"الباغوز" هو جيب يضم مجموعة من القرى والأراضي الزراعية بالقرب من حدود سوريا مع العراق، وهذا الجيب هو آخر منطقة مأهولة يسيطر عليها المتشددون الذين تم طردهم من نحو ثلث أراضي العراقوسوريا على مدى الأعوام الأربعة الماضية. خرج أكثر من 20 ألف من مسلحي تنظيم داعش وأسرهم، من الباغوز بعد أن أعلنت قوات سوريا الديمقراطية إبطاء عملية الهجوم للسماح للمدنين بالمغادرة، وذلك قبل شن معركتها الأخيرة للسيطرة على البلدة الواقعة تحت سيطرة "داعش".
داعش يقرر القتال في الباغوز: ورغم أن قوات سوريا الديمقراطية أكدت أن الآلاف ومعظمهم من أسر عناصر التنظيم، خرجوا من الباغوز في الأسابيع القليلة الماضية إضافة إلى استسلام المئات من الإرهابيين، إلا أن هناك العديد من مقاتلي داعش الأجانب لا يزالون في الباغوز قرروا القتال حتى النهاية.
بدء إستعادة السيطرة على "الباغوز": أعلن مسؤول دفاعي أمريكي كبير أنّ عملية استعادة السيطرة على الباغوز قد تستغرق أياماً أو حتى أسابيع، وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، وقال القائد في قوات سوريا الديمقراطية، عدنان عفرين، إن "عمليات الإجلاء ستستمر أيضاً ونأمل أن تكتمل ". وبعد آخر أسرة من زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهم خرجوا من جيب الباغوز المحاصر، شنت قوات سوريا الديمقراطية في 10 مارس، بعد أن اعلنت انتهاء مهلة استسلام داعش في الباغوز، وأن الأوامر جاءت ببدء التحرك ضد التنظيم في آخر جيب له بشرق سوريا.
سقوط قتلى من الطرفين: أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 12 مارس، مصرع ثلاثة من مقاتليها وإصابة عشرة آخرين، فيما سقط 38 قتيلا من مسلحي تنظيم داعش، في معارك بآخر جيب يسيطر عليه المتشددون، شرقي البلاد، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هناك تباطؤ تقدم لقوات سوريا الديمقراطية في المعركة التي تخوضها ضد آخر معاقل داعش شرقي نهر الفرات.
استسلام 3000 إرهابي: في تغريدة على تويتر، قال مدير المركز الاعلامي في صفوف هذه القوات مصطفى بالي "خلال 24 ساعة، استسلم ثلاثة آلاف إرهابي لقواتنا في الباغوز"، مؤكداً أن "المعركة مستمرة وساعة الحسم أصبحت أقرب من أي وقت مضى".
داعش ترد الهجوم وتفشل: شن مقاتلي داعش في 13 مارس هجومين مضادين في الباغوز، على قوات سوريا الديموقراطية، التي أقتربت من فرض سيطرتها على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا. أكدت "قوات سوريا الديمقراطية" أنه لم يسقط أي قتلى أو مصابين في الهجومين، وأشار المركز الإعلامي ل"قسد" إلى أن التنظيم حاول تنفيذ هجمات انتحارية لكنها جميعا باءت بالفشل. وأضاف المركز الإعلامي: "كانت هناك هجمات بالأحزمة الناسفة، مجموعة من الانتحاريين حاولوا تنفيذ هجمات انتحارية في صفوف قواتنا، استهدفتهم قواتنا وقُتلوا قبل الوصول إلى التجمعات أو نقاط تمركز رفاقنا".
المعركة الأخيرة: كشفت اليوم الخميس، قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولاياتالمتحدة، عن مقتل 15 من متشددي داعش في الباغوز، عقب محاولتهم مهاجمة القوات التي تقترب من فرض سيطرتها على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا.
أكدت قوات سوريا الديمقراطية تقدمها داخل الجيب بعد اشتباكات وضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، وقال المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، في بيان: "تقدم مقاتلونا في عمق المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وثبتوا عددا من النقاط الجديدة، وذلك إثر اشتباكات تكبد فيها الإرهابيون عددا من القتلى والجرحى".
الجدير بالذكر أن داعش حقق هزائم عسكرية كبيرة عام 2017 عندما طردته قوات محلية يدعمها تحالف دولي، تقوده الولاياتالمتحدة، من مدينة الموصل العراقية ومعقله في مدينة الرقة السورية.
ورغم أن هزيمة التنظيم في الباغوز تلوح في الأفق، إلا انه لا يزال يمثل تهديداً أمنياً، لاحتمال هرب أفراد التنظيم من الهجمات إلى المناطق الحدودية بين سورياوالعراق. وتعد الباغوز آخر بقعة يسيطر عليها التنظيم المتطرف داخل الأراضي السورية، حيث يقتصر وجود التنظيم الإرهابي فيها على مخيم عشوائي محاط بأراض زراعية يقع على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية على جزء صغير منه.