ضربة قاضية شنتها وزارة الداخلية على مخدر الترامادول،حيث ضبطت كميات كبيرة منه بجانب كميات من الأدوية المغشوشة والمهربة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا أن هناك مرضى آخرون يحتاجون إلى الترمادل لكنهم لا يجدوه، وهذا ما تسبب فى معاناتهم يوميًا. نسمة صلاح، من المرضى، قالت: «أجريت عملية قلب مفتوح بمستشفى المنيل التخصصى، وفوجئت قبل العملية بطلب إحضار 4 شرائط من مخدر الترامادول، وعندما سأل زوجى عن السبب، أخبره المحاسب أن هناك نقصًا فى هذا المخدر، ولابد من توفيره لتخفيف آلام العظام التى لا تحتمل، وقام الطبيب بكتابة الروشتة وختمها حتى نستطيع الحصول على الأقراص، وهرول زوجى إلى الصيدليات التى أجمعت جميعها على نقصه من السوق، إلا أنه وجد شخصًا اصطحبه لتاجر أقراص مخدرة بأحد الأماكن العشوائية بالقاهرة، وحصل على 4 شرائط مقابل 500 جنيه للشريط .» أما شعبان جمعة، أحد المرضى، فقال: «مررت بحادث أليم أفقدنى قدمى اليمنى، وكسور توزعت على أجزاء جسدى بالتساوى، وأصبحت لا أنام ليلً ولا نهارًا، وكنت قد وفرت أقراص الترمادول الذى قام الطبيب بوصفها منذ بتر القدم، ونصحنى بتناولها لمدة 6 شهور لعمق الكسور، إلا أننى لم أجده فى السوق بأى مقابل، وهذا الألم الذى أعانيه أتمنى الموت حتى أتخلص منه، ولجأت لأقراص عديدة مثل كونتا وترمال، إلا أنها لا تؤثر كمخدر الترامادول .» من جانبه، كشف محمد شفيق أستاذ جراحة القلب والأوعية الدموية، أنه خلال الساعات الأولى من إجراء عملية القلب المفتوح، عقب إفاقة المريض يبدأ الشعور بالألم، إذ إن الفتح الذى يتم بقص القفص الصدرى عبر «شانيور » طبى يصعب على المريض تحمله، فيتم اللجوء لجرعات «الترامادول » على مدى 42 ساعة، بتقسيم 25 قرصًا على فترات متقاربة، مضيفًا أن باقى الأقراص المخدرة لا تؤثر مثل الترامادول. فيما أكد ناجى سيد، صيدلى، أن الصيدليات التى تعمل بأدوية جدول أول مخدر، كانت معروفة بالاسم لدى المرضى الذين يصرفونها من خلال روشتات الأطباء، وفى السنوات الماضية تناقصت أدوية الجدول بصورة غير طبيعية، فمعظمها مستورد إلا قليل، وغياب الترامادول يعرض حالات كثيرة للألم، فليسوا وحدهم مرضى السرطان، أو المتعاطين من يحتاجون إلى أقراص الترمادول، لكنه ضرورى عقب عمليات الكسور العميقة، والعمود الفقرى، وأيضًا عقب عمليات القلب المفتوح، وهناك صيادلة وأيضًا أطباء يقومون بتجميع كميات الترامادول فى السوق، ثم تخزينها لفترات والتحكم فى سوقها عبر الدلالين من بائعى الأقراص المخدرة، حتى وصل سعر الشريط إلى 700 جنيه، بينما سعره الأصلى لا يتعدى 32 جنيهًا. من جانبه، كشف د. على عبدالله، مدير مركز الدراسات الدوائية ومكافحة الإدمان، أن الترامادول يأتى مهرب من الصين والهند، وأشهرها نوع لونه أحمر معروف باسم «فراولة » وتركيزه 225 ملى جرام، فى حين أن الجرعة اليومية50 ملى، حيث إن الترامادول الذى يأتى مهربًا من هذه الدول به نوعان، إما أن يكون مغشوشا أو مافيا تجارة المخدرات هنا فى مصر تقوم بغشه وبيعه للمدمنين على أنه مستورد، والبعض يستغل اللون الأحمر لأى عقار شبيه بالترامادول، ويقوم بتغيير طباعة اسم العقار ويبيعه على أنه ترامادول، وهذا يمثل تجارة رابحة بشكل خطير جدًا.