ماجدة موريس: حلًا للأزمة.. لكنها ليست بديلة للشاشة الفضية شهدت الفترة الماضية تطورات كبيرة على الساحة الإلكترونية، وكثرت الصراعات على جذب المتابعين، وبات الجمهور يدفع اشتراكات مالية لمشاهدة الأفلام كما هو الحال مع تطبيق «نت فليكس»، وهو الأمر الذى تسعى إليه مجموعة قنوات «إم بى سى» من خلال موقعها الإلكترونى شاهد نت، والذى يردد بعض المصادر بوجود اهتمام كبير به خلال الفترة المقبلة، فى ظل الأزمة الإعلانية التى توجد فى القنوات الفضائية، والتى تؤثر بقوة على الأعمال الدرامية، لذلك يعتبر عدد من صُناع الفن أن القنوات الإلكترونية ربما تصبح بديلة للفضائيات، ورفع بعضهم شعار «وداعًا للدراما الفضائية».
ملايين المشاهدات والاشتراكات على مستوى العالم أصبحت تغرى المنتجين وصُناع الأعمال الفنية، حتى أنه يتردد قيام المخرج الإنجليزى بيتر ويبر قيامه بإخراج مسلسل تاريخى عربى ضخم يعرض عبر الإنترنت، وفى مصر أصبح هناك عدد من المنتجين الذين وجدوا طريقًا لعرض أعمالهم الدرامية عبر الإنترنت، وهو ما بدأها بقوة مسلسل «واكلينها والعة» بطولة النجم شريف رمزى، فهناك من يعتبر الأمر مواكبة للتقدم التكنولوجى وفرض السيطرة الإلكترونية على الساحة، وهناك من يراها خروجًا من الأزمة الإعلانية والفضائية وهروبًا من سياسة الاحتكار لبعض الشركات. حسابات رقمية ومالية تدور فى أذهان المنتجين قبل اتخاذ هذه الخطوات، بعضهم يلجأ للعرض الإلكترونى المشفر مقابل اشتراكات، وآخرين يعرضون على الفضائيات بالتزامن مع المواقع الإلكترونية من أجل عدم الخسارة. «من سيئ لأسوأ» هكذا تردد بعض المصادر فى شركات الإعلان، حيث شهد عام 2018 أزمة إعلانية كبيرة تسببت فى خروج مسلسلات وتوقف تصويرها، وسط حالة من الأمل والتفاؤل فى العام الجديد، لكن المصادر أشارت إلى أن الحالة الإعلانية أسوأ فى العام الجديد. يشهد 2019، عرض 4 أعمال إلكترونيًا، وهم « حشمت فى البيت الأبيض» بطولة بيومى فؤاد، و«أيام فى العسل» بطولة ساندرا على، و«شيرى دوت كوم» بطولة سارة الشامى ومحمد مهران، ومسلسل «زودياك» بطولة هند عبدالحليم. أما بشرى، فشاركت فى تجربة سينمائية منتجة خصيصًا للعرض على الإنترنت مع شادى سرور بفيلم (تيتانيك)، ولكن لم يلق الرواج والنجاح الجماهيرى، ولكنها كانت بداية للإعلان عن ظهور منصة إلكترونية جديدة يمكن إنتاج الأعمال خلالها لمواكبة العصر. ويبقى السؤال عن إمكانية أن تكون المنصات الإلكترونية بديلًا جديدًا لعرض الدراما فى التليفزيون أن تكون المتنفس الذى يعوض كثيرًا من المنتجين وصُناع الدراما التقليص الذى تم فرضه لعدد الأعمال الدرامية فى السباق الدرامى الرمضانى، طرحت (الصباح) هذه التساؤلات من الناحية النقدية والإنتاجية. من جانبه، أبدى المنتج جمال العدل إعجابه بالفكرة، قائلًا ل(الصباح): منتجو الدراما يقدمون مسلسلات من أجل الجمهور من الناحية الأدبية، ومن الناحية المادية للمكسب، فإذا كانت تلك المسلسلات الإلكترونية لها جمهورها ما المانع من عرضها على الإنترنت. وأشار إلى أن الهدف من إنتاج المسلسلات بالأساس هو الجمهور مهما اختلفت وسيلة العرض سواء على الإنترنت أو الشاشة الفضية، لافتًا إلى أنه إذا نجحت تلك الأعمال من الممكن أن يُنتج لتلك المنصات الإلكترونية حتى إذا خاطبت شريحة معينة من الجمهور. وبسؤاله عن تعويض المسلسلات المعروضة على الإنترنت لتقليص عدد المسلسلات برمضان المقبل، قال: الأهم توافر ووجود صناعة الدراما وعناصر الصناعة وأدواتها، ونجاح المنتج المقدم سواء إلكترونيًا أو تليفزيونيًا. فى نفس السياق، أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس على وجود ارتباط بين إنتاج المسلسلات وعرضها بالمنصات الإلكترونية وتقليص عدد الأعمال الدرامية فى موسم رمضان المقبل، مشيرة إلى أنه نوع من حل أزمة الإنتاج الدرامى القليل هذا العام، وتعويض عدد كبير مصدر رزقهم السنوى هذا الموسم ويقرب عددهم ل 2 مليون شخص. ولفتت إلى أن فكرة المنصات الإلكترونية جديدة فى صناعة الدراما المصرية فقط، مضيفة: الغرب سبقنا فى إنتاج المسلسلات والأفلام بهذا الشكل وعلى سبيل المثال ما يُعرض على منصة «نت فليكس»، ولكنها فى مجتمعنا ستكون لفئة معينة من الجمهور من المستخدمين للإنترنت بصفة خاصة، والشريحة الكبيرة من الجمهور إذا لم يجد ما يبحث عنه أو يتناسب معه سيشاهد قنوات أخرى غير مصرية. وعن إمكانية استبدال دراما التليفزيون بالمنصات الإلكترونية، قالت الناقدة ماجدة موريس: من الصعب الاستغناء عن التليفزيون لأن الفن ودراما الشاشة الفضية وأفلام السينما عبارة عن متنفسات وترفيه للناس.