"مقابر الحكومة".. بهذا الوصف باتت توصف المستشفيات المملوكة للدولة في كفر الشيخ، ليدفع المريض حياته إضافة إلي أموال طائلة لكي يلقي حتفه بداخلها نتيجة الإهمال وعدم وجود الإمكانيات اللازمة ونقص الخبرة في حال وجود أطباء في الأساس، وتأخذ النيابة الإدارية في التحقيق كالمعتاد في الوقائع التي ينجح أصحابها في الترويج لها إعلاميا ولكن لم تسفر التحقيقات في النهاية إلي شئ يشفي غليل ذوي الضحايا، لنبقي في حلقة مغلقة عنوانها " الداخل مفقود والخارج مولود". وقد التقت "الصباح " بعدد من ضحايا الإهمال الطبي وذويهم، لمعرفة تفاصيل ما حدث.
- خطأ طبيب يجعل "أحمد" عاجزا طوال حياته
والبداية مع أحمد عماد، 32 عام، المقيم بقرية أبو طبل بكفر الشيخ، يقول :"تعرضت لحادث سير وأصبت بكسر في القدم والحوض، وبعد 10 أيام تم إجراء عملية بالحوض بواسطة طبيب يدعى "أ.ع.م" بالمستشفى العام بكفر الشيخ، فوجئت بعد العملية بأننى لا أشعر برجلى نهائيًا، وعندما أخبرت الطبيب بذلك أخبرني أن ذلك من أثر من البنج، ومنذ إجرائى للعملية وحتى الآن أصبحت عاجزًا تمامًا ولم أعد أرى الطبيب الذي أجرى لى العملية".
وتابع : عند ذهابي لمستشفى المنشاوى بطنطا ومستشفي سيد جلال بالقاهرة، أخبروني أن العصب الرئيسى تم قطعه خلال إجراء العملية بمستشفي كفر الشيخ ولا يوجد علاج للحالة لديهم، ومن وقتها وأنا عاجز حتي الأن، فضلا عن رفض المستشفي إعطائي تقارير بحالتي، وقمت بالشكوى في النيابة العامة ولكن دون جدوي.
- "الحاج سعيد" نزف حتي الموت
"خلاص مات خودوه وروحوا".. بهذه الكلمات انتهت مأساة الحاج سعيد كرم، ابن مدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ ، و تسرد صفاء ، تفاصيل ما حدث لوالدها قائلة: "أصيب والدي بحالة إعياء شديدة، فأخذناه لإحدى العيادات الخاصة لنكتشف إصابته بنزيف في المخ، ونصحنا الطبيب بالتوجه لمستشفى فوة للتأمين الصحي، وبالفعل ذهبنا كما نصحنا الطبيب، وكانت الفاجعة أننا لم نجد طبيبًا واحدًا ، فثار غضبنا عند عدم وجود أطباء ووالدي ينزف بشدة فقمت بالصراخ في المستشفى، فجاء لي أحد الأطباء وعمل قسطرة قلب لوالدي ووضعه على جهاز التنفس الصناعي، وقال لي إنتي إيه اللي جابك هنا خوديه وامشي عشان مافيش هنا اهتمام أو رعاية، وظل والدي ينزف دون أن أرى طبيبًا واحدًا، ووالدي ينازع الموت أمام عيني".
وأضافت: "ذهبت لمدير المستشفى لإيجاد حل،فأخبرني أنه سيتم نقله إلى أحد المستشفيات بالإسكندرية مستشفي البلشي، وأصدر قرارًا بتحويله ولكن الإسعاف رفضت نقله لعدم وجود طبيب معالج له، وأيضًا عدم استيفاء باقي الإجراءات، فذهبت مرة أخرى لمدير المستشفى، فقال لي خوديه في عربية ملاكي وروحي بيه المستشفي وماتقوليش ليهم إنك جيتي هنا".
