أصدر الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية ووكيل اللجنة الدينية بالبرلمان وخطيب مسجد الفتاح العليم، أضخم أعماله العلمية، موسوعة "جمهرة أعلام الأزهر الشريف"، والتي تتكون من 10 أجزاء في 10 مجلدات. وقال الأزهري- في بيان اليوم الأحد- إن الجمهرة توثيق ودراسة لتراجم علماء الأزهر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين ، مرتبين على سنوات الوفاة، من وفيات سنة 1300هجري الموافق 1882ميلادي، إلى وفيات العام الهجري الماضي 1439ه، ضمن إصدارات مكتبة الإسكندرية، مضيفا "على مدى 16 سنة صُنعت وتبلورت ونضجت هذه الموسوعة، 10 سنوات منها كانت جمعًا للمادة العلمية، و6 سنوات كان عكوفًا وانقطاعا وانكبابا على التنفيذ والتدوين والتحرير والصياغة". وأوضح أن الجمهرة خرجت من المطبعة ضمن منشورات مكتبة الإسكندرية العريقة، ويجري حاليا الإعداد لحفل إطلاقه وتوقيعه، وسيكون متاحا في معرض الكتاب خلال أيام. وتابع "الجمهرة ليست مجرد سردِ لإعلام الأزهريين، بل هو - بالإضافة لذلك - حافل بالفوائد، مشحون بالمسائل والقضايا والفرائد، هو البعث والإحياء الأزهري الذي ننشده جميعًا، وأرجو أن يكون المنجم الكبير الذي ستنشأ على ضفافه عشرات المشاريع العلمية النهضوية لأزهرنا ووطننا وأمتنا". وناشد الأزهري الأجيال القادمة الاستفادة من تلك الموسوعة، وأن يكونوا على هذا المنوال الذي صنع علماء ومشايخ الأزهر عبر تاريخه الطويل، مبينا أن تلك الموسوعة هدية منه إلى الأزهر الشريف، وإلى مصر العظيمة، وإلى كل أزهري عظيم كان نموذجا مشرفا لدينه ووطنه. وأضاف أن الموسوعة تتضمن مئات وألوف من الشخصيات الأزهرية، من المصريين وغير المصريين، ممن وفدوا إلى المعهد العريق المعمور، فنهلوا من العلم، واستنارت عقولهم به، ورجعوا إلى بلادهم شاهدين لمصر بالعظمة والسبق العلمي، فصاروا في بلادهم دعاة علم وتمدن ، يطفئون نيران الحروب، ويعمرون مدارس العلم ومعاهده وأيضا من تقلدوا أرفع المناصب والرتب، من أزهريين تقلدوا رئاسة بلادهم مثل هواري بومدين رئيس الجزائر الشقيقة، إلى من تقلد الوزارة أو القضاء أو الإفتاء أو التدريس أو الكتابة أو غير ذلك من الحرف والمهن التي تولوها، فلمس الناس منهم الحكمة والعلم والأخلاق وعمق التدين المبرور الهادي المتخلق بالأخلاق المحمدية المشرفة.