العلاقات المصرية الجابونية لها تاريخ طويل.. ونتعلم من مصر الكثير وملفات التعاون لا تنتهى بعدما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، استطاع خلال فترة وجيزة أن يحظى بصداقة وود رؤساء وملوك العالم، وخاصة القارة السمراء التى ظلت مصر غائبة عنها لسنوات، حيث نجح الرئيس بجدارة فى لفت أنظار العالم لمصر، وإعادتها للريادة حتى اكتسبت ثقة واحترام العالم، وخير دليل وبرهان هو رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى هذا العام، ليكون عامًا مختلفًا مليئًا بالإنجازات فى مختلف أرجاء القارة. وهذا ما أكده جى روجيه نزيه سفير الجابون فى القاهرة، خلال لقائه «الصباح» فى مكتبه، ليحكى الكثير والكثير عن العلاقات والتعاون بين مصر ودولته الشقيقة الذى يعد الأغنى بين دول جنوب الصحراء، وإلى نص الحُوار.. * ماذا عن العلاقات المصرية الجابونية.. وأهم مجالات التعاون؟ - العلاقات المصرية الجابونية قديمة، ولم تنقطع منذ عهد الرئيس عبدالناصر الذى أعطى الكثير للقارة، فمنذ استقلال البلاد عام 1960 ظلت العلاقات وطيدة مع مصر حتى جاء الرئيس السيسى بعمق ومودة، ليعيد مصر إلى أحضان إفريقيا، حيث كان أول رئيس مصرى يقوم بزيارة الجابون عام 2017 منذ الاستقلال، وكذلك حرص الرئيس الجابونى على زيارة مصر، والمشاركة فى عدة مؤتمرات عام 2016، فضلًا عن وجود عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين، فى عدة مجالات أهمها التعليم و الصحة والتجارة. * وما أهم مجالات الاستثمار والتجارة بين البلدين؟ تعتبر دولة الجابون، وخاصة ليبرفيل، من أغنى الدول فى المنطقة الاستوائية، نظرًا لوجود العديد من الموارد الطبيعية بها، مثل النفط والمنجنيز والأخشاب، فقلة عدد سكانها جعلها من أعلى الدول فى إفريقيا فى مستوى الدخل للفرد، ومع كل هذا فإنه حتى الآن مستوى التجارة بين مصر والجابون ضعيف، ونأمل فى المزيد خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الجابون تحتوى على أجود أنواع الأخشاب وتحتاج لكثير من المنتجات المصرية ذات الجودة العالية، سواء الغذائية أو الدوائية، مع وجود شراكات وبروتوكولات تعاون فى هذه القطاعات، وأفخر بالعلاقات المصرية الجابونية، وأرى أن مصر حققت الكثير بحكم السيسى، وستقدم المزيد خلال الفترة القادمة تزامنًا مع رئاسة الاتحاد، وكذلك كأس الأمم الإفريقية، وهناك ملفات اتفق عليها البلدان منها ومقاومة الإرهاب والمساهمة فى خطر السلاح والتنمية والإعمار والتصالح بين الدول المتناحرة والحركات المسلحة.
* ماذا تتوقع من مصر هذا العام خلال رئاستها للاتحاد؟ - تعتبر مصر أمًا للقارة، وقد قامت بالفعل بعمل الكثير قبل رئاستها للاتحاد، فقد كانت الوسيط للصلح بين عدد من الدول، وكذلك للتنمية والتعاون بين عدد كبير من الدول الإفريقية الشقيقة، وقد أثبتت للعالم أنها تستطيع أن تقود، لذا فمن السهل أن تفعل المزيد، خاصة مع خطتها الطموحة للقارة، والتى أعلن عنها الرئيس خلال كلمته بالاتحاد، فقد تحدث طفرة فى حصر الإرهاب، حيث قال السيسى إنه عام إسكات البنادق، وأيضًا عام للتنمية والإعمار فى كثير من الدول، فنحن فى النهاية أبناء قارة واحدة وفى قارب واحد، ولابد أن نساند ونسعى للاتحاد جميعًا. * وماذا عن الجاليات المصرية فى الجابون والعكس؟ - الجابون دولة صغيرة لا يتعدى سكانها تقريبًا المليون وستمائة ألف نسمة، وتوجد بها جنسيات كثيرة جدًا سواء للمعيشة أو الاستثمار، منها الصين وفرنسا وتركيا ولبنان والروس، وكذلك مصر، ولكن مع الأسف الجالية قليلة، وتعمل فى مجالات مختلفة منها السياحة والاستثمار، فهم يستمتعون بوجودهم، خاصة أن الشعب الجابونى مسالم جدًا ومتعاون، ويحترم الأجنبى ويسانده، وأما الجالية الجابونية فى مصر فهى قليلة لا تتعدى ال 40 شخصًا، معظمهم يدرسون بالجامعات، بجانب الدبلوماسيين وأعضاء السفارة فى القاهرة. * كيف تجذب الجابون الاستثمار إليها.. وما أهم المجالات ؟ - عملت الجابون خلال الفترة الماضية على تسهيل كل إجراءات تأسيس الشركات للأجانب، بما يضمن لهم كل الحقوق، وكذلك تخفيف الرسوم الضريبية والجمركية على المستثمرين، ومجالات الاستثمار عديدة منها السياحية نظرًا لتمتع الجابون بالغابات الاستوائية الكثيفة والحيوانات الهائلة كالغوريلا والأفيال، فسياحة الأدغال متميزة هناك، وتوجد مجالات أخرى مثل الزراعة والصناعة والتصدير والتعدين والاستثمار فى الثروة الحيوانية والسمكية، لذا تفتح الجابون ذراعيها للاستثمار من كل الجنسيات ولا سيما الأشقاء المصريين. * ماذا عن الجابون والحياة فى ليبرفيل؟ - الجابون دولة مسالمة تنعم بالأمن والرخاء إلى حد كبير، وتتحدث الفرنسية كلغة رسمية للبلاد تأثرًا بالاستعمار الفرنسى، بالإضافة إلى بعض اللهجات للقبائل المحلية، والتى ستتم دراستها بالمدارس حتى نحافظ على الهوية والتراث، أما ليبرفيل فهى العاصمة الأكثر خضارًا وحيوية، وترحب بالاستثمار على أراضيها، ويوجد الكثير من العادات والتقاليد التى لا تزال تحتفظ بها الجابون وفق بعض القبائل، من رقصات وأساطير وعادات وأطباق شهيرة، كالدجاج بالتوابل واللحم المشوى على الطرق القديمة.