البحيرة: التعامل بكل قوة مع أي محاولة للتعدي على الأرض الزراعية أو أملاك الدولة خاصة خلال عيد الأضحى    لن ننسى غزة الأقصى.. مظاهرات بالمغرب ضد حرب الإبادة الإسرائيلية    إيران عن حصولها على بيانات سرية عن مرافق نووية إسرائيلية: العملية نفذت منذ فترة لكن تقديم المعلومات تأخر لسببين    السيسي يتلقى اتصالا من رئيس وزراء باكستان للتهنئة بعيد الأضحى    أحمد موسى: قالوا زيزو مش إمام عاشور ولن يبيع الزمالك.. وفي الآخر مع الأهلي بميامي    عاجل.. محمد شوقي يتولى تدريب فريق زد بداية الموسم الجديد    مصرع طفل غرقا داخل حمام سباحة خاص بطنطا    يتبقى التوقيع.. ريان نوري يجتاز الفحص الطبي مع مانشستر سيتي    "التعاون الخليجي" يرحب بقرار "العمل الدولية" رفع صفة فلسطين إلى "دولة مراقب غير عضو"    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في شمال سيناء.. بالاسم ورقم الجلوس    ثقافة الفيوم تحتفل بذكرى ميلادها "هدى شعراوي.. امرأة لا ينساها التاريخ".. صور    لمن يعانى من مرض النقرس.. التزم بهذه النصائح فى العيد    تعرف على أفضل الطرق لفك اللحمة بعد تجميدها فى الثلاجة    رئيس جامعة المنوفية يتفقد معهد الأورام ويهنئ الأطباء والعاملين بعيد الأضحى    لليوم الثاني.. أهالى الأقصر يذبحون الأضاحى لتوزيعها علي الأسر الاكثر احتياجا فى عيد الأضحى    بعد تخطي إعلان زيزو 40 مليون مشاهدة في 24 ساعة.. الشركة المنفذة تكشف سبب استخدام ال«ai»    «إيبارشية إسنا وأرمنت» تعلن إخماد الحريق المحدود ب كنيسة السيدة العذراء في الأقصر    ما حكم من صلى باتجاه القبلة خطا؟.. أسامة قابيل يجيب    إعلام إسرائيلي: يحتمل وجود جثامين لمحتجزين إسرائيليين بمحيط المستشفى الأوروبي    مجدي البدوي: تضافر الجهود النقابية المصرية والإفريقية للدفاع عن فلسطين| خاص    الخرفان أولًا والعجول آخرًا.. تدرّج في الطلب بسبب تفاوت الأسعار    رونالدو يعلن موقفه من المشاركة في كأس العالم للأندية    مها الصغير: أتعرض عليا التمثيل ورفضت    الصناعة: حجز 1800 قطعة أرض في 20 محافظة إلكترونيا متاح حتى منتصف يونيو    "الزراعة": إزالة 20 حالة تعد في المهد بعدد من المحافظات    اتحاد تنس الطاولة يناقش مستقبل اللعبة مع مدربي الأندية    مرسال: اتحاد العمال يرسخ مكانته الدولية في مؤتمر جنيف| خاص    الأحزاب تستغل إجازات العيد للتواصل مع الشارع ووضع اللمسات الأخيرة على قوائم المرشحين    ضبط 156 شيكارة دقيق بلدي مدعم وتحرير 311 مخالفة فى الدقهلية    الداخلية ترسم البسمة على وجوه الأيتام احتفالا بعيد الأضحى| فيديو    الأحوال المدنية: استمرار عمل القوافل الخدمية المتنقلة بالمحافظات| صور    لبنان.. حريق في منطقة البداوي بطرابلس يلتهم 4 حافلات    البابا تواضروس الثاني يعيّن الأنبا ريويس أسقفًا عامًا لإيبارشية ملبورن    12 عرضا في قنا مجانا.. قصور الثقافة تطلق عروضها المسرحية بجنوب الصعيد    زلزال جديد في اليونان منذ قليل بقوة 5.2    بشرى تتألق بإطلالة صيفية أنيقة في أحدث جلسة تصوير لها| صور    رسميًا.. غلق المتحف المصري الكبير في هذا الموعد استعدادًا للافتتاح الرسمي    محمد سلماوي: صومعتي تمنحني هدوءا يساعدني على الكتابة    اعتراض دورية ل "اليونيفيل" في جنوب لبنان    تعرف على الإجازات الرسمية المتبقية فى مصر حتى نهاية عام 2025    وزارة النقل: الأتوبيس الترددى يعمل طوال أيام العيد فى هذه المواعيد    المالية: صرف المرتبات للعاملين بالدولة 18 يونيو المقبل    وكيل صحة أسيوط يتفقد سير العمل بالمستشفيات والمركز الإقليمي لنقل الدم خلال إجازة عيد الأضحى    البحيرة.. عيادة متنقلة أمام النادي الاجتماعي بدمنهور لتقديم خدماتها المجانية خلال العيد    شعبة الدواجن تعلن هبوط أسعار الفراخ البيضاء 25% وتؤكد انخفاض الهالك    إذاعة الجيش الإسرائيلي: العثور على جثة يُرجح أنها تعود للمسؤول العسكري البارز في حماس محمد السنوار جنوبي غزة    "دفعها للإدمان وحملت منه".. تفاصيل بلاغ من سيدة ضد والدها في الوراق    عواد: أنا وصبحي نخدم الزمالك.. وسيناريو ركلات الترجيح كان متفقا عليه    العيد أحلى بمراكز الشباب.. فعاليات احتفالية في ثاني أيام عيد الأضحى بالشرقية    السيسي يقود أحدث إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي    إصابة 8 أشخاص نتيجة انقلاب «ميكروباص» بطريق أسيوط- الفيوم الغربي    دعاء يوم القر مستجاب للرزق والإنجاب والزواج.. ردده الآن    الطبطبة على الذات.. فن ترميم النفس بوعى    اليابان: لا اتفاق بعد مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية    دار الإفتاء تكشف آخر موعد يجوز فيه ذبح الأضاحي    محمد عبده يشيد ب " هاني فرحات" ويصفه ب "المايسترو المثقف "    «المنافق».. أول تعليق من الزمالك على تصريحات زيزو    معلومات من مصادر غير متوقعة.. حظ برج الدلو اليوم 7 يونيو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل الإعلام.. والهيكلة الشاملة للصحف والفضائيات بعد الرئاسة
نشر في الصباح يوم 29 - 03 - 2018

حمدى الكنيسى:السيسى استلم مصر«خرابة » .. وهناك محاولات للإصلاح وعلينا ضبط المنظومة
فريدة الشوباشى: يجب أن يكون هناك شكل مختلف للإعلام عقب الانتخابات
سالى عاطف: لابد من تشكيل جبهة موحدة من نقابتى الصحفيين والإعلاميين والهيئة الوطنية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
عزة فتحى:المواجهات العسكرية غير كافية للقضاء على الإرهاب..ولابد من المواجهة الفكرية والثقافية
إيمان أبوطالب: هناك بعض الدخلاء على المهنة تحولوا إلى سياسيين
محمد سمير: الدولة واجهت خسائر فادحة بسبب الإعلام فى عدد من القضايا منها «ريجينى » و «سد النهضة
أيمن عبدالمجيد:تأهيل العنصر البشرى هو الحل لإنقاذ الساحة الإعلامية من الفوضى
لا تداخل بين صلاحيات نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى
نقابة الإعلاميين تملك اتخاذ عدة إجراءات ضد الإعلامى المتجاوز منها الإيقاف عن العمل والغرامة
العلاقة بين الإعلام والإعلان تمثل أزمة كبرى.. وتحتاج إلى دور جاد لتنظيمها
حظر كل النقابات الوهمية وإخطار الداخلية بإلغاء البطاقات التى تحمل صفة إعلامية

استضافت جريدة «الصباح» فى صالونها الشهرى، الذى عقد بنادى «بيجاسوس»، الأربعاء الماضى، فى دريم لاند، مجموعة من قيادات الإعلام فى مصر؛ للنقاش حول مستقبل الإعلام فى مصر، كان عنوانه «تحديات الواقع الإعلامى وتطلعات المستقبل».