واستكملت حديثها: "في الآخر نقلت والدي لمستشفي البلشي في تمام الساعة 4 عصرًا، لكن بعد نزيف لأكثر من 6 ساعات مما أدخل والدي في غيبوبة، وأخبرتني المستشفي أن حالته سيئة جدًا، بسبب استمرار النزيف لأكثر من 6 ساعات، والأمل في إنقاذه ضعيف، ووضعوه العناية المركزة أملاً في إنقاذه، لكن توفاه الله، لتنتهي مأساة والدي بجملة خدوه وروحوا".
-" زينب" تركها الأطباء حتي تعفن جسدها وهي علي قيد الحياة
يقول الحاج سلامة عصر، أحد أهالي مركز دسوق : تعرضت ابنتي زينب وابنها ذو ال4 سنوات لحريق في إحدى حضانات الأطفال نتيجة ماس كهربائي، مما تسبب في حروق جسدها بنسبة 60% وحرق جسد ابنها بنسبة 20%، فذهبنا بها لمستشفى العبور للتأمين الصحي فقبلت ابنها ورفضتها، فذهبنا بها لمستشفى كفر الشيخ العام الذي قبلها، وتم إدخالها على الفور العناية المركزة، بعد أن تم إجراء أكثر من 3 عمليات لها دون جدوى، والأطباء أخبرونى أن حالة ابنتى تتغير من سيئ لأسوأ، وأنه لا بد من نقلها إلى مستشفى آخر ذي إمكانيات أعلى، لعدم توافر هذه الإمكانيات في مستشفى كفر الشيخ العام.
وتابع والد زينب: ولكن مدير المستشفي ضرب بكلام الأطباء عرض الحائط وأكد أنها تنال الرعاية الكافية وأن المستشفى مؤهل لمثل تلك الحالات، وترك زينب تنازع الموت، حتى تدهورت الحالة بشكل كبير يصعب السيطرة عليه، تم بتر ذراعها اليمنى وشبه بتر لذراعها اليسرى.
وعن محطة زينب الأخيرة يقول والدها: "بعد ظهور ابنتي في الإعلام تحرك المحافظ ونقلها لمستشفى السلام التخصصي، وهناك فوجئ المستشفى بحالة زينب المتدهورة ولم يبعث معها مستشفى كفر الشيخ التقارير الطبية التي توضح حالتها، وكان رد مدير المستشفى علينا: نسينا نبعتها، وأخبرنا أطباء مستشفى السلام أن زينب حالتها متأخرة جدا، وأنه كان يتوجب علينا نقلها من البداية، وكانت المفاجأة أن جسد زينب كان متآكلا من البكتيريا، وأيضا مصابة بتسمم في الدم وارتشاح في الرئة، وهو نتيجة عدم قيام أطباء كفر الشيخ بتنظيف الجروح طوال فترة وجودها لديهم وسوء الاهتمام، مما أدى إلى وفاتها.
واختتم عسر حديثه قائلا: "أنا شوفت جسم بنتي معفن، رأيت العفن يأكل جسدها نتيجة إهمال مستشفى كفر الشيخ العام، وأطالب بمحاسبة من فعل ذلك بابنتي".
-" فريال" رفض الطبيب إسعافها والحضور للمستشفي فماتت
كشفت مذكرة مرسلة من مدير عام مستشفى بيلا المركزي بكفر الشيخ إلى المهندس أشرف هيكل رئيس مركز ومدينة بيلا، تقاعس أحد أطباء المستشفى عن أداء عمله ما أدى إلى وفاة حالة مرضية كانت بحاجة للتدخل السريع. وأوضحت المذكرة، التي أرسلها الدكتور عاطف القاضي أن المستشفى استقبل المواطنة "فريال عبد العزيز طاحون"، 74 عامًا، وكانت تعاني ارتفاعًا بضغط الدم، وارتفاعًا بنسبة السكر، وارتشاحًا رئويًا، وفشلاً في التنفس، ما يستلزم تدخل طبي عاجل.
