أمن سوهاجوقنا يداهم الوكر ويعيد «هشام» لأسرته بعد تصفية زعيم العصابة خوف وفزع.. قلق ورعب.. صراخ وعويل.. هذا هو حال أسرة مدينة دار السلام جنوب محافظة سوهاج، بعد دقائق من اكتشاف اختطاف نجلهم الصغير وطلب فدية لإطلاق سراحه بعد التهديد بإيذائه فى حالة إبلاغهم الشرطة. لم تدر الأسرة البسيطة أن الطفل «هشام» الذى لم يكمل عامه العاشر بعد، قد لا يعود مرة أخرى إليهم، وأن ما كانوا يسمعون عنه عن اختطاف الأطفال قد يكونوا هم أيضًا ضحايا حتى حدث ما لم يكن فى الحسبان ورن هاتفهم المحمول ليتلقوا الخبر الصاعقة الذى قلب حياتهم رأسًا على عقب «ابنكم معانا.. عاوزينه حى.. ادفعوا 2 مليون واستلموه من سكات.. إبلاغ الشرطة يعنى حياته.. هتستلموه جثة» وأغلق الخط بعد أن أبلغهم بتدبير المبلغ خلال ساعات قليلة. لم تدر الأسرة كيف ستتصرف فما بين الإحساس بالغدر فى حال تسليم المبلغ لهم والمماطلة فى طلب مبلغ آخر، وما بين الخوف على الطفل وإحداث مكروه به فى حال التأخير عن تسليم المبلغ، حتى قررت الأسرة إبلاغ الشرطة للمتابعة معهم خطوة بخطوة. بلاغ مفاجئ تلقاه قسم شرطة دار السلام جنوب محافظة سوهاج من رجل يتحدث بحرقة ولهفة وتسيطر عليه رعشة فى جسده حتى هدأ الضباط من روعه، فأبلغ الرجل الشرطة أنه يدعى «عبود.ع.أ» 49 سنة، مقاول مقيم دار السلام- سوهاج، وقيام مجهولين باختطاف حفيده «هشام» أثناء لهوه أمام منزله بذات الناحية، وأنه تلقى اتصالًا تليفونيًا من أحد الأشخاص «مجهول» وطلب مبلغ 2 مليون جنيه مقابل إعادة الطفل، وأخطر اللواء هشام الشافعى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، والعميد عبدالحميد أبوموسى مدير إدارة المباحث الجنائية وأمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض البلاغ. فريق بحث تم تشكيل فريق مشترك بين أجهزة البحث الجنائى بقطاع الأمن العام ومديريتى أمن سوهاجوقنا أسفرت جهوده عن تحديد مرتكبى الواقعة وهم كل من: «إكرامى ع.أ» 32 سنة، مقيم بدائرة مركز دشنا بقنا، مطلوب ضبطه فى قضية جنايات مركز نجع حمادى «سرقة وسلاح»، وقضية جنايات مركز نجع حمادى «استدراج وحجز وشروع فى قتل»، وسبق اتهامه فى خمسة قضايا (2 جناية خطف بمركز قنا، 3 جنايات سرقة بالإكراه بمركز نجع حمادى). وكذلك اشترك فى الجريمة «محمد.ح.ع» 37 سنة، مزارع ومقيم بدائرة مركز دار السلام، سبق اتهامه فى عدد من القضايا و«محمود.م.م» 34 سنة، سائق ومقيم بدائرة مركز دار السلام، و«محمد.ع.ر» 34 سنة، مزارع ومقيم بالمكان نفسه، سبق اتهامه فى عدد من القضايا. عقب تقنين الإجراءات تم الإعداد لحملة أمنية مُكبرة من قطاع الأمن العام ومديريتى أمن قناوسوهاج مدعومة بقوات من الأمن المركزى استهدفت ضبط المذكورين حيث أمكن ضبط (الثانى) و(الثالث) بدائرة مركز دار السلام بسوهاج. وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع الباقين باستخدام سيارة سوزوكى «فان» يعمل عليها الثالث كسائق بقصد الحصول على مبلغ الفدية لعلم الثانى «تربطه علاقة جيرة بجد الطفل المختطف» بثرائه، حيث استعان المتهم الأول والثالث بباقى المتهمين وتمكنوا من اختطاف الطفل وقاموا بتسليمه للأول الذى احتجزه بمسكنه بدائرة مركز دشنا بقنا وساوم أهليته على إعادته حيث تحصل منهم على مبلغ (240) ألف جنيه، وتمكنت الشرطة من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة من رصد المتهم قبل تسليم الطفل وضمان وصوله لأحضان أسرته. مداهمة الوكر استهدفت القوات المتهم الأول حال اختبائه بأحد الأماكن بدائرة مركز شرطة دشنا بقنا، إلا أنه استشعر بقدوم القوات فقام بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة تجاه القوات التى قامت بدورها الأمنى بمحاصرة المنطقة وبادلته إطلاق الأعيرة النارية حتى تمكنت القوات من السيطرة على الموقف، أسفر ذلك عن مصرعه وعُثر بحوزته على (بندقية آلية وخزينتين بهما 10 طلقات) وعُثر بمسكنه على مبلغ (9200) جنيه متبقى من مبلغ الفدية التى تحصل عليها. تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم الرابع. بكاء ودموع مع دخول والدة الطفل إلى قسم الشرطة ومشاهدة نجلها، انتابتها حالة من البكاء الهستيرى المختلطة بدموع الفرح، وأخذت الطفل فى أحضانها حتى ارتسمت على الطفل أيضًا علامات الفرح والبسمة بعد رؤية والدته. والدة الطفل قالت والدة الطفل «نحمد الله على إعادته، لم أكن أتخيل أن نجلى قد يتعرض لواقعة خطفى فى يوم من الأيام، فأنا أتابع فى الجرائد يوميًا وما يكتب عن حالات الخطف، ولكن أصبحت أنا أحد هؤلاء الضحايا، واختتمت حديثها قائلة: بدأت أبحث عنه هنا وهناك فى كل مكان كالسيدة التى فقدت عقلها، وعندما فشلنا قررنا التوجه لقسم الشرطة للإبلاغ إلا أننا فوجئنا فى ذات الوقت باتصال يفيد باختطاف «هشام» وطلب فدية 2 مليون جنيه، وهنا دارت بى الدنيا وتوجهنا على الفور إلى القسم لتحرير محضر، وبعد مجهود من الشرطة نجحوا فى إعادته سالمًا».