. ولا تثق في قدراتها.. والحقيقة ان المرأة لديها قدرات هائلة وتستطيع القيام بأي عمل يقوم به الرجل.. بل انها تتميز بأنها تستطيع القيام بأدوار كثيرة في وقت واحد.. فأنا في مرحلة ما كنت زوجة وأم لأطفال صغار وفي نفس الوقت أدرس الماجستير وأعمل في عمل شاق كمشرفة مزارع.. والحمد لله ربنا وفقني.. فأهم شئ أن تثق المرأة في قدرتها علي النجاح وتجتهد.. كما أن الظروف الاقتصادية الآن لا تحتمل بقاء الزوجة بلا عمل.. بالإضافة إلي أن تعاون الأب والأم في المسئولية هو رسالة تعلّم الأبناء أهمية العمل. .................................. أحلم بالنجاح في أي عمل أقوم به.. وطموحي الآن أن أنجح في عملي كنائبة وزير خاصة أنه منصب جديد.. ودوري أن أعمل وأجتهد.. والرزق والمكافأة من عند الله. .................................. الست ست في الأول والآخر.. أحب الأناقة المعتدلة.. وأحب كمان أطبخ لأولادي.. وأعتقد إني طباخة ماهرة.. »وزي كل ستات الريف باعمل المربي والمخلل والعصير البيتي.. ومبناكلش أي حاجة فيها مواد حافظة» .................................. طول عمري معنديش هوايات.. حياتي كلها دراسة وعمل.. بعد البيت طبعا.. وهواياتي لازم تعود علي البيت او العمل.. »يعني أعمل أكلة حلوة.. أو أقرأ بحث في مجال عملي.. بصراحة أنا باستمتع بالعمل.. ومفيش مكان للفنون ولا الموسيقي ولا النادي ولا الرياضة.. ولا حتي الأجازة والفسح.. »وآخر مرة شفت البحر كان من خمس سنين».