انتشرت ظاهرة تربية الكلاب فى المناطق الشعبية والعشوائية مؤخرًا، لاستخدامها فى التعدى على المواطنين وترويع أمنهم، والتشاجر والبلطجة، خاصة بعد قضية «سيد سيكا» التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، بتداول فيديو لشخص يقوم بترويع شاب بواسطة كلب شرس فى بولاق الدكرور، والتى جاءت كبداية للحديث مجددًا عن أزمة انتشار الكلاب الضالة بالمحافظات. وكان العديد من الأطفال قد تعرضوا للعقر والهجوم من الكلاب، ففى منطقة مصر القديمة، تعرض الطفل محمود، للعقر من أحد الكلاب الضالة، الأمر الذى أدى لإحداث إصابات بالغة فى وجهه، وأكدت والدته إنها كانت تسير بأحد الشوارع فى طريقها إلى السوق بمنطقة «عين الصيرة»، وعقب انتهائها من شراء بعض المستلزمات، كانت تمسك بيد ابنها، وفوجئت بكلب يسير فى الشارع ويقفز فى الهواء، ثم عقر ابنها، وفوجئت بوجهه ينزف الدماء، وما زالت حالته خطيرة حتى الآن، الأمر الذى يستلزم إجراء عمليات بتكاليف باهظة. وقد انتشرت صورة الطفل محمود على مواقع التواصل الاجتماعى، بالتزامن مع حادث هجوم كلبى حراسة على طفل «مدينتى»، والذى تعرض لإصابة شديدة، بعد عقر أجزاء مختلفة من جسده، بالإضافة للحظات من الهلع والخوف التى عاشها، مما أثر على حالته النفسية والجسدية، وأدى لانتشار حالة من الغضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى، بعد مشاهدتهم للفيديو.
وعلقت والدة طفل «مدينتى» على الواقعة، موضحة أن من يبحث عن حقوق الحيوان لابد أن يبحث أولًا عن حقوق الإنسان، فكيف ينادى البعض بالحقوق فى حق حيوان يمثل خطورة على حياة إنسان، خاصة لو كان هذا الإنسان طفلًا يصعب الدفاع عن نفسه، لافتة إلى أن ابنها نجا من الموت بمعجزة بعد أن انقض عليه الكلبان، وافترساه بالمعنى الحرفى للكلمة.
وطالب الكثير من رواد التواصل الاجتماعى، بحظر تربية الكلاب فى المنازل، بسبب استغلال أصحابها فى ترويع المواطنين، بينما عقبت جمعيات الرفق بالحيوان على إبادة الكلاب الضالة، بأنه عمل ينافى الإنسانية، وأن الكلاب ليست جميعها تهاجم الإنسان، فليست الكلاب الضالة فقط من تهاجم، واستشهدت بمهاجمة الكلاب لطفل الرحاب بأنها ليست ضالة.
أما عبدالسلام شحاتة، الخبير الأمنى ومحامى جمعية الرفق بالحيوان سابقًا، فأكد أن بعض الأشخاص يستخدمون الكلاب فى الاعتداء على الأشخاص بالشارع، والكلب حيوان لا يعقل يُنفذ أوامر صاحبه فقط، كما أنه لا يعرف أن يفرق بين شىء، فإذا هاجم الكلب شخصًا يحمل سلاحًا، فالطبيعى أن يقوم الكلب بمهاجمته لأنه لا يعرف مصيره، وبالتالى أصبح استخدام الكلاب فى الاعتداء على الآخرين ظاهرة تتكرر كثيرًا.
وأشار إلى أن تفعيل الغرامة وحده لا يكفى، ويجب أن يكون مقترنًا بعقوبة الحبس، لأن الغرامة يسهل دفعها، كما أنها لن تكون رادعًا بما يكفى لمن يستخدمون الكلاب فى التعدى على الأشخاص. بينما أكد اللواء طبيب يوسف عبدالحميد شباط، وكيل مديرية الطب البيطرى بالإسكندرية، أنه تم إصدار قرار من وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، ووزارة الصحة، لإبادة الكلاب الضالة، عن طريق مادة تسمى «الاستركنين»، ويتم توفير اللحوم وحقنها بالمادة لإطعامها للكلاب من خلال الحملة التى تعمل ليلًا من 12 إلى 6 صباحًا. وأضاف «شباط» أن هناك اتهامات لإبادة الكلاب الضالة من جمعيات الرفق بالحيوان، إلا أن هناك مواطنين متضررين من تلك الكلاب الضالة التى تسبب العقر والرعب للأطفال.