داخل إحدى قاعات محكمة الأسرة بالمنشية بالإسكندرية ووسط الزحام المعتاد تقف امرأة تجاوز عمرها الثلاثين، يخيم الحزن على ملامحها وعيناها يملؤها الدموع والانكسار توجهت صوب الحاجب وسلمته بعض الأوراق الخاصة بدعواها وعادت لتقف فى مكانها مرة أخرى، خلال لحظات لحق بها أحد المحامين وبدا يتحدث معها مطالبها بالهدوء ويطمأنها بأن القضية والدعوى محسومة لصالحها وبدأ المحامى بتنسيق الأوراق والمستندات التى سوف يقدمها للقاضى. طالب القاضى الزوجة بالإفصاح عن أسباب خلعها لزوجها، فقالت: تزوجته عن حب وفى بداية زواجنا عشت أيامًا مليئة بالحب والاطمئنان وتمنيت أن تدوم، عانينا فى البداية ضيق الحال لكنى وقفت بجواره ودعمته وتفانيت فى سبل راحته حتى تحسنت أحواله المادية التى لم أتخيل أن تكون سبب هدم بيتى وضياع زوجى الذى تغيرت طباعه وأهملنى، فى تلك الفترة أنجبت طفلين وتمنيت أن يتغير زوجى ويعود لصوابه وألا تنسيه الأموال زوجته وأطفاله إلا أن إهماله زاد. وتابعت: انتظرته فى أحد الأيام لأضع حدًا لحياتى معه فعاد إلى المنزل فجرًا وبمجرد تحدثى معه اكتشفت أنه مخمور وانهال علىَّ بالسب والضرب وطردنى من منزلى فجرًا لولا أننى اختبأت بغرفة أطفال وأحكمت غلق الباب حتى الصباح، حينها قررت العودة إلى منزل عائلتى لكنه رفض وقرر هو مغادرة المنزل، وعندما طالبته بالطلاق رفض وضربنى مرة أخرى ثم غادر المنزل، لم أخبر عائلتى وقررت الهدوء يومًا أو اثنين حتى أفكر جيدًا فى قرارى وترتيب حياتى مع أطفالى فيما بعد، وفى نفس الليلة توجهت إلى غرفتى بعدما تأكدت من نوم أطفالى فى حدود الساعة الواحدة فجرًا، سمعت صوت غريب بالشقة فهممت لاطمئن على الأطفال وقبل خروجى من غرفة النوم فوجئت بصوت زوجى يصرخ وينادى على الجيران متهمنى بالخيانة مع رجل غريب واتصل بسرعة بمباحث الآداب، لكن الرجل أخذ يصرخ مؤكدًا براءته ولحسن الحظ اعتمد الرجل على تسجيل بهاتفه لمكالمة زوجى له يطالبه فيها بأخذ مفتاح الشقة والذهاب لإحضار أغراض له منها اعتمادًا على كونه موظف لديه. وأضافت: اعتمدت المباحث المكالمة الهاتفية كدليل براءة لى وللموظف، فتوجهت فى اليوم التالى لرفع دعوى الخلع هذه التى تحمل رقم 258 أول الرمل بالإسكندرية، اعتراضًا على الحياة مع رجل تفنن فى الإساءة لسمعتى كزوجة ترفض الاستمرار معه.