تلوح فى الأفق بودار حرب هادئة داخل الكونجرس الأمريكى، بعد فوز الديمقراطيين بالانتخابات النصفية، إلا أن الشرق الأوسط ينظر لتلك الانتخابات بشكل آخر، فمع فوز للديمقراطيين وهزيمة الجمهوريين سيكون من الصعب على «ترامب » استمراره في تنفيذ سياسته، حيث يتوقع الخبراء أن يشمل ذلك التأثير سياساته العامة فى المنطقة. الفلسطينيون ينتظرون من الديمقراطيين إرغام«ترامب » على عدم الاستمرار بالبيت الأبيض من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن إسرائيل تنظر إلى تلك النتيجة من عدة جوانب، منها العقوبات الأمريكية تجاه إيران، وهى القرارات التى نشرت السعادة فى صدور الإسرائيليين، وترى أن هذه المرة ستكون الأصعب على طهران، وربما يأتى التفاؤل الإسرائيلى بعدما حظى النظام الإيرانى فى الفترة الأخيرة باعتراف وتأييد دولى، ومن ثم فرض سيطرته إقليميًا من خلال أذرعه السياسية والعسكرية فى المنطقة، وعبر استثماراته بالمشاريع الإقليمية المنتشرة في سوريا واليمن والعراق، إلا أنه بعد إنزال تلك العقوبات يعود النظام الإيرانى إلى خانة الدفاع، وبذلك سينسحب الإيرانيون من المشهد الإقليمى، ويوجه النظام الإيرانى كل الموارد المتاحة إلى الداخل لتثبيت نظام الملالى. ويقابل التفاؤل الإسرائيلى حالة رضا أخرى فى واشنطن، من القوى التى ساهمت بل وشجعت «ترامب » على الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، وطالبت بإنزال العقوبات عليها، وترى تلك القوى إن الموافقات الخاصة لثمانى دول لشراء النفط الإيرانى، والمشاركة في أنشطة ثلاثة مفاعلات إيرانية، تشير إلى أن الأوروبيين نجوا من الالتزام بتلك القرارات، بل استفادوا من «ترامب » بشكل كافٍ للحفاظ على الاتفاق. وفى كل الأحوال، فالنظام الإيرانى ستطبق عليه بعض العقوبات ليكون فقيرًا، فموارده التى كان يستغلها في مناطق النزاعات فى المنطقة ستتقلص جدًا، وهى الفرصة التى لن يتركها الديمقراطيون للدخول فى صفقة، وإحراج «ترامب » سياسيًا. وعلى جانب آخر، تقف القضية الفلسطينية محل أنظار الجميع داخل الكونجرس، فهم يجيدون اللعب بالكلمات حيالها، واستخدامها للحصول على أكبر المكاسب، وهنا نرى الجانب الفلسطينى الذى يأمل فى الديمقراطيين لإنزال هزيمة كبرى ب «ترامب » وإرغامه على عدم خوض الانتخابات المقبلة فى 2020، لاسيما مع توجهاته وسياساته التى أضرت بالقضية الفلسطينية، خاصة أنه مع زواله سيزول مصطلح «صفقة القرن » بكل بنوده وتبعاته الغامضة.