انعدام التفاصيل يقتل الشخصية.. واقترحت على المخرج عدم الاستعانة بخبراء مكياج أجانب يتملكنى شعور بالخوف حتى نهاية العمل.. والجمهور أحب «الدب» لا نروج للمخدرات وحياة «الدب» تحولت لإنسان صالح.. والأزمة الصحية دليل على التوعية عجوز السن يجلس على أريكة خلفه صورة لسيدة وموقد نار، ممسكًا دائمًا ب«شيشة» مع المخدرات، حياته قائمة عليها تسبب له أزمات صحية كثيرة، لكنه قرر أن يغير مسار حياته، شخصية ثرية ومليئة بالتفاصيل التى تجذب المشاهد، وهو ما استطاع أن يحققه طوال الأحداث، ولفت أنظار الكاميرات له بمجرد عودته بعد غياب سنوات، ليؤكد أن حياته ومشواره وتاريخه الفنى الذى أخلص له ويفخر به لن يدير ظهره له مهما طال الغياب، بل يعود ويقدم شخصية تصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعى والجمهور فى الشارع، هى عادة لن تتغير لأن ولاءه لعمله يجبرنا على رفع القبعة والاحترام له، 7 سنوات لم يظهر فيها النجم إبراهيم نصر على شاشات الفن، رغم كثرة السيناريوهات التى تعرض عليه لكن عندما وجد الدور المناسب له قرر العودة من خلال مسلسل «فوق السحاب»، ويكشف فى حواره مع «الصباح» أسباب غيابه وعودته وأسباب رفضه ملايين الدولارات لإعادة الكاميرا الخفية. * هل غيابك طوال هذه السنوات لرفضك المشاركة فيما كان يقدم على مستوى الدراما ؟ - أرفض المشاركة فى أى عمل به خروج عن المألوف وآداب البيت أو ألفاظ أو ما يسبب حرج لأى شخص، وهذا أحد أسباب غيابى عن التليفزيون والسينما والمسرح، وكنت أشاهد فقط وأسرح داخل مكتبتى وكتبى، وحين تمر الأيام ويعرض علىَّ عملًا ولم يعجبنى أتحجج بسفرى أو مغالاة أجرى، لا أقول إننى ملاك لكن إذا عدنا للفترة الماضية وعملى بالمسرح و«زكية زكريا» لن تجدنى أقدم لفظًا خارجًا نهائيًا، ولن تجد أبًا يشعر بالضيق، وتعمدت خلال عملى ولادة الأفيه الذى يساهم فى سعادة الجمهور دون أن تحمل أى معنى سيئ. * إذًا ما الاختلاف الذى جعلك تقرر العودة مرة أخرى للدراما بعد غياب سنوات طويلة من خلال «فوق السحاب»؟ - الورق الجيد والقصة التى يتناولها العمل، هل لك أن تتصور أننى تعاقدت عليه دون علمى بأجرى، خاصة أننى وجدت فى الشخصية إمكانية إضافة الكثير من التفاصيل التى أحبها، وهو ما سمح لى به المخرج رؤوف عبدالعزيز فهو مخرج متميز وموهوب ويركز فى التفاصيل والمؤلف حسان دهشان كاتب رائع، وأضف إلى ذلك علمى بأن هانى سلامة هو بطل العمل شجعنى كثيرًا لأنه فنان أحترمه ويسعى دائمًا لتقديم أعمال جيدة وممتعة، وهذا واضح خلال أعماله الدرامية، أنا لا أجاملهم ولكن أتمنى تقديم عمل جديد معهم. * شخصية «الدب» بها الكثير من التفاصيل.. هل دائمًا تفضل إضافة التفاصيل وعدم الاستسهال فى الشخصية ؟ - بدون التفاصيل تقتل الشخصية سواء على مستوى الجملة الذهنية أو اللفظ أو الضحكة، وهو ما وجدته فى شخصية «الدب» التى أقدمها فى «فوق السحاب» والتى منذ الوهلة الأولى بدأت فى وضع التفاصيل بناء على القصة ورسم الشخصية، مثل اللوك و«اللحية» التى أظهر بها كان من المفترض أن يتم وضع مكياج ل«لحية» وقمنا بعمل بروفات مع المخرج رؤوف وكانت هناك نية للاستعانة بأحد خبراء المكياج من الخارج، واقترحت عليه بأن هذه الفكرة مكلفة، وكنت أفعلها أثناء تقديمى برنامج «الكاميرا الخفية» والاستعانة بخبراء أجانب كان يصل إلى مليون جنيه وقتها، لذلك قلت له إننى أفكر فى «إطالة لحيتى»، وهو ما وافق عليه، وكان حريصًا على متابعتى لدقة التفاصيل. * ولماذا قلت إن مسلسل «فوق السحاب» غير تقليدى وبه روح المغامرة ؟ - لأن السيناريو كُتب بعناية فائقة، ويقدم هانى سلامة فى ثوب مختلف تمامًا، بالإضافة إلى أن مخرجه «عفريت» يبحث عن الجديد ويحقق ما يريد. * هل كان لديك مخاوف وقلق منذ الموافقة على العمل وانطلاق التصوير ومن ثم عرضه؟ - دائمًا ما أشعر بالقلق والخوف تجاه أى عمل أقدمه، حتى وإن حقق نجاحًا كبيرًا لكن يظل انتظارى للنهاية بشغف حتى أشعر بإعجاب الجمهور وتحقيق العمل لما نريد. * وكيف تلقيت ردود الأفعال عن «فوق السحاب» ؟ - حقيقة الأمر إذا كان «فوق السحاب» هو آخر عمل فى حياتى فأنا أسعد إنسان فى الدنيا، الجميع ينادونى ب«الدب» فى الشارع، وينال المسلسل نسب مشاهدة عالية، وهو ما يسعدنى أننى نجحت فى تقديم شخصية تعلق فى أذهان الجمهور. * لكن الشيشة والمخدرات أثارت الجدل فى شخصيتك وتم انتقادها من جانب المجلس الأعلى للإعلام بتهمة الترويج لها ؟ - بالعكس، فى المسلسل كنا نحرص على توعية الجمهور والتأكيد على أضرارها وهو ما حدث بالفعل عندما تعرض لأزمات قلبية كادت تنهى حياته، فى حلقات المسلسل، ومحاولات إنقاذ ابنه له، لكن بعد مروره من الأزمة ستجد «الدب» شخصية مختلفة تمامًا، ويتحول لإنسان صالح. * فى بداية الحوار.. قلت إنك ابتعدت بسبب الألفاظ وما هو خارج عن المألوف.. لكن هناك التصنيف العمرى الذى يحمى من يريد أن يعبر عن رأيه ؟ - التصنيف العمرى لا يتحقق بالشكل الكامل لأن الأطفال ستشاهد ما تريده، لذلك على الصناع أن يعتدلوا دون المبالغة فى الألفاظ وغيرها، ولابد أن يكون هناك يد عليا على من يكتبون الدراما، ويصبح هناك عقاب لمن يبالغ فى الأمر. * وما تعليقك على برامج المقالب الحالية خاصة أنك أول من قدمتها ؟ - لا أستطيع أن أعبر بكلام يحسب علىَّ، ولكن كل من قرر فعل ما هو غريب وغير متوقع وتسبب الإيذاء دون الحرص على الضحك، لأنه لا يأتى بالعنف، فهم قادرون على كسب المال لكن فى الوقت نفسه يتعرضون لخسارة الجمهور. * ولماذا لم تفكر فى استثمار نجاح الكاميرا الخفية؟ - بالفعل عُرِضَ علىَّ ملايين الدولارات من أجل تقديم أجزاء جديدة من برنامج «الكاميرا الخفية»، لكنى رفضت هذه الإغراءات التى قدمت لى لدرجة أن هناك من أحضر لى شنطة فلوس فى بيتى، وهذا لا يعنى أن «غاوى فقر» لكن الأموال لا تهمنى، ومن المهم ما سأقدمه. * وكيف ترى دور الدولة اتجاه الفن ؟ - المناخ بشكل عام ضعيف ودفعة الناس اتجاه الثقافة وقيمة الكتاب قليلة، وهنا ليس الدولة ولكن على من يقومون بتوجيه الأفراد فى مصر عليهم أن يخذوا بيدهم ويصعدوا بهم درجة تلو الأخرى، ولذلك أحب الرئيس السيسى لأنه يقدم مشاريع ويستمر فى ذلك. * بالنسبة للمسرح والذى لم تقرر العودة له.. هل ترى أن مسرح مصر أثر عليه ؟ - أود أن أشكر أشرف عبدالباقى لأنه إنسان مجتهد ويملك الإصرار على النجاح لأنه لا يأتى سهوًا بل من الإصرار، كان لديه الرغبة فى تقديم وصناعة شىء جيد، سواء يعجبك أم لا، لكن فى النهاية «كتر خيره»، وساهم فى ولادة شرعية مسرحية جميلة لفنانين.