أصبح الحديث عن حرب النفط بين دول العالم يتزايد خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضى، لدرجة وصلت إلى قيام مستشار ترامب لأمن القومى بتهديد طهران بالجحيم ، الأمر الذى يزيد الأمور اشتعالًا بسبب حرب النفط. وتبادل دونالد ترامب والرئيس الإيرانى حسن روحانى الانتقادات اللاذعة فى خطابات استمرت ساعات فى الأممالمتحدة حيث هددت الولاياتالمتحدة على حملتها لعزل الجمهورية الإسلامية بفرض عقوبات نفطية جديدة فى نوفمبر القادم. وفى حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اتهم ترامب إيران بنشر الفوضى والقتل والدمار» ودعا بقية العالم للانضمام إلى مهاجمة «الضغط الاقتصادى» الذى تمارسه إدارته ضد إيران، فرد روحانى الاتهام لترامب ووصف سياساته ب«الإرهاب الاقتصادى» والنهج ال«سلطوى» للعلاقات الدولية. ولكن فى علامة على المقاومة الدولية للموقف الأمريكى، اجتمع وزراء خارجية كل من فرنسا والمملكة المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبى لمناقشة سبل إبقاء الاتفاق النووى على قيد الحياة. وقالت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، فيديريكا موغيرينى، بعد الاجتماع إن الاتحاد الأوروبى سيقيم آلية لحماية التعاملات المالية للشركات الأوروبية مع إيران من تأثير العقوبات الأمريكية فى محاولة للحفاظ على الاتفاق النووى الإيرانى. وأمام هذه الخطوة رد وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، على الجهود الأوروبية بهجوم حاد ووصفه بأنه «أحد أكثر التدابير غير المسبوقة التى لا يمكن تخيلها»، وقال جون بولتون مستشار الأمن القومى: «الاتحاد الأوروبى قوى فى الخطاب ضعيفًا عند المتابعة». وأضاف بولتون: «لذلك سنراقب تطور هذا الهيكل غير الموجود حتى الآن وليس له تاريخ مستهدف». «نحن لا ننوى أن تتفادى أوروبا فرض عقوباتنا أو أى شخص آخر». كما قال بولتون إن المزيد من العقوبات ضد إيران جاهزة، مضيفًا: «لقد ولت أيام الإفلات من العقاب على طهران وعناصرها التمكينية». ومع ذلك فإن نفوذ ترامب على إيران كان واضحًا منذ انسحابه من الاتفاق فى مايو وبدأت الولاياتالمتحدة بالتدريج فى العقوبات، فقد ضعفت عملة البلاد «الريال» وارتفعت معدلات التضخم والبطالة وتراجعت صادرات النفط، وقال ترامب إنه يريد أن يرى دولًا تخفض وارداتها بشكل ملموس من النفط الإيرانى بحلول الوقت الذى ستفرض فيه عقوبات جديدة فى أوائل نوفمبر، وتابع بقوله: «نطلب من جميع الدول عزل النظام الإيرانى ما دام عدوانه مستمرًا». فيما وصف روحانى فى خطابه انسحاب ترامب من الصفقة النووية والحملة ضد إيران باعتبارها اعتداء على المؤسسات الدولية، وقال إن ترامب يستخدم الأمن الدولى «لعبة» للأغراض السياسية المحلية، مضيفًا: «إن فهم الولاياتالمتحدة للعلاقات الدولية هو نظام استبدادى». قبل خطابه، عمد ترامب إلى الحد من أى تكهنات حول لقاء مع الزعيم الإيرانى. «على الرغم من الطلبات، مؤكدًا أنه ليس لديه أى خطط لمقابلة الرئيس الإيرانى حسن روحانى، ولكن ربما يوم ما فى المستقبل، وكتب ترامب على تويتر «أنا متأكد من أنه رجل جميل للغاية!»
كلمات قوية قال روحانى فى مقابلة مع شبكة «إن بى سى نيوز»: إن حملة الضغط التى يقودها ترامب لن تجلب حكومته إلى طاولة المفاوضات، مضيفًا أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تنضم أولًا إلى الاتفاقية النووية التى تم التفاوض عليها خلال عهد أوباما. وأضاف: «يجب إعادة بناء هذا الجسر»، وفى الوقت نفسه، يمكن لإيران تحمل العقوبات الأمريكية -على حد تعبيره- واصفًا تهديدات إدارة ترامب بخنق صادرات بلاده النفطية فى مقابلة مع شبكة «إن بى سى» بأنها «وعد فارغ».