تحل اليوم الذكرى الثامنة بعد المائة لميلاد الفنانة القديرة علوية جميل، التى ولدت فى مثل هذا اليوم عام 1910، تلك الفنانة التى تعود أصولها إلى لبنان، حيث ولدت فى "طماى الزهايرة" ، لقبت بالمرأة الحديدية وذلك لأن حياتها الشخصية لم تختلف كثيراً عن الأدوار الجادة والشريرة التي جسدتها خلال مشوارها في السينما والمسرح. وفى هذا التقرير يرصد "الصباح" أهم المحطات فى حياة جميل: اسمها الحقيقى هو "اليصابات خليل مجدلاني"، كانت جميل موهوبة منذ صغرها بالفن، فعملت في المسرح، حيث انضمت إلى فرقة رمسيس نجيب مع يوسف وهبي وهى فى الخامسة عشر من عمرها، وظلت سنوات طويلة، حتى انضمت إلى الفرقة القومية، وشاركت في العديد من الأعمال المسرحية، والتي منحتها الشهرة، حتى لقبت برائدة المسرح في مصر. وفى عام 1940 شاركت في أول عمل سينمائي لها، وهو فيلم يوم سعيد، ثم بعد ذلك توالت عليها الأعمال السينمائية فقدمت العديد من الأفلام التي منحتها الشهرة. قدمت "جميل" خلال مشوارها الفنى الأدوار القاسية، والتي ظهرت فيها المرأة المتسلطة حادة الطباع، وبرعت أيضاً في دور الأم المتسلطة التي لا يهمها سوى أن تنفذ أوامرها، والغريب فى الأمر أن القوة كانت عندها طابع حقيقى وليس تمثيل فالمحيطيم بها كانوا يؤكدون دوما أنها على المستوى الشخصي تتمتع بسمات شخصية تميل إلى الصلابة والقوة والسيطرة. وعلى الجانب الشخصي فى حياتها، فعلوية جميل تزوجت مرتين الأولى عام 1923، من شخص خارج الوسط الفني وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم "إيزيس وجمال ومرسي"، بينما الزيجة الثانية كانت من النجم الراحل محمود المليجي، الذي تزوجت في عام 1939، واستمر زواجهما حتى رحيله في عام 1983. وكان لها موقف فى شدة القوة مع ضرتها فوزية الأنصاري، حيث أجبرت المليجى فى اليوم الثالث من زواجهما بأن يطلق زوجته الأولى، وأصرت على ذلك وصممت أن تبلغها بنفسها فاتصلت بها هاتفياً وقالت لها: "أنت طالق يا فوزية"، وكانت تمارس دور الزوجة القوية أيضًا في الواقع على "المليجي"، لكن بحب مفرط، فلا يمكنه استقبال أصدقائه سوى بمواعيد محددة. واعتزلت السينما بعام 1964، وتفرغت بعدها لزوجها حتى وفاته عام 1983. توفيت الفنانة القديرة فى 16 أغسطس 1994م في منزلها من دون حضور أي فنان أو فنانة، وفي صمت أسدل ستار حياتها من دون ضجيج تاركة خلفها العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية.