تحتفل فرنسا اليوم السبت الموافق 14 يوليو، بيوم الباستيل أو "اليوم الوطنى لفرنسا"، حيث تنظم السلطات وعلى رأسها وزارة الدفاع، عرضاً عسكريا يمر عبر الشانزيليزيه وسط العاصمة، يشارك فيه 4290 جنديًا، و220 عربة مدرعة،250 حصانا، 64 طائرة حربية، و30 طائرة هليكوبتر. ويشارك فى الاحتفال إلى جانب الرئيس ماكرون ضيفان شرف وهما رئيس وزراء سنغافورة، ووزير الخارجية اليابانى. حيث تم اعتبار 14 يوليو عيداً وطنياً عام 1880 في ظل الجمهورية الثالثة، ويشير التاريخ إلى حدثين متعاقبين وهما سقوط سجن الباستيل عام 1789 رمز الملكية المطلقة ومجتمع الامتيازات، والثاني عام 1790 تاريخ الاحتفال بالذكرى الأولى لسقوط الباستيل والذي تميز بأجواء من الوحدة الوطنية وحضره الملك لويس السادس عشر.
ويعتبر سقوط الباستيل على أيدي الثوار الباريسيين حدثاً مؤسساً في الثورة الفرنسية وذو أثر رمزي كبير على المستوى الأوروبي يؤرخ لنهاية الملكية المطلقة ذات السلطة المقدسة التي مثلها خصوصاً لويس الرابع عشر والخامس عشر، ووقع احتلال السجن في فترة فراغ حكومي وأزمة اقتصادية حادة وتوترات سياسية بلغت ذروتها بطرد وزير المالية جاك نيكر في 11 يوليو وتكاثر المرتزقة وقطاع الطرق في ضواحي العاصمة باريس
في العام التالي، احتفل عشرات الآلاف من الفرنسيين في جادة شامب دو مارس في باريس بالذكرى الأولى لاقتحام الباستيل وأريد من هذا الاحتفال أن يؤرخ لمرحلة جديدة من المصالحة الوطنية والوحدة بين جميع الفرنسيين، كما يعتبر بداية عهد جديد من الملكية الدستورية مع إقرار قوانين تساوي بين المواطنين في الحقوق وتوحيد تطبيق القانون على المستوى الوطني بالإضافة لترتيب العلاقة بين الكنيسة والدولة.
ويتميز الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي باستخدام واسع للألعاب النارية وهو يرمز إلى دمقرطة استخدام هذه المواد التي وصلت إلى أوروبا في القرن 17 وكانت مخصصة لاستخدام القصر وفي استقبالات الملك فقط. بعد سقوط الباستيل بات الجميع قادراً على استخدامها.
من ناحية أخرى، يقام سنوياً عرض عسكري للقوات الفرنسية في الشانزيليزيه، كان قد أقر عام 1880 بعد 10 سنوات على هزيمة فرنسا أمام بروسيا. ويرمز العرض إلى قدرات فرنسا العسكرية واستعدادها للدفاع عن نفسها وكذلك إلى أهمية الجيش ومكانته كضامن للوحدة الوطنية