طلبت من قريبها وصديقه إخفاءه للحصول على فدية من زوجها ووالدها «هو أنا يعنى كنت هأذى ابنى.. أنا حطيته فى الحفظ والصون وعارفة أنه كان هيرجع سليم ».. هذه الكلمات جزء من اعترافات متهمة بخطف طفلها بعد أن كشف رجال البحث بقسم شرطة المرج لعبتها لتبقى واقعتها محور حديث الكثيرين بالمنطقة. «أنا فعلً ما كنتش عارفة أعمل إيه.. كنت بشترى حاجات وجوزى منبة علىَّ ما أشتريش والدين بقى فى رقبتى والناس بقت بتطالبنى بيه .» أضافت: «خفت أمورى تنكشف الشيطان لعب بدماغى وعملت اللى عملته لكن ما حدش بيأذى ضناه .» خطة شيطانية دق جرس باب شقتها.. فتحت الباب لتجدها أمامها.. صديقتها التى اشترت منها ملابس وبعض المتعلقات الخاصة بها عن طريق القسط وباتت لا تسدد.. تغير لون وجهها وهى تتذكر شجارها مع زوجها الذى كان يؤدى لطلاقها لكثرة استدانتها التى يكتشفها بالصدفة وكل ما كان يرغب فيه أن تعيش فى حدود ظروفه، فقالت لها: «امشى دلوقتى بيتى هيتخرب حرام عليكى والخميس هتبقى عندك فلوسك ..» تنفست الصعداء عندما مضت جارتها إلى طريقها وهى تتوعدها بفضح أمرها إن لم تدفع لها.. تذكرت الآخريات من جاراتها التى استدانت منهن فماذا ستفعل بعد أن أصبحن يطالبنها بالأموال. ظلت شاردة تتجاهل زوجها الذى كان يشعر بثمة أمر غريب كلما قال لها «مالك.. اوعى تكونى عاملة مصيبة ومخبية ».. كانت تبتسم حتى لا تشعره باضطرابها، ظلت تفكر طوال ليلتها ماذا تفعل إلا أن تفكيرها لم يهدها لحل ينقذها.. فى الصباح كانت تستمع لابنة خالها وهى تحكى عن تلك العصابة التى خطفت طفل لتطلب فدية.. سمعت «س » القصة ليطرأ فى عقلها الفكرة وتناست باقى قصة قريبتها بأنه تم إلقاء القبض على أفراد العصابة.. ظلت تفكر من يستطيع مساعدتها تذكرت العامل قريبها فتوجهت إليه لتشحذ عطفه ليساعدها فى تنفيذ خطة شيطانها بأن تختطف ابنها وتعطيه لهما وبعد أن تحصل على الأموال كفدية من والدها أو وزجها يمكنها إعطائهما حصتهما، لمعت الفكرة فى عقل الثلاثة وقرروا التنفيذ. ساعة الصفر أثناء نزولها من بوابة العقار الذى تسكن فيه شرع الاثنان باختطاف الطفل ودفعها قبل أن تترك لهما دقائق ليتمكنا من الهروب لتشرع بعدها فى الصراخ ليتجمع الجيران الذين أصابتهم الواقعة بالصدمة وحالة من الهلع لتنتشر بعدها الشائعات بوجود عصابات تختطف الأطفال. أبلغ والد الطفل الشرطة رافضًا محاولتها المستميتة بعدم الإبلاغ بحجة خوفها على نجلها طالبة منه الانصياع لمطالب الخاطف الذى طلب منه فدية. وكثف الرائد أحمد طارق رئيس مباحث المرج تحرياته حول الواقعة لتبدأ الشكوك حول والدة الطفل فتم أخطار اللواء ءشرف الجندى مدير مباحث العاصمة الذى ء مر بتكثيف التحريات والذى أخطر بدوره اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة بالواقعة، والذى أمر بسرعة ضبط الجناة وكشف ملابستها. واجهت المباحث الأم بالأدلة لتنهار وتكشف خطتها ليتمكن رجال الشرطة من مداهمة شقة العامل وصديقه لتلقى القبض عليهما وبحوزتهما الطفل. أضافت «س » فى اعترافاتها: «أنا مش عاوزة أى حد يعمل اللى عملته.. أخرة أى حاجة غلط الضياع وأخرة الكذب وحشة.. أنا ما أعرفش مصيرى هيبقى إيه..بدل ما كنت خايفة بس من الدين بقيت خايفة من الفضيحة والطلاق وضياع عيلتى .» كان مأمور قسم شرطة المرج قد تلقى إخطارًا من ربة منزل، 21 سنة، أنه أثناء نزولها من مسكنها فوجئت بقيام شخصين بشل حركتها وخطف ابنها «يبلغ من العمر شهرين » وقيامهما بالهروب من محل الواقعة. ومن خلال جمع المعلومات وتكثيف التحريات توصلت جهود فريق البحث إلى عدم صحة واقعة البلاغ، وبإعادة مناقشتها قررت اتفاقها مع عاملين «مقيمين بدائرة قسم شرطة دار السلام » على اختلاق الواقعة كذبًا لمرورها بضائقة مالية، وأضافت بقيامها بإعطائهما الطفل وطلبت منهما الاتصال بوالدها وزوجها ومساومتهما على دفع مبلغ مالى كفدية نظير إعادة الطفل حتى تتمكن من سداد ديونها. عقب تقنين الإجراءات تم ضبط العاملين حال تواجدهما بشقة بعقار بشارع المؤسسة بدائرة القسم وبرفقتهما الطفل، واعترفا بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع ربة المنزل. تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وتولت النيابة التحقيق.