قادت العديد من النساء السودانيات في الخرطوم احتجاجات على حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس عمر البشير في 22 فبراير، حيث لا تختلف مطالب المرأة السودانية عن مواطنها الرجل، فكلاهما يتطلع إلى وطن يعبر فيه الفرد عن آرائه دون خوف من محاسبة أو اعتقال. ولكن المرأة السودانية تطمح في الوقت ذاته إلى تحقيق جملة من المطالب "تقطع من خلالها السوط الحكومي المسلط عليها منذ عقود والمتمثل في قانون النظام العام" الذي تصفه ناشطات عبر مواقع التواصل بقانون "إذلال المرأة." ولإيصال صوتهن، قررت مجموعة من الناشطات الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام بإطلاق مبادرة بعنوان "مارس الأبيض"، دعين من خلالها النساء بمختلف فئاتهن العمرية إلى ارتداء ثوب أبيض طيلة شهر مارس، خاصة أثناء مشاركتهن في المسيرات والمواكب الاحتجاجية. واختار بعضهن ارتداء أثواب شعبية بألوان مختلفة للتعبير عن التنوع الذي تزخر به السودان. وتأتي مظاهرات اليوم استجابة لنداء من ائتلاف "إعلان الحرية والتغيير" المعارض، يدعو المواطنين للخروج في مظاهرات اليوم تحت عنوان "يوم للمرأة السودانية ونضالاتها". وقال الائتلاف ،وهو الهيئة التي تقود المظاهرات ضد حكم البشير، "ندعو شعبنا للمشاركة في المسيرات الخميس لتكريم الأمهات اللواتي خسرن أبناءهن في صراعنا". وأحيل أكثر من 900 متظاهر إلى محاكم طوارئ الأسبوع الماضي بسبب مسيرات مماثلة، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، وصدرت أحكام بالسجن تراوحت بين أسبوعين وخمس سنوات بحق العديد منهم. ويشهد السودان مظاهرات شبه يومية منذ 19 ديسمبر الماضي بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور المعيشة في البلاد. ويقول المسؤولون إن 31 شخصا قتلوا حتى الآن في أعمال عنف رافقت المظاهرات، في حين تقول منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان إن العدد يبلغ 51 على الأقل. وأعلن البشير حالة طوارئ وطنية يوم 25 فبراير الماضي وعزل حكام الولايات وعيّن أماكنهم مسؤولين من الجيش وأجهزة الأمن. وعقد البرلمان جلسة خاصة أمس الأربعاء لمناقشة مرسوم الطوارئ المذكور. ويتوقع أن يوافق البرلمان على فرض حالة الطوارئ لأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يساند البشير، يحتفظ بغالبية ساحقة في المجلس المكون من 428 مقعدا