فيما يعد استشرافًا لمستقبل صناعة التبغ، أحد أهم وأقوى الصناعات التى تعتمد عليها اقتصاديات الكثير من دول العالم - كشفت الجلسات الحوارية والنقاشية بالدورة الخامسة لمنتدى «النيكوتين» العالمى لصُناع التبغ، أن منتجات السجائر الإلكترونية وتحديدًا التى تعتمد على تكنولوجيات متطورة تُخفض من الأضرار الناتجة عن التدخين التقليدى تحقق نموًا ونجاحًا ملحوظًا فى الأسواق العالمية والمحلية، ويومًا بعد يوم تجذب العديد من المؤيدين لتلك التكنولوجيا الجديدة والمتطورة، الأمر الذى بات يؤشر إلى تغيير كامل سيشهده مستقبل صناعة التبغ على مستوى العالم قد ينتهى إلى اندثار السجائر التقليدية التى تربعت على عرش التدخين لقرون طويلة. النسخة الخامسة من منتدى «النيكوتين» العالمى احتضنتها العاصمة البولندية وارسو فى الفترة من 14 إلى 16 من الشهر الجارى، وشارك فيها أكثر من 500 عالم وخبير ومتخصص فى المجالات الطبية وتصنيع التبغ من كل أرجاء العالم ألقوا فيها الضوء على أحدث الأبحاث العلمية المتعلقة بتكنولوجيا ومنتجات التدخين الأقل ضررًا، والتى تعتمد على خاصية تسخين التبغ التى تقلل من الأضرار الناجمة عن حرق التبغ فى السجائر التقليدية بنسبة تصل لأكثر من 90فى المائة. وكشفت الجلسات عن مجموعة من الحقائق المثيرة للاهتمام، منها أن ما لا يقل عن مليار مدخن على مستوى العالم، ينفقون سنويًا أكثر 800 مليار دولار على شراء منتجات التبغ، وأن العديد من دول العالم تعتمد ميزانيتها السنوية على عوائد الضرائب المستقطعة من صناعة التبغ. من جانبه أكد العالم البريطانى الشهير مارتن جارفس مستشار مجلس العموم البريطانى للصحة العامة والتبغ والتدخين.. أن التأثير الأكبر على صحة المدخنين لا يتأتى من «النيكوتين» نفسه، ولكن نتيجة عملية الحرق التى تتم فى السيجارة التقليدية، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت سعيًا حثيثًا من الخبراء حول العالم لتقليل أضرار التدخين على الصحة العامة للمدخنين، وأن أكثر من 2 مليون بريطانى تحولوا إلى التدخين الإلكترونى وبدأت نسبة استخدام السجائر البديلة فى الارتفاع فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح جارفس أنه وبعد نجاح السجائر الإلكترونية ظهر جيل جديد من تكنولوجيا التدخين تعتمد على تسخين التبغ وليس حرقه. وطالب جارفس الحكومات والمنظمات الدولية بالمساعدة فى نشر الوعى والثقافة لتعريف المواطنين الراغبين فى الإقلاع عن التدخين ولا يقدرون - أو من يرغبون فى تقليل الأضرار الناتجة عن التدخين - بأن هناك أجيالًا جديدة من السجائر الإلكترونية أكثر أمنًا من التدخين العادى، مؤكدًا أن تكنولوجيا تسخين التبغ بمثابة انطلاقة تكنولوجية كبيرة تحافظ على صحة المواطنين. وكشفت النقاشات التى دارت حول استثمارات شركات التبغ العالمية فى المجالات البحثية المختلفة لتوفير بدائل إلكترونية أقل ضررًا للمدخنين أن شركة فيليب موريس السويسرية أنفقت وحدها على هذه الأبحاث أكثر من 3 مليارات دولار، وأن النتائج الإيجابية التى أقرتها أهم المؤسسات الطبية على مستوى العالم حول هذه التكنولوجيا تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المستقبل لهذه المنتجات. وشهدت جلسات المنتدى تأكيدات علمية قطع بها العلماء والمتخصصون بأن التقنية المستخدمة فى السجائر الإلكترونية التى تعتمد على تكنولوجيا تسخين التبغ، نجحت فى صنع فارق حقيقى حيث أثبتت الأبحاث أن حرق التبغ الذى يتم داخل السيجارة التقليدية فى درجة حرارة تصل إلى أكثر من 350 درجة مئوية يسبب المزيد من السموم والأضرار التى تصيب المدخن مباشرة والمحيطين به بصورة غير مباشرة.