ووفق المذكرة، جرى التواصل مع الطبيب "أ. ع" لمتابعة الحالة، خاصة بعد استقبال حالة أخرى تعاني ذبحة صدرية، إلا أن الطبيب المذكور رفض الحضور لمناظرة الحالتين، وهو ما أعقبه استدعاء الطبيبن علي إسماعيل، ومجدي حافظ، لتولي الكشف وإسعاف الحالتين
كما تبين من المذكرة، أن أهالي المريضتين استغاثوا بالنجدة بعد تأخر التدخل الطبي، وقبل حضور الطبيب أحمد عيطة للتعامل مع الحالة الأولى بوضعها على التنفس الصناعي، قبل أن تتوفى نتيجة التأخر في إسعافها.
وكان الزميل وسام أمين، مراسل صحفي بمحافظة كفر الشيخ ونجل المريضة المتوفية في مستشفى بيلا المركزي، حرر المحضر رقم 1566 لسنة 2017 إداري قسم شرطة بيلا، ضد الطبيب المتسبب في وفاة والدته، متهمًا إياه بالإهمال الطبي الذي أدى إلى الوفاة.
- " حقنة خطأ" تحرم دعاء من رؤية وليدها شهد مستشفى فوه للتأمين الصحي وفاة سيدة نتيجة حقنة خاطئة، وتبين وفاتها إكلينكيًا وفق فحوصات طبية بمعرفة الجمعية الخيرية بقرية إدفينا. واتهم مصطفى حسن السلاموني، 45 سنة، أخصائي اجتماعي يقيم في البحيرة، بالمحضر المحرر برقم 46 لسنة 2018 أحوال نقطة شرطة إدفينا التابعة لمركز شرطة رشيد، أحد المستشفيات بالتسبب في وفاة زوجته دعاء محمد مغازي عزام، 36 سنة مدرسة، أثناء إجرائها عملية ولادة، وبتحويل المحضر لمركز شرطة فوه، جرى قيده برقم 4034 لسنة 2018. اتهم مقدم البلاغ 3 أطباء يعملون بمستشفى فوه للتأمين الصحي، وهم: عبد الرحمن. ع. ع. طبيب تخدير، وأمل. م. ا. طبيبة نساء وولادة، وحافظ. م. ا. مدير مستشفى فوه للتأمين الصحي، بالتسبب في وفاة زوجته بحقنها بمخدر خطأ، وأحيل المحضر للنيابة العامة للتحقيق. من جانبه، قرر محمد الغطاس وكيل نيابة فوه في كفرالشيخ، إحضار كل من: الدكتور ع ع، طبيب تخدير، والدكتورة أ م، طبيب نساء وولادة، بالمستشفى، ومدير المستشفى للاستماع لأقوالهم. - الصحة: المستشفيات الحكومية أفضل من الخاص.. والمحافظ يحيل مئات الأطباء للتحقيق قال مصدر بمديرية الصحة بكفر الشيخ، إن مايردده البعض عن وجود عدم خدمة طبية متميزة بالمستشفيات الحكومية وعدم وجود أطباء أو أدوية كذب وغير صحيح، لافتا إلى أن مستشفي كفر الشيخ علي سبيل المثال أفضل بكثير من المستشفيات الخاصة من حيث الخدمة الطبية المقدمة وتوافر الأدوية وكذلك الأجهزة الطبية. وأضاف المصدر في تصريحات خاصة ل "الصباح"، أن الأخطاء الطبية غير واردة من الأساس، وإن حدثت فهي حالات فردية قليلة جدا، مناشدا وسائل الإعلام بعدم تضخيم الأمور وإعطائها أكثر من حجمها الطبيعي، والتركيز علي الإيجابيات. من جانبه فقد أحال الدكتور إسماعيل طه، محافظ كفر الشيخ، أكثر من 1000 طبيب للتحقيق في أقل من شهرين بسبب تقاعسهم عن أداء دورهم الوظيفي وعدم تواجدهم بالمستشفيات، مكلفا مديرية الشئون الصحية بتكثيف الرقابة علي المستشفيات والوحدات الصحية.