الصالون عقد بحضور الإذاعى الكبير حمدى الكنيسى، نقيب الإعلاميين، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، والكاتب الصحفى أيمن عبدالمجيد، عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير بوابة روزاليوسف، والعميد محمد سمير، المتحدث العسكرى السابق، والإعلامية إيمان أبوطالب، و د. عزة فتحى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، بجانب أسرة جريدة «الصباح»، وعدد من رواد نادى بيجاسوس.
الحاضرون أجمعوا على ضرورة وضع معايير وتشريعات منظمة للمشهد الإعلامى فى مصر، وشددوا على مسئولية المؤسسات الإعلامية تجاه المجتمع والدولة، فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، خاصة مع استمرار الحرب على الإرهاب، وتطبيق الحكومة لبرنامج الإصلاح الاقتصادى.
وتعددت محاور الندوة، ومنها الإعلام وتوازن العلاقة بين الجمهور والسلطة، باعتبار الانتخابات الرئاسية نموذجًا، بجانب العلاقة بين القنوات التليفزيونية ونقابة الإعلاميين، وآلية ضبط المشهد الإعلامى، وتداخل الصلاحيات بين نقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين، بالإضافة إلى قانون الصحافة الجديد، وملامحه وفرص تفعيله، وميثاق الشرف الإعلامى وآلية تطبيقه فى ظل فوضى المواقع الإلكترونية، ودور المجلس الأعلى وسلطاته فى تنظيم سوق الميديا، والإعلام والأمن القومى فى ظل مكافحة الإرهاب، ومواجهة الحرب الإعلامية والقنوات الموجهة، ودور الإعلام فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر فى الخارج، ومواجهة الإعلام الموجه ضد مصر، وتحديات الصحف الورقية وآلية ضبط المواقع الإلكترونية.
بدأ الندوة إبراهيم جاب الله، رئيس التحرير التنفيذى، متحدثًا عن ملامح الواقع الإعلامى، ومشددًا على ضرورة عقد منتدى إعلامى فى مصر، للوقوف على أبرز الأزمات التى تهدد الواقع الإعلامى، واتخاذ كل الخطوات اللازمة لإعادة الهيكلة، وضبط المشهد الصحفى.
التوازن الإعلامى بين الدولة والجمهور
الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، تحدثت عن توازن العلاقة بين الجمهور والدولة، قائلة: «الفترة الماضية شاهدنا تباينًا كبيرًا فى وسائل الإعلام بكل مجالاتها التليفزيونية والصحفية، ويجب أن يكون هناك شكل مختلف للإعلام ما بعد الانتخابات الرئاسية، ووعى بدور الإعلام الذى يطرح القضايا ويمنح الجمهور حرية الاختيار، وعدم توجيهه بشكل قاطع إلى الرؤية التى تنتهجها وسائل الإعلام».
وأكدت ضرورة قيام وسائل الإعلام بدورها، وهو نقل رسالة إعلامية خالية من أى آراء وتوجهات، على أن يُترك للقارئ حرية تحديد آراءه بنفسه، وليس تشكيل آراء الجمهور وتوجيهه، فضلًا عن أهمية الأمانة فى العرض، وهذا لا يعنى عدم عرض السلبيات والإيجابيات، من خلال الاعتماد على مصادر معروفة وحقيقية وموثوق فيها، مضيفة: «لا مانع فى عرض أزمة مثل نقص لبن الأطفال، فكان لابد من عرض هذه الأزمة بصورة تفصيلية على الجمهور لبيان أسبابها، وغيرها العديد من القضايا».
