«بونية» واحدة وجهها الأب إلى طفله كانت كفيلة بإسكات الرضيع نهائيًا، حتى فارق الحياة بعد يومين، وقال الأب فى اعترافاته أمام نيابة حوادث جنوبالجيزة: كنت فى حالة نفسية سيئة بسبب ضيق الأحوال المادية وإلحاح زوجتى فى ضرورة سداد احتياجات المنزل وتوفير لبن لطفلنا. وتابع: اقترضت أموالًا وذهبت زوجتى إلى السوق تاركة لى رعاية الرضيع الذى لم يتوقف عن البكاء الهستيرى حاولت إسكاته بكل الطرق لكنه كان يستمر فى الصراخ فسددت إليه ضربة على وجهه لعله يصمت ولم أكن مدركًا أنها ستكون «بونية» تتسبب له فى النزيف من الأنف، فشلت فى إيقاف النزيف حتى عادت زوجتى من السوق وصرخت عندما رأت الطفل فحاولت تهدئتها وذهبنا به إلى العديد من المستشفيات حتى يتلقى العلاج، لكنه فارق الحياة. كان اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارًا من المستشفى بوصول طفل مصابًا بكدمة وتحول لون الوجه للون الأزرق، وفارق الحياة أثناء تلقيه العلاج، شكل اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة بعد اشتباه الأطباء فى الوفاة جنائيًا. كشفت التحريات بقيادة العميد عبدالرحمن أبوضيف رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة، أن الطفل يبلغ من العمر 4 أشهر، وأن والدته اصطحبته إلى عدة مستشفيات لمدة يومين حتى ذهبت به إلى مستشفى الحوامدية ثم مستشفى أبوالريش للأطفال وادعت سقوطه وإصابته بتورم وزرقان بالوجه إلا أن الأطباء اشتبهوا فى الوفاة ورجحوا إصابته بنزيف بالمخ، ومن خلال مناقشة والدى الطفل أسفرت تحريات العقيد أحمد نجم مفتش مباحث قطاع جنوبالجيزة عن أن والده وراء قتله، حيث أقرت الأم أن زوجها انزعج من كثرة بكائه وصراخه أثناء غيابها عن المنزل لشراء بعض احتياجاتها، فتعدى الأب عليه بالضرب حيث كان يحمله وصفعه على وجهه وضربه ب«البونية» فى جبهته فسقط منه على الأرض وأصيب بكسر فى القدم وكدمة كبيرة بالوجه. أضافت التحريات أن الأم فور عودتها ورؤيتها وجه الطفل سألت زوجها فأخبرها أنه ضربه لكثرة صراخه واتهمت زوجها بقتل طفلهما، انتقلت قوة ترأسها المقدم محمد أبوالقاسم رئيس مباحث الحوامدية وتمكنت من ضبط المتهم وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.