تسعى القيادات السلفية للظهور فى الصورة بشكل مستمر، والبحث عن منبر لتجميل وجه السلفيين أمام المجتمع بعد تعرضهم للانتقاد المستمر، ومن أجل ذلك بدأت القيادات السلفية بالإسكندرية الإعداد لإطلاق قناة فضائية، ومحطة إذاعية خاصة بها، وذلك فى خطوة هى الأولى من نوعها، بعد أن كانت الفكرة محل رفض من جميع قيادات الدعوة المعارضين لأى ظهور مباشر، أو تحمل نفقات الوجود الإعلامى. وتستعد الدعوة السلفية لإطلاق قناتها الجديدة والأولى، من خلال عمل ما يشبه الاكتتاب بين أعضائها وقواعدها الشعبية، لتحمل التكلفة كاملة، وضمان توفير الدعم المادى لها خلال الستة أشهر الأولى، حتى تحقيق الصدى المطلوب، وذلك عن طريق جمع اشتراكات شهرية من أعضاء الدعوة بمختلف المحافظات، وتخصيصها للإنفاق على القناة. وحددت الدعوة طرق جمع الاشتراكات من خلال حصر عدد أعضائها فى المحافظات، كما تم طرح الفكرة على أعضاء الدعوة بصورة غير رسمية عبر المسئولين بالمحافظات، وعبر الصفحات الرسمية للدعوة على فيس بوك، ما أتاح الفرصة للأعضاء لتقديم اقتراحاتهم، التى تطرقت لقيمة الاشتراكات والتى تراوحت ما بين خمسة إلى خسمين جنيهًا شهريًا، فيما اقترح آخرون أن تكون الاشتراكات «جبرية» لكل المنتمين للدعوة. وفى حديثه ل«الصباح»، أكد مصدر بالدعوة، أن الفكرة لا تزال قيد الدراسة ولكنها بشكل جدٍ، خاصة أن الدعوة لن تتكلف أى مبالغ مالية فى الوقت الحالى والذى تعانى فيه من أزمة مالية كبيرة بسبب نقص التمويل. وحول قرار إطلاق قناة حاليًا، أكد المصدر أن الصعود للمنابر أصبح من الأمور الصعبة والمحدودة لمجموعة محددة من الشيوخ، وهو ما يهدر طاقات العديد من الأخوة الذين يعترضون على عدم منحهم فرصة الدعوة وحرمانهم من المشاركة، الأمر الذى تسبب فى العديد من الخلافات مؤخرًا خاصة بين الدعاة الشباب. أما الأمر الثانى فهو عدم قدرة شيوخ الدعوة على تحمل الاتهامات والانتقادات التى توجه إليهم، والتى نالت من القواعد الشعبية للدعوة وجعلتها منبوذة فى المجتمع، فى الوقت الذى لا يوجد فيه منابر إعلامية تستضيف شيوخ الدعوة للدفاع عن منهجهم. وعن محتوى القناة، قال المصدر إنها موجهة فى الأساس لنشر منهج السلف الصالح واتباع النبى وهو الدور الرئيسى للدعوة، هذا بجانب الرد على الافتراءات التى تتعرض لها الدعوة وتقابلها بالصمت، بخلاف إبراز الدور الذى يلعبه حزب النور والدعوة فى الحياة السياسية، خاصة التشريعى منه، وعرض مواقفه ومواقف أعضائه إزاء الأحداث السياسية المختلفة، فيما سيقوم شباب الدعوة وشيوخها بتقديم المحتوى الخاص بالقناة. وعن دور الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، فى القناة، قال المصدر إن الفكرة من الأساس هى برهامى خاصة وهو أكثر الشيوخ الذين يتعرضون للانتقاد والهجوم، ولكن مشاركته بمحتوى القناة لم يطرح بعد، خاصة أن كل ما يخص القناة متروك لحين توفير التمويل، ولكن لا يستبعد تقديمه لبرنامج خاص به على أن يكون برنامج دينى على غرار برنامجه على اليوتيوب.