تعتبر القصور التاريخية واحدة من أهم المعالم المعمارية الهامة التى مرت على مصر من العصور المختلفة، والتى لازالت تحتفظ بقيمتها الجمالية والتاريخية، ومن بين هذه القصور قصر "السكاكينى" المتواجد بمنطقة الظاهر بوسط القاهرة، فعلى الرغم من مرور 120 عاماً على بنائه إلا أنه يعد واحد من أهم القصور الأثرية المصرية فى العصور الحديثة، وأحد أهم المزارات السياحية التاريخية بالقاهرة، وذلك لأنه شاهد على القاهرة فى فترة فاصلة من تارخها الحديث. وعلى الرغم من قيمة هذا القصر إلا أنه لا يزال يعانى من التعديات المختلفة والإهمال، وإلقاء القمامة بجانبه، بالرغم من خضوعه كمبنى أثري لإشراف وزارة الآثار المصرية، ما يدفع العديد من الأثريين والمعماريين بالمطالبة بخطة عمل محددة ومشروع للصيانة وترميم القصر، سواء داخليا أو خارجيا لإعادة إحياء القصر الذي ترك فريسة للإهمال والنسيان بعد أن كان أحد أهم القصور التاريخية الأهم التي تسطر تاريخ القاهرة الخديوية.
تم بناء قصر السكاكينى عام1898 على يد رجل الأعمال حبيب باشا السكاكينى، وأخذ البناء شكل الطراز الإيطالى، بناء على رغبة حبيب باشا الذى أختار هذا الطراز ليكون مشابه للقصر الذى شاهده فى إيطاليا ووقع فى غرامه. وكان "السكاكينى" قد أختار لقصره موقعا جذابا يشع منه 8 طرق رئيسية، وبالتالي أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلا في ذلك الوقت لكن علاقة السكاكيني باشا مع الخديوي سهلت هذه المهمة.
في عام 1923 توفى حبيب باشا السكاكيني، وقسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة حيث قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة والتي لم تكن الجهة المؤهلة لوراثة مثل هذا القصر.
وفي عام 1961 تم نقل متحف التثقيف الصحي من عابدين إلى قصر السكاكيني وذلك بأمر من محافظ القاهرة، وبعد ذلك تم تسجيل هذا القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987، ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار