قامت خناقة كبيرة بين الأستاذ عبدالمطلب والست مشاعر مراته لما قررت تسأله السؤال اللى لو اتسأل لأى راجل اليومين دول هايتعامل معاه على إنه نوع من أنواع قلة العقل والعكننة «ألا قولى هو أنت مابقتش تقولى كلام حلو زى زمان ليه؟» !وده حصل لما الست مشاعر حست إنه بقاله فترة كبيرة ما بيعبرش لها عن حبه ومشاعره، وإن العلاقة بينهما بقت عاملة زى اتنين موظفين كل واحد فيهما بيقوم بدوره المخصص له على أكمل وجه من دون أى مشاعر. طيب أنا معاكى جدًا ياست مشاعر فى اللى بتقوليه، ومتفق معك تمامًا لأن الموضوع مهم وخطير وبرافوا عليكى إنك بتسألى عن الحجات اللى بتغذى روحك، وأكيد الأستاذ عبدالمطلب يستاهل العتاب والعقاب، بس مش فى الميكروباص ياست مشاعر، بينى وبينكم أنا خلاص فقدت الأمل إنى أعرف أمارس طقوسى فى الميكروباص، صقوسى البسيطة جدًا اللى هى عبارة عن إنى أقعد على الكنبة الأخيرة جنب الشباك وأبص منه وأطير وأرفرف فى الفضا، وكل مرة أحاول أعمل كدا يركب جنبى اثنان ما بيحبوش يتناقشوا فى مشاكلهم الشخصية ويحلوها غير فى الميكروباص. طبعًا صوتهم كل مادى بيعلى وأنا ماسكة نفسى ومحافظة تمامًا على ثباتى الانفعالى وقررت إنى ما أدخلش نفسى فى الموضوع، وبصيت تانى من شباك الميكروباص وحاولت أرفرف فى الفضا، وإذا بالست مشاعر بتقولى ما تحضرينا يا أبلة، تقولش ياخويا لما صدقت وكأنى كنت مستنية اللحظة دى وعينك ما تشوف إلا النور، دخلت فى الراجل شمال وهاتك يا تأنيب وعملت فيها مستشارة علاقات زوجية والمدافعة عن حقوق مشاعر الستات، لدرجة إنى شوية كدا وكنت هاديلة دروس فى الأخلاق، ما أكدبش عليكم الجلالة خادتنى وإذا بالأستاذ عبدالمطلب بيقولى كفاية يا أبلة رغى من حقى أنا كمان أدافع عن نفسى، بكل حماس منى وبما إنى اعتبرت نفسى المسئولة عن إدارة الحوار وإيجاد حلول للمشكلة، قولت له اتفضل سمعنى دفاعك عن نفسك ما هو الراجل والنبى عنده حق اتنين ستات ماسكينه كلام ومش عاوزين يسمعوه ولا يدوله فرصة يتكلم. رد الأستاذ عبدالمطلب فاجئنى الحقيقة خلانى أقول فى عقل بالى يا أرض انشقى وابلعينى لما قالى اسأليها كدا آخر مرة قولتلها وحشتينى كان ردها إيه؟! فاكرة يا مشاعر ولا أفكرك، قالتلى وحشتك إيه ياراجل فين «اللحمة» اللى طلبتها منك قبل ما تنزل، فاكرة ولانسيتى، ودلوقتى جايه تحرجينى قدام الناس وتسألينى أنا ليه ما بقولكيش كلام حلو، والنبى ردى أنتى عليها يا أبلة وقولى كلمة حق. أرد أقول إيه، أنا كان مالى ومال مشاكل الناس أهو فضولى ده هو اللى هايجبلى الكافيه، قولت فى بالى أنزل من الميكروباص وأهرب من الموقف البايخ اللى حطيت نفسى فيه ده بحجة إن المحطة بتاعتى جت، وأسيبهم هما يحلوا مشاكلهما، ما هو على رأى المثل يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها، وأنا مش عارفة أحداث الموضوع هتوصل معاهم لحد فين وبصراحة مش عاوزة قلة قيمة. نزلت فعلًا من الميكروباص وأنا بالى مشغول بالمعركة الطاحنة اللى دارت بين الأستاذ عبدالمطلب والست مشاعر، وطول الطريق بسأل نفسى ليه ستات كتير بيتعاملوا مع المشاعر حسب احتياجهم لها فقط يعنى طول ما هى مشغولة ببيتها وأولادها أو فى الشغل لا تتقبل أى مشاعر ولا حتى بتدور عليها، ولا بتهتم كمان بمشاعر الطرف الآخر وبتعتبرها كلام فاضى ملوش لزوم فى الحياة الزوجية اللى بقت فيها حجات أهم بكتير من المشاعر والكلام الحلو؟! وليه بقينا نشوف ستات كتير ما بتعترفش بالفكرة من الأساس، وبتعتبر إن المشاعر الحقيقية فى الأشياء المادية وتلبية احتياجاتها واحتياجات بيتها. وفجأة كدا فوقت لنفسى وقولت أنا ليه جاية قوى كدا على الستات ما هو فى رجالة كتير بتتعامل مع مشاعر زوجاتها على إنها تلبية للإحتياجات الماديه فقط، وطالما البيت مش ناقصة حاجة يبقى هو كده عبر عن مشاعرة بكل صدق وإخلاص، وإن المشاعر دى حاجة تافهة مش مطلوبة فى الحياة الزوجية يعنى كماليات لا بتقدم ولا بتأخر. الكلمة الحلوة ممكن تحيى علاقة كانت على وشك الموت والفشل والتعبير عن المشاعر مش كلام فاضى ولا قلة عقل ده فى بيوت بتتخرب نتيجة قلة التعبير عن المشاعر، أقولك على حاجة سمعى جوزك كلام حلو وحسسيه دايمًا إنك بتحبيه وإنك واخدة بالك من إحساسه علشان ما تندميش لما يروح يدور عليه بره مع ست تانية بتسمعه كلام حلو، وأنت كمان حسسها كل يوم بمشاعرك واوعى تهمل الجزئية دى علشان أنت كمان ما تندمش. للأسف مازلنا نتعامل مع الزواج على أنه نهاية قصة الحب وبداية لمسئوليات صعبة لا وقت فيها للمشاعر أو التعبير عنها، لأننا كمان اتربينا على إن التعبير عن المشاعر بيقلل من قيمة الشخص، وكل ما يكون تقيلًا وبخيلًا فى مشاعره الطرف التانى هيحبه أكتر. المشاعر مش إنك تملى الثلاجة لحمة وفراخ وتدفع مصاريف مدارس العيال وتبقى كدا عملت اللى عليك، دى مشاعرك أنت اللى بتريح بها دماغك، ولا هى الاهتمام بس بالأكل والشرب والغسيل يا فالحة زى ما إنتى فاهمة. الحياة صعبة: أيوة المسئوليات كتيرة:طبعًا بس «الكلمة الحلوة» الحنينة بين الزوجين هى اللى بتخلى «المركب» تفضل مكملة للآخر رغم كل العواصف اللى بتحصل فى كل البيوت. لا تستهينوا بالمشاعر، ولا تقللوا من قيمتها، وما تضيعهوش عمركم فى الجرى ورا كل الحجات اللى بتنسيكم تعيشوا حياة حلوة. أروح أنا بقة أدور على ميكروباص أروح فيه بدل ما أنا ماشية كدا على رجلى وأحاول أمسك نفسى وما أدخلش فى مشاكل الناس تانى، أنا حاسة إن الميكروباص اللى جاى ده هيبقى ريحه خفيف وما فيهوش مشاكل وهعرف أطير وأرفرف من شباكه.