خيب ظن جماهير الأهلى، تسبب فى انكسار غير مسبوق، تدهورت على يد مجلسه كرة القدم، وبات الفريق الذى يهيمن على اللعبة منفردًا فى مصر، فريسة سهلة لأندية الوسط، وفقد بطولتين فى ظرف أسبوع واحد، بالهزيمة الثقيلة أمام الترجى فى رادس بثلاثة أهداف مقابل لا شىء، والتعادل مع الوصل الإماراتى بهدف لكل منهما فى دبى، ثم الهزيمة من المقاولون العرب بهدف للا شىء، فى أول عودة للفريق فى الدورى المصرى، بعد غياب دام أكثر من 50 يومًا، وحتى قبل هذه العودة، خسر الفريق آخر مبارياته أمام نادى الاتحاد السكندرى بنتيجة ثقيلة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. انهيار الكرة فى الأهلى وضع الأسطورة محمود الخطيب فى ورطة غير مسبوقة، لم تنجح معها مسكنات إلغاء لجنة الكرة، وإقالة كارتيرون، ومدرب أحماله ليندمان، واللجوء إلى هيثم عرابى، والتلميح بإعادة هيكلة لجنة التعاقدات، ونثر أسماء صفقات جديدة من عينة رمضان صبحى، ومحمود حسن تريزيجيه، وعمرو وردة، ومحمد محمود، وطاهر محمد طاهر، فى إنقاذ الموقف، الذى تفاقم تحت أنياب ذئاب الجبل. وتنوعت أسباب إخفاق الأهلى ما بين إخفاقات إدارية وأخرى فنية، جمع بينهما قاسم مشترك يتعلق بمجاملات فاضحة وفادحة، فضلًا عن التعامل الخاطئ مع معطيات سوق الانتقالات وغيرها من الجوانب التى أدت إلى هذه النتائج.
* السقوط فى فخ السوشيال ميديا وقع النادى الأهلى فى خطأ كبير من خلال العمل على توفير ما يطلبه القطاع الأكبر من الجماهير عبر منصات السوشيال ميديا، وبغض النظر عن كواليس رحيل الفرنسى باتريس كارتيرون، إلا أنه تولى مهمة تدريب الفريق بعد أن خرج بتصريحات لامست قلوب الجماهير الأهلاوية، وتزامن ذلك مع أزمة كبيرة فى رفض أكثر من مدير فنى للعمل بالنادى نتيجة ضغوط العروض الخليجية، لتستقر الأمور على المدرب الفرنسى الذى لم يكن الخيار المطروح من البداية. وجاء التعاقد مع كارتيرون استجابة لرغبة الجماهير فى ظل وجود نظرية بأن من يحظى بالقبول والدعم الكبير سوف يملك أدوات النجاح، وأن الجماهير قد تغفر له أى نتائج سلبية من هذا المنطلق قبل أن يحقق بداية رائعة بانتشال الفريق من المركز الأخير بدور المجموعات بدورى أبطال أفريقيا وصولًا إلى النهائى. وشهدت الفترة الماضية الاعتماد بشكل مكثف على أهل الثقة على حساب أصحاب الكفاءة فى مختلف القطاعات، وكان لقطاع كرة القدم النصيب الأكبر من هذا الأمر، خاصة أن وجود عبد العزيز عبدالشافى «زيزو» فى منصب المدير الرياضى، جاء على حساب أسماء كان يمكن أن تفيد المكان بشكل أكبر، بدلًا من قضاء فترة طويلة دون وجود دور حقيقى، كبد الأهلى ما يقرب من 140 ألف جنيه شهريًا دون أى استفادة حقيقية. ونفس الأمر تكرر فى اختيارات لجنة الكرة التى اتهمها الجميع بالجمود وعدم مجاراة الواقع، لينتهى الحال بتوجيه الشكر لها بعد ما يقرب من عام كامل من عدم تحقيق أى إنجاز يذكر على أرض الواقع. وواجه المجلس اتهامات قاسية عبر منصات السوشيال ميديا بأنه كان حريصًا على سداد الفواتير الانتخابية، وأن هذا الأمر جاء على حساب مصلحة النادى، وفريق الكرة بشكل عام، ودخل محمد يوسف المدير الفنى المؤقت فى الحسابات، بعد أن طالته الاتهامات فى هذا الصدد.
