شكلت حكايات أبلة فضيلة وجدان أجيال كثيرة، وساعدت الأمهات فى التربية، ولكن مع التطور التكنولوجى شكّلت التربية عن طريق فن الحكى تحديًا كبيرًا للأمهات مما دفع البعض لاستحداث وسائل جديدة وأكثر مواكبة لأطفال الألفية الثالثة. وضحت آلاء سامى صاحبة شحصية «تيدا مفيدة» أنها بدأت تنفيذ الفكرة منذ 3 سنوات، وهو عبارة عن حكى قصص للأطفال بطرق حديثة وبشخصية يحبونها ويذكرونها فى خيالهم موضحة أن كلمة «تيدا» أصلها تركى، وتعنى الجدة أو الخالة، ومفيدة نسبة لاسم والدة آلاء، مؤكدة أن تعليم الأطفال من الأمور المهمة جدًا التى تشغل عقلها، لذا قررت ترك عملها بأحد البنوك المصرية الشهيرة وغيرت مسارها المهنى لتصبح «حكاءة» ومرشدة سياحية للأطفال فى الأماكن الأثرية، مشيرة إلى أن الفكرة بدأت عندما طلب منها أحد الأصدقاء كتابة قصص للأطفال، الأمر الذى يبدو عاديًا ولا يهتم به كثيرًا أطفال هذا العصر. وأوضحت أن «تيدا مفيدة» عبارة عن صوت وروح وملابس، فهى شخصية عجوزة تعيش فى قصر كبير تحب الحواديت، نشيطة تحب القراءة، وتدعم الأطفال فى كل المواضيع، وهى مفيدة مثل اسمها، تروى للأطفال كل القصص المفيدة لهم فى كل المجالات، مضيفة أنها تحكى القصص فى الأماكن العامة مثل النوادى والحضانات أو مدارس، كذلك فهى مترجمة بأربع لغات وبلغات الإشارة أيضًا. ولفتت أنها تنقل أدب الطفل من خلال القصص سواء للعرب أو المصريين، وتغير فى صوتها وتغير فى الحدوتة حسب السن من 3 سنوات حتى 12 سنة، حيث تدخل معلومات داخل القصص منها معلومات ثقافية وعلمية لتستطيع تعليم الأطفال من خلالها وتعديل سلوكياتهم، لافتة إلى أنها تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعى مثل مواقع اليوتيوب وفيس بوك من أجل وصول أسهل إلى الأطفال وأمهاتهم.
أبلة فضيلة فى السياق ذاته تُعيد الكاتبة «مى عبدالهادى» حواديت «أبلة فضيلة» بطريقة جديدة ومبتكرة تهتم بنفسية الطفل، وتعديل سلوك الأطفال عن طريق مبادرتها (حدوتة باسمه) التى تستهدف الأطفال من عمر 4 إلى 10 سنوات، وتهدف إلى دعم الطفل نفسيًا وتزرع داخله مجموعة من القيم الأخلاقية عن طريق التواصل معه بتطبيقات الموبايل. توضح مى أن المبادرة جاءت لها منذ عامين عندما وجدت نفسها تروى قصص وحواديت لأطفالها يوميًا قبل النوم لأنهم لا يحبذون الحكايات القديمة، ووجدت نفس المشكلة يعانى منها كثير من الأمهات، فبدأت من خلال عمل جروب على تطبيق الواس آب، قامت خلاله بتأليف الحدوتة باسم طفل معين، ثم يتم تسجيلها بصوتها، وقد لاقت الفكرة والجروب استحسانًا كبيرًا، وبدأت تتعاون معها صديقات أُخريات بلغات مختلفة إلى جانب اللغة العربية تأتى الإنجليزية، الفرنسية والألمانية، لافتة إلى أن هذه الحواديت تعتبر سابقة أولى من نوعها، ويتابعها على الجروب أمهات على «الواتس آب» من دول كثيرة مثل: أمريكا، السويد، أمريكا اللاتينية، السعودية، الإمارات، إنجلترا، وفرنسا.