«أخشى اختفاء بعض القنوات التليفزيونية والمشفرة إن لم تقدم محتوى جديدًا وهادفًا، وبيع الوقت لبعض الأشخاص على القنوات كارثة».. هكذا بدأ المذيع والكاتب أحمد سالم، حديثه ل«الصباح» من خلال فتحه بعض الملفات الشائكة التى تتعلق بالإعلام وأسباب تراجعه فى الآونة الأخيرة وكيفية إنقاذه. برنامجى الجديد يقدم محتوى مختلف *حدثنا عن بدايتك فى الإعلام؟ - بدايتى كانت عن طريق الكتابة على صفحات «السوشيال ميديا» ثم بعد ذلك عن طريق إصدار كتابى الأول «أنا والعذاب وهناء»، الذى حقق مبيعات كبيرة، وبعدها جاءت الانطلاقة مع طارق نور من خلال برنامج «المرايا» ثم «القاهرة 360» عبر فضائية «القاهرة والناس» خلفًا لأسامة كمال. وحاليًا أقدّم برنامج المواجهة مع النفس، ويدور فى شكل حوار مجتمعى تجاه قضية معينة بشكل وثائقى.
*ما رأيك فى المشهد الإعلامى حاليًا؟ - المشهد مرتبك جدًا وكل يوم يخسر أرضًا جديدة لصالح «السوشيال ميديا» و«الديجتال»، وإذا ظل على هذا المستوى لن يكون هناك إعلام تقليدى خلال عامين.
*كيف ترى دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟ - المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بدأ يفعّل دوره فى الفترة الأخيرة، ولكن لا يمكن أن يقتصر دوره على الخصم والغلق والعقاب فقط، بل يمكن أن يشترك مع القنوات فى تطوير المحتوى والمضمون أو يضع سياسة عامة للبرامج تحسن المردود الخارجى للإعلام المصرى.
*كيف ترى الأزمة المادية التى تعصف بعدد من القنوات؟ - الأزمة المادية أثرت بشكل كبير على الكثير من القنوات سواء المملوكة للدولة أو الخاصة، وذلك لأن متطلبات القنوات باتت عالية جدًا خاصة مع دخول الديجتال «تورتة» الإعلانات وتراجع الإنتاج بشكل كبير، ولابدأن تقلل القنوات من نفقاتها وتبدأ تفكر فى محتوى جديد يقوم على الإعداد الجيد والفكرة النادرة وليس النجم فقط.
*ماذا عن القنوات المشفرة ودورها فى التأثير على الوعى وأزمتها المالية؟ - القنوات المشفرة لو لم تتحول إلى ما يشبه «نت فلكس» ستغلق أبوابها خلال شهور قليلة، فلابد أن يكون لديها محتوى يجبر المشاهد على الاشتراك فيها.
*ما رأيك فى بيع الوقت على بعض القنوات؟ - تأجير الوقت كارثة على الإعلام المصرى، وأغلب هذه البرامج أصبحت مادة للسخرية على «السوشيال ميديا»، وذلك بسبب ضعف قدرات مقدميها، وهذا لا يمنع أن تأجير الوقت يمكن الاستفادة به كالبرامج الطبية.
*ما مقترحاتك للنهوض بالإعلام؟ - أنا كمشاهد أرى أن الخلطة المعتادة لابد أن تتغير، ويكون هناك تطوير حقيقى وتكون البرامج سريعة بوجوه جديدة ونخرج من طوق الأفكار التقليدية التى باتت لا تلقى قبولًا من قبل المشاهدين، فعلى الرغم من المجهود والإنتاج الضخم الذى يقدم من قبل العديد من البرامج إلا هناك مستوى أفضل من ذلك إذا أردنا أن نلحق إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى التليفزيون حتى لا يتم التوجه إلى الديجتال بشكل كامل.
*ماذا عن برنامجك الأخير وخطتك الإعلامية المقبلة؟ - برنامجى الأخير فكرة طارق نور مالك قناة القاهرة والناس، وهو أقرب للبرامج الأمريكية الشهيرة، حيث يعتمد على الصور كبطل أساسى للبرنامج. ودائما أتذكر كلمة الدكتور سامى عبدالعزيز، حينما قال إننا فى مصر أصبحنا نقدم راديو مرئيًا وليس تليفزيونًا، وبات مذيع التوك شو يطل بالساعتين على الهواء ينصح ويعظ وكأنه يعلم كل شىء، فأعتقد أن المشاهدين صاروا لا يحبون هذا اللون من برامج التوك شو التقليدية، وأصبح عدد مشاهداتها قليلًا جدًا؛ بسبب عدم المصداقية فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى عدم ملاحقة البرامج لسرعة إيقاع أخبار السوشيال ميديا.
*كيف ستكون الصورة هى البطل الأساسى فى برنامجك الجديد؟ - فضلنا فى برنامجى الجديد أن تكون الصورة هى البطل، ويكون ظهور المذيع أقل، بالإضافة إلى اعتماد البرنامج على طرح حوار مجتمعى حول قضية معينة، ونستضيف حوالى 15 ضيفًا فى كل حلقة، وكأننا نصور 15 حلقة فى حلقة واحدة وفى النهاية نستخلص كل الآراء، وأعتقد أن هذا المحتوى لم يقدم فى مصر قبل ذلك.