* ارتباك في البطولة العربية وضع مجلس الخطيب هدفًا أمامه لا تنازل عنه منذ اليوم الأول له وهو الفوز بدورى أبطال أفريقيا والعودة إلى كأس العالم للأندية بذكريات الأيام الخوالى، ولكن أثناء ذلك وجد الخطيب نفسه مضطرًا تحت العديد من الضغوط للمشاركة فى البطولة العربية التى تسبب فى ارتباك شديد لأجندة الفريق الفنية وما يتعلق بها. وكان هناك اتجاه من البداية للمقاطعة، قبل أن يتم التراجع عنه لتستقر الأمور على المشاركة بلاعبى الصف الثانى للخروج مبكرًا والتفرغ لحلم معانقة الأميرة الأفريقية، ولكن بعد أن تحسنت العلاقة مع تركى آل الشيخ رئيس الاتحاد العربى والشعور بالحاجة إلى التتويج باللقب العربى، من أجل الجائزة المالية الكبيرة تغيرت النظرة للبطولة، خاصة بعد تسميتها بكأس زايد، وفى المقابل كانت التكلفة باهظة بسبب إصابات اللاعبين والإجهاد الشديد وتشتييت تركيز اللاعبين فى أكثر من بطولة.
* سوق الجمال مع عودة عدلى القيعى، ثعلب الصفقات للنادى، ارتفع سقف طموحات الجماهير فى ضم أفضل اللاعبين، قبل أن يخرج بتصريحات عن ضرورة ضبط أسعار سوق الانتقالات رغم التعاقد مع صلاح محسن برقم فلكى وقتها. نظرية القيعى أدت إلى نتائج عكسية للغاية بعد أن رفضت الأندية ترك لاعبيها للأهلى، وفضلت على ذلك التعامل مع بيراميدز ومن خلفه الأموال المتدفقة بغزارة، ليخرج الفريق بميركاتو لا يرقى للمنافسة على العديد من البطولات، وفى ظل جودة اللاعبين الحاليين بعد رحيل عبدالله السعيد واعتزال حسام غالى.
* فتنة الكبار اشتعلت فتنة كبيرة داخل الأهلى، بسبب تجديد عقد مؤمن زكريا بعد أن اشترط اللاعب مساواته بلاعبى الفئة الأولى، شريف إكرامى ووليد سليمان وحسام عاشور وأحمد فتحى، وهو ما تم رفضه، خاصة أن هناك إصرارًا من جانب الرباعى على الحصول على أكبر مقابل فى الفريق، خاصة أن الموافقة على ذلك كان سيعنى مطالبة لاعبين آخرين بتعديل عقودهم. وأدت هذه الكواليس إلى فقدان الفريق لجهود واحد من أهم لاعبيه الذى بالفعل اضطر لفتح باب التفاوض مع نادى الزمالك ونادى بيراميدز فى الفترة الماضية، وخسر الفريق الاعتماد عليه فى الأوقات الصعبة، وأبرزها بطولة أفريقيا.
* رفع سياسة التقشف رفع مسئولو الأهلى شعار «سياسة التقشف الشديد» خلال الفترة الماضية، فيما يخص التعاقد مع صفقات قوية لدعم فرق النادى بشكل عام وليس فريق الكرة فقط، وهو ما تسبب فى ضياع أسماء مميزة مثل حسين الشحات، وخسارة التعاقد مع يحيى الدرع فى كرة اليد، وكذلك العديد من الأسماء التى كانت كفيلة بالمساهمة بشدة فى المنافسة على البطولات. سياسة التقشف أجبرت لجنة التعاقدات على ضم لاعبين من فرق الممتاز «ب» وأندية الأقاليم بمبالغ زهيدة، وكانت الحجة أن نادى ريال مدريد انتهج سياسة جديدة بعد رحيل زين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو بضم أسماء عادية وتلميعها من خلال المباريات وهو ما ثبت فشله بشكل ذريع. وبعد أزمة التعاقدات الأخيرة خرجت تقارير تؤكد أن محمد فضل مدير التعاقدات بالفعل حصل على توقيع عدد كبير من الأسماء المميزة، وقام بتسيلمها إلى إدارة النادى لإنهاء المفاوضات مع أندية اللاعبين قبل أن يتم التجاهل والمماطلة بسبب الرغبة فى الحصول على صفقات مجانية أو بمقابل مالى زهيد.
