لا تتوقف تركيا ونظام «الأغا» عن السعى لتوريط الدول العربية فى أزمات متتالية، للتغطية على الجرائم الإرهابية التى يرتكبها أتباعها ومن تمولهم لقتل المدنيين والأبرياء. وما حدث فى أزمة اختفاء الكاتب جمال خاشقجى يؤكد محاولات تركيا توريط السعودية فى أزمة جديدة وإحراجها أمام الرأى العام، خاصة مع دخول ترامب إلى معترك الأزمة، حيث تزايدت الأقاويل عن دخول الرئيس الأمريكى وتدخله بنظرة رجل الأعمال التى يجيدها تمامًا، ويعرف كيف تأتى الأموال، فبعد تصريحاته المتتالية عن ضرورة دفع بعض الدول كشف الحساب عن دفاع الولاياتالمتحدة عنها كما يدعى، تحولت الدفة لتصور ما سيفعله ترامب لاستغلال الجانب السعودى ماديًا جراء تلك القضية. وقال ترامب فى وقت سابق إن الولاياتالمتحدة «صارمة للغاية» فى محاولتها معرفة ما حدث للكاتب السعودى «جمال خاشقجى» المفقود منذ ما يقارب الأسبوع بعد دخوله قنصلية المملكة السعودية فى تركيا، وتتزايد المخاوف من أن جمال خاشقجى، الذى ساهم بأعمدة فى صحيفة واشنطن بوست، قد قُتل. وأضاف ترامب فى مقابلة تلفزيونية مع «فوكس آند فريندز»: «لدينا محققون هناك ونحن نعمل مع تركيا وبصراحة نحن نعمل مع السعودية، مشيرًا إلى أن خاشقجى «دخل ولم يبدو كما لو أنه خرج» من القنصلية، ولم يقدم ترامب أى تفاصيل حول التحقيق. وعند سؤاله عن تقرير نشر حول أن المخابرات الأمريكية أعدت خطة سعودية لاحتجاز خاشقجى، فرد بأنه: «سيكون الأمر محزنًا للغاية، وربما نعرف فى المستقبل القريب. ويصف ترامب العلاقات الأمريكية السعودية بأنها «ممتازة». وعندما سئل عما إذا كان اختفاء الكاتب قد يعرض هذه العلاقات للخطر، قال ترامب: «يجب أن أعرف ما حدث». لكن ترامب الرئيس الأمريكى والتاجر الماهر عاد للإعراب عن تحفظاته على الدعوات لحجب المزيد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، بقوله إن مثل هذه الخطوة «ستضر بنا» كان هناك تاريخ طويل من العلاقات الأمريكية السعودية المتقاربة، وتكثفت تلك العلاقات فى عهد ترامب، لكن تلك العلاقات تتعرض للخطر الآن بعد حادثة اختفاء خاشقجى، ويربط ترامب، فى مقابلة مع «فوكس نيوز»، الاقتصاد الأمريكى الإيجابى فى جزء منه بالنظم الدفاعية الأمريكية التى يقول إن الجميع يريدها. ويؤكد أن التراجع عن مبيعات الأسلحة للسعوديين «عثرة شديدة الخطورة لا يجب للولايات المتحدة التعثر فيها». وعلى جانب آخر قال جراهام ليندسى عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكى للصحفيين إنه حذر من «أننا لا نريد التسرع فى الحكم». الكلمات القاسية من الوسط السياسى الأمريكى يمكن أن تشير إلى الضغط الوشيك على النية الحسنة التى بنيت بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية خلال إدارة ترامب. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة هوكابى ساندرز فى بيان إن مستشار الأمن القومى جون بولتون والمستشار الأول لترامب وصهر زوجها جاريد كوشنر تحدثا عن خاشقجى، يوم الثلاثاء الماضى، مع ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وتابع وزير الخارجية مايك بومبيو مع ولى العهد بعد ذلك وأشار جراهام إلى أنه «كان داعمًا للغاية للمملكة العربية السعودية» فى الماضى، كرئيس للجنة الفرعية المعنية بالاعتمادات التى تتعامل مع المساعدات الخارجية الأمريكية، فقد صوت لصالح بيع أسلحة بقيمة 500 مليون دولار إلى المملكة العربية السعودية فى عام 2017، كما وصف المملكة بأنها «شريك قيم فى الحرب على الإرهاب».