كالعادة كل عام فى مثل هذه الأيام تسلط وسائل الإعلام أضوائها على السيدات، باعتبار هذا الشهر هو شهر المرأة بلا منازع فيبدأ باليوم العالمى للمرأة ثم يوم المرأة المصرية ويختتم بعيد الأم، لذا تكون السيدات بحكم هذه الأحداث النسائية بطلة هذا الشهر، لكننا فى روزاليوسف أردنا أن نكسر القاعدة باعتبار أن قضايا المرأة لم تعد فقط هموم خاصة بالنساء إنما يتشارك فيها الراجل، فضلا عن أن الصحفى الراحل على أمين كان صاحب فكرة الاحتفال بعيد الأم عربيا ليطلق الشرارة الأولى للتعبير عن فضل الأم ومكانتها، واهمية حصول المرأة على حقوقها. «روزاليوسف» التقت عددا من النواب الرجال بالبرلمان ليحكوا عن المرأة فى حياتهم، وأمهاتهم وأهميتهم ومكانتهم، ودورهن فى تشكيل حياتهم الشخصية وتأثيرها عليهم فى الحياة. رضا البلتاجى يحكى النائب رضا البلتاجى عضو لجنة الشباب أن والدته كانت فلاحة مصرية بسيطة تعمل لتجمع لأبنائها الستة احتياجاتهم وتحملت مسئوليتهم وهم أطفال وكانت ترعاهم بمفردها.. لافتا الى ان والده توفى وهم صغار السن فعملت حتى توفر لهم احتياجاتهم وأن تصل بهم الى أعلى المناصب وقد تحقق. ويضيف البلتاجى أن والدته قبل وفاتها بعد صراع طويل مع المرض تنبأت له أن سيكون نائبا فى البرلمان بالمعنى الحرفى، وهو ما تحقق بالفعل، ويضيف كنت أتمنى أن تشاهد تحقيق حلمها، مؤكدا انها كانت دائما تحثه على حب الناس والعمل على خدمتهم. ويضيف البلتاجى أنه لديه شقيق أكبر يعانى ظروف خاصة، وقد تولت والدته رعايته بدون أى تقصير وكانت توليه رعاية خاصة. وعن أبرز الهدايا لوالدته قال إنهم من أسرة بسيطة كانت الهدايا التقليدية فكنت أجمع مع إخوتى لنأتى لها بقطعة قماش تصنعها عباية. أحمد زيدان قال النائب أحمد زيدان أمين سر لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن والدته متوفية لكنها ضحت كثيرا من أجله ومن أجل أخواته، وأكد أنها السبب الرئيس لما وصل إليه من نجاح، مؤكدا أن والدته تولت تربيته ورعايته هو وأخواته الثلاثة، بعد وفاة والدهم وهى صغيرة لكنها أصرت أن تحافظ على أولادها وأن تكافح بمفردها.. خاصة أن معاش والدى فى ذلك الحين كان ضئيل للغاية لا يكفى متطلبات الحياة. وقال زيدان إن والدته اضطرت أن تبحث عن عمل وحصلت على وظيفة مدرسة بإحدى المدارس، وكانت خير مربى ومعلم لنا، وعندما كنا نعرض عليها أن نعمل لنساعدها على تحمل أعباء الحياة رفضت بشدة مطالبة إيانا بعدم الانشغال إلا فى دراستنا ومستقبلنا. احمد همام قال احمد عيد همام نائب السنبلاوين إن أمه قصة كفاح وأنه كان الابن المدلل لها ورغم أنها متوفية إلا أنها شىء مقدس له وروى قصة كفاح والدته التى بدأت فى سن مبكرة من عمرها قائلا توفى والدى وكانت هى 20 سنة وتحملت مسئولية 5 أبناء فى ذلك الوقت المبكر، مضيفا أنه عرض عليها الكثير من فرص الزواج إلا أنها رفضت ان يدخل حياتها او حياتنا أى رجل آخر خلفا لوالدى، وآثرت ن تتحمل هى المسئولية كاملة. ويضيف همام أن والدته كانت سيدة ريفية، تقوم فى الصباح الباكر لتسعى للرزق الذى تجلبه يوميا لصغارها، حيث كان الأجر فى ذلك الوقت باليوم فكنا نقضى اليوم بيومه. وكانت رغم تعبها ومرضها الشديد فى بعض الايام ترفض أن تأخذ أجازة من العمل حتى توفر لنا مصاريف مدارسنا ضياء الدين داود قال النائب ضياء الدين داود عضو لجنة الشئون التشريعية بمجلس النواب والذى يشغل محل الابن الأصغر ضمن ثلاث أخوات، ان تجربة والدته فى الحياة هى رحلة كفاح، بدأت عندما تم أعتقال الأب ضياء داوود فى عهد الرئيس السادات فى أحداث مايو، حيث كان الوالد عضوا بارزا بالاتحاد الاشتراكى وقتها، وصدر قرار باعتقاله ومصادرة جميع ممتلكاته.. حتى أنه بعد خروج الوالد من السجن قام بالسفر بمفرده الى خارج البلاد، تاركا أسرته وحيدة بلا عائل أو حماية، وكأنها ريشة فى مهب الريح.. وتركنا مع أمى بمفردها ترعى أولادها. مما اضطر الأم أن تتحمل العبء كاملة بمفردها حيث أصبحت الأسرة بلا أب وبلا مورد رزق، وبلا سند مادى، فتولت الأم جميع الأدوار فكانت العائل المادى الوحيد للأسرة، أحمد على قال أحمد على عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إن أمه لها الدور الأكبر فى حياتى، وهى الأم والأب والخال والأخ وكل حاجة وكل حياته، خاصة بعد وفاه والده وقيامها بتربية الأبناء. وقال إن والدته تعمل مدرسة وهى ليست مدرسة عادية فهى تربوية ومربية لأجيال فى المقام الأول، ويكمل أتذكر أن الطالبات كن يأتين إلينا فى البيت لاستشارة والدتى فى أمورهن الخاصة، والأخذ برأيها وكانت أمى فى المقابل تقوم بتوجيههن، بل بمساعدتهن فى أى مشاكل يمررن بها حتى اذا كانت مشاكل أسرية، فهى كانت بمثابة أم للجميع فى مدرستها. وأضاف أنا يوميا وأنا نازل من البيت لازم أمر على أمى، وكمان وأنا راجع.
