يقول المثل الشعبى " أعطنى عمر و أرمينى فى البحر " و هو ما حدث مع كل من محمد جمعة و محمود محمد عبد الرحمن و عبد اللطيف حمدى لكن ضاع باقى زملائهم فى قاع المتوسط ل لتنهش أجسادهم القروش و الحيتان .. لقد كتب الله لنا عمرنا . لم نعود الى السفر مرة آخرى حتى لو كان المقابل مليار جنية فى اليوم .. الموت كان يلازمنا فى البر و البحر ... التقت " الصباح " الناجيين عقب وصولهم الى قراهم بمحافظة الفيوم ماذا قالوا عن تجربتهم المريره داخل و خارج مياه المتوسط أكد محمد جمعة عبد الواحد عبد القادر ( 23 سنة ) مبلط سيراميك من قرية نجاتى التابعة لمركز طامية ،وهو أول من أعلنت السلطات الليبية عن نجاته وأبلغ بغرق المركب الليبية التي كان على متنها 40 شخصا أكد أنه خرج هو و3 من أصدقائه يوم الجمعة الماضي من قريته بالفيوم إلى محافظة مطروح من أجل عبور الحدود للعمل في دولة ليبيا مقابل دفع مبلغ 3500 جنيه مصريا ، لأحد سماسرة الهجرة يدعى ممدوح صلاح من قرية الصبيحى بمركز أبشواى فى الفيوم فور وصولنا الأراضي الليبية من خلال منفذ السلوم البري وبجوازات سفرنا وبشكل رسمي لكنه خدعنا . ويضيف فور وصولنا السلوم تأكدنا أننا فى مغامرة لدخول الاراضى الليبيه عن طريق البحرومعنا عشرات الشباب من محافظات مختلفة وبعد الآفارقة و السودانيين .. وقال أنه على " ممدوح " عن طريق أحد أصدقائة والذى أصطحبنا بسيارته الميكروباص حتى وصلنا مدينة مطروح ومنها إلى السلوم وفي الطريق قبل أن نصل السلوم بحوالي 120 كيلو متر قابلنا شخص من البدو يدعى " خالد " تحدثا معا بعيدا عنا ثم عاد " ممدوح " وأخبرنا بصعوبة المرور عبر المنفذ وأن " خالد " سيقوم بإدخالنا إلى الاراضى الليبيه بطريقته الخاصة ، فرفضنا وطلبنا منه أن نعود للفيوم ، الا أنه رفض أن يتركنا الا بعد أن يحصل من كل فرد على 100 جنيه مقابل عودتنا فقررنا الأستمرار فى الرحلة حتى لا نكون " عيال" فى نظر أهالينا و أصدقائنا . ويضيف جمعه ذهبنا مع "خالد " ليدلنا على طريق العودة الإ أنه إصطحبنا إلى بيت معزول بمنطقة صحراوية ثم جاء لنا ب3 أشخاص لا تعرفهم ، وظل يقنعنا بعدم العودة الى الى الفيوم وأنه سيدخلنا الاراضى الليبيه مقابل مبلغ 750 جنيها بعد اجتياز الحدود فوافقنا ونقلنا منطقة ساحلية وهناك تقاضى من كل منا 300 جنيه مصري ونقلنا إلى " فندق الواحة " وهناك وجدنا عدد كبير من شباب الفيوم والمنيا والدقهلية وسوهاج وأسيوط والبحيرة . وبعدها قام"خالد" بنقلنا في ثلاث سيارات ربع نقل باتجاه هضبة السلوم ثم غير مسار الحافلات التى تقلنا عن الطريق الرئيسي ، وأنزلنا من السيارات وقال لنا أهربوا حتى لا تتعرضوا لرصاص قوات الأمن ، وقمنا بالفرار مسرعين عبر الجبال والأودية الصحراوية لمدة 5 ساعات ، حتى وصلنا الى شاطئ البحر عند منطقة محاطة بالجبال ووجدنا هناك شباب آخرين يشكون من العطش ويسألونا عن مياه والتى لم تكن معنا ونعاني نحن ايضا من العطش . وبعد ذلك أخبرنا خالد أنه ستأتي مراكب لتنقلنا للجانب الليبي وبالفعل جاءت ثلاث مراكب. . ويضيف أستقيلينا المركب الأول التي أقلت 40 شخصا على متنها رغم صغر جمها وتهالكها وانطلقنا في البحر مساء السبت الماضي لمسافة 200 متر ثم عادت للشاطئ لرغبة ربانها فى تقليل العدد ونقل بعض الشباب للمركبين الآخرين لكنه وجد المركبين التي أقلت أحدهما 30 شابا والأخرى 25 آخريين وبعد لحظات من إبحارهما داخل المياه ، عاد بنا مرة أخرى صوب الشواطئ الليبيه وأثناء رحلة العودة بدأت المياه تتسرب إلى داخل المركب وتزداد مع الوقت ، ثم امتلأت عن أخرها بالمياه وفي لحظة غرقت بمن عليها ولم ينجو منها إلا عدد قليل ممن يجيدوالعوم . ويشير جمعة سبحت في الظلام باتجاه الحدود الليبية وسط الأمواج والرياح لمدة حوالي عشر ساعات حتى وصلت شاطئ ظهر اليوم الثاني الأحد ، وشاهدنى جندى ليبى يدعى عزمن قوات خفر السواحل والذى قام بسحبي