استدرجه ابن الجيران ومزقه ب 32 طعنة لسرقة ال«توك توك» والدة القتيل: «كان ابن موت.. محبوب.. يساعد المحتاج»ويوصل الزبائن مجانآ والده: كنت أمنعه من الخروج بالضرب.. ولكنه كان يصر على العمل لمساعدتى «خير تعمل.. شر تلقى» ينطبق هذا المثل على جريمة مقتل الطفل سائق التوك توك بمنطقة أوسيم إحدى ضواحى محافظة الجيزة، والذى قرر العمل لمساعدة أسرته الصغيرة، ولكن ابن الجيران قرر أن يرد الحسنة بالسيئة فقتله طعنًا. جريمة تقشعر لها الأبدان راح ضحيتها الطفل محمود طاهر، ذو ال 15 عامًا والطالب بالمرحلة الإعدادية، تفاصيل كثيرة ننشرها لأول مرة من خلال لقائنا مع أسرة المجنى عليه، وأقوال الجيران حول الواقعة. هنا فى أحد شوارع مدينة أوسيم قتل محمود، ومازالت آثار الدماء شاهدة على آثار الجريمة، وفى هذا الشارع بمدينة الوراق الذى يسكن أهل المجنى عليه الجريمة مازالت حديث الصباح والمساء، الكثيرون غير مصدقين أن ابن المنطقة يدفع حياته ثمنًا لشهامته وطيبته ورغبته فى مساعدة أسرته فى المعيشة. مع انتقالنا إلى أسرة المجنى عليه بالعقار رقم 122 بمنطقة الوراق، كان السكون يخيم على المنطقة، ولافتات وصور المجنى عليه معلقة على جدران المنازل والتى قادتنا إلى منزله دون أى مشقة أو صعوبة فى السؤال حتى شاهدنا أخيرًا تيشيرت لأحد شباب المنطقة مكتوب عليه «محمود شهيد الرجولة» وصعدنا بصحبته إلى أسرة المجنى عليه. صوت القرآن كان السمة الأوضح قبل طرق باب المنزل، لم نكن نعلم بأننا وصلنا فى يوم دفن الجثمان بعد أسبوع من الحادث. التقينا الأسرة وقدمنا واجب العزاء فى فقيدهم ثم حكوا لنا تفاصيل الحادث التى هزت قلوب ومشاعر منطقة الوراق بالجيزة. بدموع لم تتوقف روت والدة المجنى عليه لحظات فراق نجلها الأكبر «محمود طاهر» والذى لم يتجاوز عمره ال 15 عامًا قائلة: «يوم الحادثة قلبى كان مقبوضًا من أول اليوم، تحدثت معه فى الصباح واستفسرت عن أسباب تأخيره على غير عادته فوعدتنى بالعودة إلى مرة أخرى بعد توصيل الزبون ولكن تأخر لساعات وأغلق هاتفه وبدأت أفكر فى أشياء كنت أتمنى ألا تكون حقيقية، فوالده كان يقول: «محمود دا ابن موت» عدت ساعات وراء ساعات وقلبى انشغل أكثر بسيناريوهات السوء فقلت لوالده ابنى فيه حاجة أول مرة يتأخر عليا كدا، قعدنا ندور عليه لحد الصبح وبعدها توجهنا إلى الشرطة، وقدمنا بلاغًا، لكن فى اليوم التالى بدأنا رحلة البحث عنه مرة أخرى». فيس بوك بدأ شباب المنطقة ينشرون صورًا له على الفيس بوك، وفى ذلك الوقت كنت وزوجى نجوب المستشفيات وأقسام الشرطة بحثًا عنه حتى وصلنا أخيرًا قسم شرطة أوسيم. «صورة ابنك دى يا حج» فاجئنا ضابط القسم وهنا سقط زوجى مغشيًا عليه بعد أن وجد كل قطعة فى جسده مصابة بطعن. انهاردت الأم فى نوبة من البكاء وأخذت تقبل صورته وهنا قاطعها «طاهر على» والد المجنى عليه قائلا: «والله حذرته كنت أحبسه وأضربه كى لا يعمل على التوك توك.. ولكن ابنى كان ابن موت فى كل تصرفاته.. طيبته كانت زائدة عن الحد الطبيعى كان يوصل الزبائن مجانًا إن لم يمتلكوا نقودًا ولا يرفض طلبًا لأحد». أضاف الأب بصوت أنهكه البكاء: خرج «محمود» وكأنه عاد ليودعنى تشاجرت معه فى هذا اليوم وطلبت منه عدم الخروج ولكنه فتح الباب مسرعًا وخرج ولكن سرعان ما عاد مرة أخرى مقبلًا رأسى: «ما تزعلش يا والدى أنا بشتغل عشان أساعدكم.. هاجى بدرى النهارده وأنا راجل ما تخافوش عليّا، فعاد كما وعدنى، لكن جثة هامدة». وتابع: لن نهنأ فى حياتنا حتى يعود حق محمود، فالقاتل يسكن فى شارع مجاور وكان نجلى يوصل أسرته من دون مقابل، وعلمنا أنه عرض شراء التوك توك ب 2000 جنيه، لماذا فعل هذا بنجلى؟ كان مأمور قسم شرطة أوسيم تلقى بلاغًا يفيد بالعثور على جثة أحد الأشخاص مجهول الهوية بدائرة المركز أوسيم، وبها عدة طعنات متفرقة بالجسم، وأخطر اللواء إيهاب مختار، حكمدار مديرية أمن الجيزة، وأمر اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد الوزير لأمن الجيزة، بسرعة كشف غموض الواقعة. أمر اللواء محمد الألفى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بتشكيل فريق بحث جنائى لكشف ظروف وملابسات الواقعة.. توصلت جهوده إلى تحديد هوية المجنى عليه، وتبين أنه «محمود.ط.م» 15 سنة، سائق مركبة «توك توك»، ومقيم بدائرة قسم شرطة الوراق وباستكمال التحريات بمعرفة المقدم أحمد ربيع رئيس مباحث أوسيم أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة «عمرو.م.ع»، عاطل، وتمكنت المباحث من القبض على المتهم وحرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء مصطفى شحاتة، مساعد الوزير لأمن الجيزة وتولت النيابة التحقيق.