أزمات وتوقفات متكررة، ضمن عوامل أخرى هددت عرش الدراما المصرية التي تواجه تحديات ارتفاع ميزانيات الأعمال الدرامية وضعف تسويقها على القنوات الفضائية. صناع الدراما حاولوا الخروج بأعمالهم من أعناق كل تلك الزجاجات، باللجوء إلى العالم الحاضر دائما، براح الإنترنت.. وهو ما اتجه له العالم في السنوات الماضية. يعتبر مسلسل "أنا شيري دوت كوم" للمخرج رامي رزق الله، الذي تطلقه شركة إنتاج كبيرة، عبر منصتها الرقمية من أحدث الأعمال الدرامية، التي سيتم عرضها إلكترونيا بعيدا عن القنوات التلفزيونية، ويشارك في بطولته عدد من الوجوه الفنية المعروفة منها محمد مهران، سارة الشامي، بسنت شوقي وجيلان علاء. تدور أحداث "أنا شيري دوت كوم" في إطار 15 حلقة لا تتجاوز الحلقة 25 دقيقة، ومن المقرر عرضه خلال يناير الجاري، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل هناك مسلسلات جرى إنتاجها خلال الفترات السابقة منها "الميزان"، "سابع جار"، "ريح المدام"، السبع وصايا"، "أنا شهيرة .. أنا الخائن" و"البيت الكبير". وتخطط منصة الشركة إلى التوسع في السوق المصري لتقدم محتوى سينمائي ودرامي عبر القنوات الرقمية، خلال الفترة المقبلة لتكون أشبه بما تقوم به شبكة "نتفليكس" العالمية، حيث أشار المهندس محمد سعد، رئيس قسم التكنولوجيا وإدارة العمليات في الشركة المنتجة، في بيان سابق، إلى أن هناك فريق مصري من كبار المبدعين في مجال تشغيل وتطوير المحتوى الرقمي بتشغيل المنصة، لضمان جودة العرض الفني ليكون عرضا مستديما دون مشاكل تقنية تفقد المشاهد متعته. ويتزامن مع ذلك، إطلاق شبكة "Netflix" أول مسلسل عربي من إنتاجها للعرض الحصري على منصتها، بعنوان "جن" إخراج ميرجان بوشعيا، تدور أحداثه في 6 حلقات حول مراهقين يكتشفون جنياً في مدينة البتراء الأردنية القديمة وعليهم إيقاف الجن من تدمير العالم، ومن المقرر عرضه خلال النصف الثاني من العام الحالي عبر "Netflix"، وهو ما يعتبر خطوة أمام المنصة الرقمية لدخول السوق المصري خلال الفترة المقبلة، وهو ما يمثل نافذة وتحدي جديد أمام الدراما المصرية. ولا يعتبر مسلسل "أنا شيري دوت كوم" هو العمل المصري الأول الذي يتم طرحه رقميا دون عرضه تلفزيونيا، حيث كان لمسلسل "سبع صنايع" الذي تم تغيير اسمه إلى "واكلينها والعة" السبق في ذلك، عام 2017 حيث تم عرضه كأول إنتاج مصري حصري لها، قبل عرضه في 2018 على شبكة قنوات النهار، على جائزة أفضل انتاج في عام 2017 في حفل توزيع جوائز ال "Mena" بدبي. ومن جانبها، ترى الناقدة ماجدة خيرالله، أن جزء كبيرا من الجمهور المصري مستعد لتلك التجربة، موضحة أن "هناك مجموعة من المشاهدين مستسلمين لما يعرض على الشاشات التلفزيونية العربية، وذلك بسبب سوء علاقته بالإنترنت، أما النوع الثاني فهو بالفعل استغنى عن العرض المعتاد على الشاشات حتى المسلسلات المشاركة في سباق الدراما الرمضانية يفضل مشاهدتها عبر الوسائل الإلكترونية، لعدد من الأسباب قد يكون منها الفواصل الإعلانية أو قدرته على مشاهدة الحلقات مجمعة دون انتظار الحلقة الجديدة، وبالتالي ذلك هو الجمهور المستهدف من المنصات الرقمية التي تقدم محتوى فنى، والتي من المتوقع أن يزداد عددها مع الوقت". وأضافت خير الله ل "الوطن": "نحن في مناخ مناسب لظهور تلك المنصات وانتشارها، خاصة مع المعوقات التي تواجه صناع الدراما قي الوقت الحالي، حيث يبحث الجميع عن مخرج من حالة التضييق على الفنون، لذلك بدأ الاعتماد على طرق بديلة للبعد عن سيطرة الرقابة والدولة، وقائمة الممنوعات والمحظورات التي يتم فرضها على الفن، لتعتبر مخرج بعيد عن تلك القيود لأن الأعمال المعروضة لا تطلب الحصول على موافقة الرقابة". وأشارت الناقدة ماجدة خيرالله إلى أن الأمر لا يقتصر على الدراما فقط، بل سيتم عرض أفلام روائية قصيرة وتسجيلي بنفس الطريقة عبر المنصات لتجد طريقها إلى الجمهور المستهدف بطريقة أكثر سلاسة، بينما تحقق تلك الأعمال ربحا من خلال المقابل المادي للاشتراك على تلك المنصات ومشاهدة محتواها الحصري، وهو أمر معمول به في العالم.