* كارثة ليندمان عودة الهولندى مايكل ليندمان للعمل كمخطط أحمال للفريق كانت كارثية بالفعل بعد أن جاء بقوة الدفع من جانب الجماهير فى ظل الارتباط معهم بعلاقات وطيدة، خاصة أن هناك ملاحظات عديدة على سياسته فى العمل وتعرض عدد كبير من اللاعبين لإصابات مؤثرة وغيابهم فى أوقات صعبة عن الفريق. وجاء رحيل ليندمان بعد أن تسببت الأحمال البدنية للاعبين فى وجود كم كبير من المصابين لفترات طويلة وبإصابات عضلية، وهو ما كان له تأثير مباشر على خسارة البطولة الأفريقية والعربية التى غاب عن الفريق بها جونيور أجايى وعلى معلول وأحمد فتحى وعمرو السولية، ووضح بشدة أن الفريق يعانى بسبب هذه الإصابات.
* غياب خبير التغذية تسبب غياب الدور الحقيقى لخبير التغذية فى أزمة، بعد أن لعب هذا الملف دورًا حيويًا فى إصابات اللاعبين، ورغم وجود هانى وهبة خبير التغذية كأحد أفراد الجهاز الفنى، إلا أن زيادة الأوزان، وارتفاع نسبة الدهون لدى بعض اللاعبين كان له دور كبير فى الإصابات مع عدم تناسق الأحمال البدنية لدى كل لاعب. وكان نادى المقاولون العرب قد فطن إلى ملف التغذية، حيث قام بضم أحد أهم الأطباء ممن كانوا يعملون بالجهاز الفنى لنادى الزمالك، والذى كان سببًا مباشرًا فى جمع الزمالك بين الدورى والكأس فى عهد فيريرا، واختفت الإصابات فى نادى الزمالك، بل وكان هناك لاعبون يشاركون فى 90 دقيقة بنفس معدل الجهد، رغم بنيتهم الضئيلة مثل مصطفى فتحى، وأيمن حفنى، وهو ما ساهم فى ضبط هذا الأمر لتقل معدلات الإصابة وفترات الغياب عن الملاعب، وساعد على الاستفادة من كل العناصر الموجودة فى الفريق.
* صراع الديوك على تورتة الأهلى شهدت الفترة الماضية صراعًا كبيرًا على الصلاحيات والظهور على صدر تورتة الأهلى، حيث حرصت لجنة الكرة على الاستئثار بمقاليد الأمور الكروية من حيث ترشيح اللاعبين وغيرهم، ما أثار حفيظة علاء ميهوب رئيس اللجنة الفنية الذى بات يشعر إنه لا يملك صلاحيات أو أدوات، ودخل فى صدام شديد مع المدير الرياضى «زيزو». ودخلت لجنة التعاقدات على خط النار، بعد أن تقرر ضم اللجنة الفنية لها ثم التراجع عن القرار، قبل أن تشهد الأيام الأخيرة أزمة قرار ضم هيثم عرابى لها، وهو ما أدى إلى حدوث شرخ كبير فى منظومة الكرة بالقلعة الحمراء خلال الفترة الأخيرة.
* خسارة سلاح الإمداد والتموين فقد النادى الأهلى سلاح الإمداد والتموين من قطاع الناشئين خلال الفترة الماضية، على الرغم من وجود عناصر مميزة للغاية فى القطاع ومواهب تستحق تمثيل الفريق، حيث تم الاكتفاء بتصعيد عدد من اللاعبين للتدريب فقط فى حالة غياب اللاعبين الدوليين، بسبب المنتخبات الوطنية مع عودتهم دون تقييم حقيقى. وعلى الرغم من إلحاق تبعية فريق الشباب بقيادة عادل عبدالرحمن بالفريق الأول بشكل رسمى، إلا أن الاستفادة من وجود مواهب عديدة بالفريق لم يحدث، ليفقد الفريق أحد أهم الروافد رغم المطالبات المستمرة بالاعتماد على أبناء النادى فى بناء فريق للمستقبل.
* خسارة فنية بسبب العناد خسر الفريق فى توقيتات صعبة للغاية جهود العديد من اللاعبين المميزين، نتيجة العناد المستمر مع مؤمن زكريا وناصر ماهر، وعدم الاستفادة منهما فى أوقات كان الفريق بحاجة إلى مجهوداتهما الفنية بشكل حيوى، ليدفع الأهلى ثمن عناد الإدارة الفنية ويضطر إلى مواجهة هجوم الجماهير. ودخلت العديد من الأسماء فى قائمة المغضوب عليهم وتم حرمان الفريق منهم، مثل عمرو بركات وأحمد الشيخ لفترات طويلة، وأكرم توفيق لمجرد وجهة نظر الجهاز الفنى وعدم الرغبة فى الدفع بعناصر جديدة، وهو ما كبد الفريق خسائر فنية بالجملة ودفعه إلى حافة الهاوية بالفترة الماضية.