«طول عمرى أشعر أنه أحسن منى، محروم من كل شىء يشتريه هو بسبب مقدرة والده، رغم حبى له وندمى على قتله فإننى أشعر بالراحة لأن بغيابه عن الحياة سأشعر أننى إنسان طبيعى ولن يعود لى إحساسى بالعجز والنقص الذى كان يقتلنى بمجرد رؤيته »... بتلك الكلمات القاسية أدلى المتهم «يوسف.ف 19 » سنة، طالب جامعى باعترافاته التفصيلية أمام النيابة لقتله صديقه. وقال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة: كان أعز أصدقائى، كنت أحبه بشدة وكأنه أخى لم نفترق يومًا، كنا نخرج مع بعضنا سويًا ونلهو سويًا وكنت عندما أتعرض لأى أزمة أو ضائقة كنت أجده دائمًا بجانبى مستعدًا أن يبذل قصارى جهده من أجل الوقوف بجانبى ومساعدتى، كنت أعتبره أكثر من أخ، وأنه نعمة أرسلها الله لى، كنت أعلم أنه يعتبرنى أخًا له ويحبنى بشدة، ولكن الظروف ووسوسة الشيطان لى جعلانى أمد يدى بالسوء إلى أكثر شخص وقف بجانبى ودافع عنى. وأضاف المتهم: كان صديقى ينتمى إلى عائلة ثرية، كان والده يملك مصنعًا وكان يغدق عليه بالأموال التى لم يحرمنى من التلذذ بها، كان يأخذنى معه فى كل خروجاته، لم يبخل على يومًا، ولم يفعل شيئا يجعلنى أشعر بأنه يتعالى على بأمواله، ولكننى كنت أحيانًا أشعر بالنقص والحرمان عند وجودى معه ورؤيته يصرف مئات الجنيهات على أشياء غير أساسية. وأكمل المتهم: كان صديقى يشترى أشياءً كثيرة بأموال طائلة، كانت تلك الأموال التى ينفقها بمثابة مبالغ مالية طائلة بالنسبة لى ولعائلتى، كان كثيرًا ما يحدث خلافات بينى وبين والدى بسبب عدم وجود ربع تلك الأموال بمنزلنا، كنت أشعر بإحساس قاس جدًا، كنت أريد إخباره بأن تلك الأموال قد تحل كثير من الخلافات التى بين والدى ولكننى كنت أخشى من إخباره، عشت معه شهورًا كثيرة فى رغد من العيش، كنت أعيش فى مستوى أكبر بكثير من مستواى، كان كل يوم يمر على يزداد حقدى وغيرتى منه، لم أكن أعلم أنه سيأتى اليوم التى ستلتهم نيران الغيرة والحقد قلبى وعقلى وتجعلنى أؤذى أعز أصدقائى. وتابع المتهم: تحولت جميع مشاعر الحب والصداقة تجاهه إلى مشاعر كره وحقد وغل، كنت أكره رؤيته أو التواجد معه فى أى مكان، كنت أثناء وجودى معه بأحد الكافيهات أو المطاعم ورؤيتى له وهو يخرج مئات الجنيهات ليدفع الفاتورة أشعر بأننى أريد أن أنقض عليه واستولى على تلك الأموال لأصرفها على ما ينقصنى أنا وعائلتى، كان ذلك الشعور يقتلنى يوميًا، حاولت كثيرًا الابتعاد عنه حتى لا أفقد السيطرة على نفسى ولكننى فشلت فأنا لا أستطيع أن أعيش من دونه، أصبحت مدمنًا على الظهور معه والجلوس معه، كانت تلك الحياة تعجبنى كثيرًا، كانت بمثابة طريق الهروب من الواقع الأليم الذى أعيشه الملىء بالخلافات الأسرية والحرمان. واستطرد المتهم: فى أحد الأيام سيطر على شعور غريب وهو ضرورة امتلاكى للمال وإنفاقه بنفسى، فتملكتنى الغيرة ودفعتنى ألى التفكير فى التخلص من صديق عمرى حتى لا أتعذب، فاتفقت مع أحد زملائى بأن ننتظره ونخدعه بأن صديقى يريد شراء سيارة وأنه يريد أن يستفيد من خبرته فى مجال السيارات حتى يستطيع شراء سيارة جيدة وبالفعل بعد انتظاره وخروجه معنا استطعنا خداعه وركب معنا، وأخذناه إلى منطقة شبه خالية ثم ضربته على رأسه بعصا خشبية عدة ضربات حتى سقط أرضًا، وتأكدت أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، أخذنا كل ما معه كهاتفه المحمول ومبلغ 500 جنيه حتى تظهر الجريمة بهدف السرقة، لم يكن هدفى سرقة المال ولكن كان قتله حتى لا أراه مجددًا وأشعر بالحرمان والنقص. كان قسم شرطة الزقازيق تلقى بلاغًا من «إبراهيم.ع 54 ،» سنة، مالك مصنع يفيد تغيب نجله طالب جامعى، 20 سنة، عقب خروجه من المنزل لحضور درس بمدينة الزقازيق، وأمر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بتشكيل فريق بحث جنائى توصلت جهوده إلى أن آخر مشاهدة للمتغيب كان بصحبة صديق له طالب جامعى ويدعى «يوسف، ف 19 » سنة، مقيم بالزقازيق، وأنهما توجها لشراء سيارة بناحية حسنية فاقوس، وأن الأخير عاد لمسكنه دون المتغيب. ألقت الشرطة القبض على الطالب وبمناقشة أقر بارتكاب الواقعة، واعترف بقيامه بالاتفاق مع كل من «أحمد.ع »، عامل، و «محمد،أ »، طالب بالمرحلة الثانوية الصناعية، ومُقيمان بالزقازيق على استدراج المُتغيب عقب خروجه من الدرس بادعاء شراء سيارة بقصد سرقته، وتوجهوا إلى طريق فرعى بترعة الشبانات، حيث قام الثالث بالتعدى عليه بالضرب بعصا على رأسه فسقط أرضًا، وقاموا سويًا بخنقه فأوديا بحياته واستوليا على هاتفه المحمول، وحافظة نقود بها مبلغ مالى قدره 500 جنيه، وتخلصا من جثته بإلقائها بترعة الشبانات. تحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات التى أصدرت قرارها بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.