لأن الأساطير لا ترحل بل تظل تروى عاما تلو الآخر ، ظلت ''سندريلا الشاشة العربية'' خالدة في أذهان محبيها حتى بعد رحيلها، واليوم بعد مرور 77 عاما على ذكرى ميلادها يمكن أن نؤكد أن سعاد حسني المعروفة بأغنية ''يواد ياثقيل'' ممثلة وفنانة من طراز خاص . "سعاد حسنى" فنانة متعددة المواهب لقبت بسندريلا الشاشة العربية، واحتلت المركز الثاني ضمن استفتاء أفضل ممثلة في القرن العشرين.
ولدت سعاد حسني في القاهرة واكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير ثم ضمها المخرج هنري بركات لدور البطولة في فيلمه حسن ونعيمة عام 1959، ثم توالت بعدها في تقديم الكثير من الأفلام خلال فترة عقدي الستينيات والسبعينيات، ومن أشهرها: صغيرة على الحب - الزوجة الثانية - القاهرة 30 - خلي بالك من زوزو وغيرها، ووصل رصيدها السينمائي 91 فيلمًا. وحصلت سعاد حسني على العديد من الجوائز السينمائية وتم تكريمها من قبل الرئيس أنور السادات عام 1979 في احتفالات عيد الفن، وفي عام 1987 بدأت تعاني من مشاكل صحية في العمود الفقري جعلها تبتعد عن الأضواء والتمثيل وكان آخر أعمالها هو الراعي والنساء عام 1991، وتوفيت في 21 يونيو 2001 عقب سقوطها من شرفة منزلها بين احتمالات انتحارها وشكوك في مقتلها، وشكلت قضية موتها غموضًا كبيرًا لم يحل إلى الآن . وتميزت ''السنديريلا '' كممثلة وفنانة من طراز خاص حيث تمكنت من اجادة مجموعة كبيرة من الفنون الاستعراضية والغنائية، فلم تكن مجرد ممثلة. وعلى مدار مشوارها لفني قدمت "سعاد حسني" مجموعة مميزة من الأغاني خلال أعمالها السينمائية أو التلفزيونية، ومازالت حية وتغني حتى الآن، ومن أبرز أغانيها "الدنيا ربيع" التي تعتبر بمثابة أغنية رسمية لفصل الربيع، "يا واد يا تقيل"، "بانو بانو"، بالإضافة إلى أغنية "دولا مين" التي قدمتها بعد انتصار أكتوبر من كلمات أحمد فؤاد نجم وألحان كمال الطويل. وواصلت السندريلا تألقها فى السينما وقدمت العديد من الأدوار التى مازالت عالقة فى أذهان المشاهدين، منها أدوارها فى أفلام صغيرة على الحب، غروب وشروق، شفيقة ومتولى، الزوجة الثانية، أين عقلى، شفيقة ومتولى، الكرنك، أميرة حبى، خلى بالك من زوزو، القادسية، غريب فى بيتى، حب فى الزنزانة، نادية، الحب الضائع، شباب مجنون جدا، الزواج على الطريقة الحديثة، بينما كان آخر أفلامها وأعمالها هو فيلم الراعى والنساء عام 1991 أمام الفنان أحمد زكى والفنانة يسرا، ليصل عدد أفلامها ما يقرب 90 فيلما، ومسلسل واحد "هو وهى" أمام أحمد زكى أيضا، كما شاركت فى عدة مسلسلات إذاعية منها الحب الضائع، لا شيء يهم ومن من المواقف القاسية على السندريلا خلال حياتها هو إصابتها بالاكتئاب، وهو ما كشفه الدكتور عصام عبد الصمد، الطبيب المصرى الذى تولى متابعة حالتها الصحية فى آخر سنواتها أثناء وجودها فى لندن، فى كتابه "سعاد حسنى"، إنها مرضت بالاكتئاب من مدة طويلة منذ أكثر من 15 سنة. كانت أسباب المرض متعددة منها عدم نجاح آخر فيلمين لها "الدرجة الثالثة" وفيلم "الراعى والنساء"، وسبب آخر هو وفاة الأب الروحى لها الأستاذ صلاح جاهين، بينما كان السبب الثالث هو إصابتها بشلل بسيط فى وجهها، وكانت تأخذ أدوية الاكتئاب بانتظام، ولكن بعد أن تعرفت عليها أكثر اكتشفت أنها مصابة بمرض الاكتئاب منذ مدة أطول من ذلك بكثير لحرمانها من حنان الأب، وكانت تعالج من هذا المرض اللعين وهى فى مصر ولفترات طويلة على يد بعض من أساتذة طب الأمراض النفسية أمثال الدكاترة "أحمد فايق"، و"صالح حزين"، و"مصطفى زيور"، الذى كانت تعتبره أبا لها، وعرفت عنها أيضا أنها كانت لا تحب النوم الكثير وكانت شديدة الأرق لأنه كانت تأتيها أحلام مزعجة وكوابيس.