من المياه للشاطئ وقدم لي الطعام والشراب ، وبعدها سلمنى للسلطات الليبية بمدينة مساعد وبعد قضاء يوم كامل هناك تم تحويلي إلى مدينة طبرق ومنها إلى منفذ السلوم البري و تسليمي للسلطات المصرية مع محمود و عبد اللطيف . ويقول الناجى الثانى محمود محمد أحمد 20 سنة عاطل من قرية أبو جندير . مركز إطسا ، أنه كان يعمل سائق توك توك قام والده بشرائه بمبلغ 17500 وبعد شهر تعرض للسرقة ، فقام هو وأحد أصدقاءه من نفس القرية ويدعى عبد اللطيف حمدي عبد اللطيف وشهرته علاء 19 سنة عامل يومية بالإضافة إلى ابن عمته محمود وابن عمته محمد جمال دياب 23 سنة من قرية مينة الحيط الذي تم انتشال جثته ودفنه فجر الجمعة بالإضافة إلى صديقي “باسم" ، حيث اتفقنا مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية ويدعى " فضل " عن طريق ابن عمته وقال لنا أنه سيقوم بنقلنا لليبيا مقابل 6000 جنيه مصري لكل فرد وقمت بالاتصال بفضل والذى اخبرنا بالتحرك فى سيارة ميكروباص من الفيوم واتفقنا أن نتقابل عند محطة بنزين قبل مدينة مرسى مطروح ، وعندها اصطحبنا لأحد المقاهي وأخذ منا المبلغ المتفق عليه ، وانتظرنا لمدة ساعة وأحضر معنا 7 أشخاص آخرين وانطلقنا بالسيارة حتى مدينة السلوم وتركنا مع سائق السيارة ، وأخبرنا بأن السائق هو المسئول عن توصيلنا للمكان المتفق عليه تمهيدا لنقلنا إلى ليبيا واصطحبنا السائق إلى مبنى سكنى كان به مجموعة من الشباب من محافظات آخرى ولا نعرفهم ، وبقينا لمدة ربع ساعة في المنزل حتى جاء شخص آخر يحمل عدة جوازات سفر وسار بنا إلى هضبة السلوم ومنها إلى منطقة الجبال والوديان حتى وصلنا شاطئ البحر والتقينا مع باقي الشباب ، ثم جاءت المراكب الثلاث وبسبب شدة العطش والجوع أسرعنا للمركب اول المشئوم أملا في الوصول بسرعة للأراضي الليبيه لكى نقوم بتدبير الطعام و الشراب .حتى لا نموت جوعا .. وأضاف غرق المركب في الظلام أصابنا الرعب من شدة الصدمة و قمنا بالسباحة تجاه السواحل الليبية وكان معى علاء وأقاربي وحاولنا مساعدتهم على العوم لكننا فشلنا وراحوا فى قاع البحروسط الاسماك أثناء المفترسة وبعد حوالى 10ساعات تمكنا من الوصول إلى الشاطئ ووجدنا 13 شخصا من ركاب المركب التي غرقت ممن يجيدون العوم معنا على الشاطئ لكنهم هربوا و رفضوا تسليم أنفسهم لخفر السواحل الليبيه .. سألنا أحد سماسرة الهجرة الليبية من منكم تبع " فضل " ولم نخبرهم أنا وعلاء أننا تبع فضل وكانوا يحملون الأسلحة الآلية ، ونقلونا الى منطقة جبلية نائية مع باقي المجموعة وبقينا يومين بدون طعام وشراب ، وتم تجميعنا في مكان واحد وبعدها جاءت سيارة نصف نقل تحمل لنا الطعام والشراب ، وأخذني أنا وعلاء دون باقي المجوعة واصطحبنا إلى شخص أخر لا نعرفه وقال له وصلهم لمدينة مساعد ، وفي نفس السيارة وبسرعة جنونية حتى وصلنا مدينة مساعد على الحدود المصرية الليبية وتركنا وهرب ، فألتقتنا السلطات الليبية والتى سلمتنا للسلطات المصرية بمنفذ السلوم وهناك شعرنا انه لا قيمة للأنسان ضرب و أهانات و تنكيل بنا من قبل الضباط و المخبرين لدرجة ان افراد الشرطة قد " علقونا مثل البهائم و كأن الثورة لم تقم لتعيد للآنسان المصرى كرامته .. و يضيف كنا نشرب المياه من الحمامات وعندما قلت لاحد الضباط بقسم السلوم الشباب بيموت رد على ما يموتوا فى ستين داهية . وعندما قلت له أبن عمتى مات كان رده أيضا ما تموت أنت كمان و نخلص .وتساءل عن وجود الرئيس محمد مرسى و الذى تركنا للفسحه فى الصين .. ترك المصريين فريسة للآبتزازات اولاد "على " الذين لا تستطيع الحكومه ان تحاسبهم عن الافعال المشينه التى يرتكونها المصريين الذين يذهبون للبيبا فاليهود أرحم منهم . ويشير انه لاقى الرعاية و الاهتمام من قبل خفر السواحل الليبين الذين كانوا يأتون لنا بالطعام و الشراب على مدار ال 72 التى مكثناهاه بينهم قبل تسليمنا للسلطات المصرية .