عقدت صباح اليوم أولى جلسات "أسبوع القاهرة للمياه" والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبتنظيم من وزارة الموارد المائية والري، والتي ناقشت المياه العابرة للحدود ومدى استفادة الحكومات منها لتقليل الهدر وتعظيم الاستفادة منها. وقال الدكتور هشام بخيت أستاذ مصادر المياه وإداراتها في جامعة القاهرة، والذي ترأس الجلسة، إن هذه الجلسة تتناول حوكمة المياه العابرة للحدود ومشاركتها، وسيتم ذلك عن طريق عرضا تفصيليا من خبراء دوليين لمناقشة مسألة المياه العبارة للحدود وكيفية إدارة تلك المياه وتعظيم الاستفادة منها. وأضاف أنه بالحديث عن المياه العابرة للحدود فإن دول العالم تتكون من 63 نهرا في 267 دولة .. مؤكدا أن هنك العديد من التحديات في إدارة المياه العبارة للحدود، لذا فإن برنامجنا اليوم سيعطينا فرصة للاستماع إلى اشخاص في مجال المياه العبارة للحدود ومنها مياه نهر النيل، كما سيتم أيضا مناقشة مشروع سد النهضة وما آثار على الدول خصوصا دول المصب. وأشار إلى أنه سيتم أيضا مناقشة بعض الأفكار والفرص والنظر إلى الناحية الإقليمية للمياه، وأخذ مثال على حالة هولندا مثلا، بالإضافة إلى اقشة الوضع المائي في مصر والاستفادة من نهر النيل، كما سيتم أخذ نهر كولورادو والبحيرات الموجود كمثال ومجال لتطبيق دراسات وأبحاث الاستفادة من المياه العابرة للحدود، وأخيرا نأخذ زاوية العرض من وجهة نظر اليونسكو ونتحدث عن أمن المياه للجميع. من جانبه، أعرب الدكتور إريث جاريس أستاذ البيئة والهندسة، ومدير معهد موارد المياه في جورجيا عن شكره وتقديره لعقد أسبوع القاهرة للمياه، في وجود الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، مشيرا إلى أن إدارة المياه العابرة للحدود لما لها من أثر في هذا العالم على إعطاء الحياة. وقال جاريس إن نهر النيل على سبيل المثال له أهمية كبرى وقمنا بأبحاث كثيرة لتعظيم الاستفادة من كل قطرة مياه بالتعاون مع دول حوض النيل على مدى 10 أعوام .. مشيرا إلى أن الأبحاث ركزت على نهر النيل والحوض لأن العالم اليوناني هيرودوت كان صادقا حينما قال "مصر هبة النيل" .. مشيرا إلى أننا عقدنا العديد من الجلسات وقمنا بالعديد من الأبحاث على مدار 30 عاما لتطوير العديد من الأدوات لتستخدمها مصر حول تحسين وإدارة المياه العابرة للحدود كنهر النيل للوصول إلى حلول مستدامة لإدارة مياه النيل. وأضاف أن العائد المتسوط بنهر النيل في خروج جبل علي 1.6 مليون متر مكعب .. مؤكدا أن هناك نسب بخر للمياه تقوم بفقد المياه، قد طورنا أبحاثا لتقليل فقد هذه المياه وقد قمنا بدراستها بشكل دقيق، كما قمنا بتقييمات تتعلق بهذه الأماكن ومستويات البحيرات وإنتاج الطاقة، وهي منظومة متكاملة لإدارة البحيرات الآليات الخاصة بالمقاطع المختلفة بنهر النيل. وأكد أن هذه الاستراتيجات والدراسات ساعدت على تطوير البنية التحتية في مصر فالمتطلبات الحالية لمصر ستواجه بالفعل نقص والمياه الموجود في سد اسوان لن تستطيع تغطية احتياجات مصر والسودان فهناك نقصا ل44 مليون متر مكعب" فإذا نظرنا إلى احتياجات مصر وهي 55 مليون متر مكعب سيكون هناك نقص في كمية الميا. وقال إن التوربينات الخاصة بالسد العالي إذا انحفض منسوب المياه ستتوقف لعدم قدرتها، ويجب استبدالها . وأشار إلى أن اتباع نظام 6 سنوات في مليء خزان سد النهضة، طبقا لدراسة الجدوى الخاصة بنظام تخزين المياه في خزان سد النهضة، يؤكد أن العجز الموجود في مصر سيتضاعف، وأن استمرار الجفاف سيتزايد بصورة أكبر من الضعف. وأكد أن توليد الطاقة من سد أسوان سيتأثر بصورة كبيرة من مليء خزان السد الإثيوبي، موضحا أن هناك خطر آخر وهو أن معدلات البخر في سد النهضة والتي تحدث الآن كانت صفرا وأصبحت الآن 1,4 % في العام، بالإضافة إلى وجود نسبة بخر أعلى في خزانات أسوان، لافتا إلى أن هناك معدلات بخر عالية جدا في السد العالي في أسوان. ولفت إلى أن السودان محصنة ضد الجفاف في جميع السيناريوهات، مؤكدا أهمية وجود السودان في مناقشات نهر النيل، باعتبارها شريك أساسي في نهر النيل. وحول ربط عملية ملئ الخزان مع المتحصل المائي وتدفقات المياه، أكد ضرورة وجود خطة مسبقة لمليء الخزان، ويجب أن تكون مرتبطة بالمحصلات المائية وتدفقات الماء في نهر النيل؛ لتخفيف الآثار الناتجة من مليء خزان سد النهضة على مصر، مشددا على أن هناك آثار كبيرة ستنتج من مليء خزان سد النهضة، على السد العالي في أسوان، خاصة توليد الطاقة. وحول تأثير تشغيل السد الإثيوبي على المدى الطويل على مصر، فإن مصر سوف تتعرض لنسبة جفاف أكبر، بسبب الآثار الأخرى كالبخر والتغيرات المناخية، مؤكدا أن السودان سوف تتماشي مع هذا، لأن لديها حصانة، والسد سيمدها بالمياه الجوفية. وأوضح ضرورة التعاون بشأن تشغيل سد النهضة الإثيوبي، لعدم الإضرار بأي من الدول الثلاثة، والمساعدة في توليد الطاقة.