وأشارت «الشوباشى» إلى دور الرقابة الإدارية فى ضبط قضايا الفساد فى الفترة الأخيرة، وهو ما ظهر بصورة واضحة فى ضبط مسئولين كبار فى الدولة، وهو ما يؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يرغب فى الإصلاح ويتجه نحوه، وأول خطوة هو القضاء على الفساد.
وقالت إنه خلال فترة الخمسينيات والستينيات كان من المستحيل أن يقوم شاب بحرق العلم المصرى، كما فعل أحد الشباب فى السنوات الأخيرة، مؤكدة على ضرورة الإشارة إلى المفاهيم الخاطئة والمدمرة التى تهدد الوطن، من خلال وسائل إعلام تلتزم بالصدق والدقة ونقل الحقيقة، حتى يلتف حولها المواطنون، كما حدث فى الستينيات، عندما اتجهت شعوب الوطن العربى إلى شراء راديوهات لسماع إذاعة صوت العرب.
وأضافت أن الأمانة فى العرض تتطلب المهنية وعدم تجزئة الأمور، وهو أمر ليس موجودًا فى الفترة الحالية، مما يشدد على ضرورة تضافر كل الجهود، وأن ينتهج الإعلام سياسة عرض الحقائق، وعدم التضليل سواء بالسلب أو بالإيجاب، وعدم التهويل من الأزمات، وتقديم الحقائق من مصادرها الرسمية.
وتابعت «الشوباشى» قائلة: «الرئيس السيسى تسلم البلد وهى خرابة، وجدرانها مائلة وهشة، وتعانى الكثير من البيروقراطية، وهذا الأمر لا يسأل عليه هو فقط، بل نحن أيضًا لابد أن نسأل عن صمتنا عشرات السنين، حتى وصلنا لوضع ما قبل الثورة، وعملية البناء الشامل والتطوير تستلزم اصطفاف من كل المجتمع، بما فيه الإعلام الذى يلعب الدور الرئيسى فى تحقيق الصورة بكل جوانبها أمام الرأى العام».
وأضافت: «لابد أن نكون فى مصاف الدول المنتجة المصدرة، التى لا تستورد أكثر ما تنتج، وهنا لابد من الإشارة إلى دور الإعلام فى توصيل المعلومة الحقيقة إلى الناس فى كل مكان، كقضية البناء على الأراضى الزراعية التى استهلكت مساحات كبيرة من أراضينا الخصبة، بسبب عدم التوعية بخطورة الأمر وتأثيره على الناتج من المحاصيل الزراعية، ويجب التنويه أيضًا إلى الاستهلاك المحلى الذى تضاعف بشكل كبير عن الفترات السابقة، فى حين أن الناتج المحلى تراجع بشكل كبير عن الفترات الماضية».
ولفتت إلى الهجمة الشرسة الساعية إلى تغيير الثقافة المصرية، التى لابد أن يقوم الإعلام بدوره فى الحفاظ عليها من المفسدين، فلابد أن يعى الجميع حقيقة الأشياء، ولا يستهينوا بها حتى تتفاقم، ومنها البحث عن حلول جذرية لقضية أطفال الشوارع، الذين يحملون معهم الكثير من القضايا الكارثية التى تمثل خطورة كبرى على المجتمع المصرى.
وأوضحت «الشوباشى» أن تنمية الحس الوطنى، والوعى بضرورة الحفاظ على هيبة الوطن وصورته وقدراته أصبح شيئًا مهمًا جدًا، فى تلك الفترة الحرجة من عمر المنطقة العربية، كما كان الحس الوطنى فى فترة الستينيات وكانت إذاعة صوت العرب تقوم بدور كبير فى هذا الأمر، وهو ما نفتقده الآن بشكل كبير يجب الانتباه إليه.
دور نقابة الإعلاميين وتداخل صلاحيات الجهات المسئولة
أما الإذاعى الكبير حمدى الكنيسى، نقيب الإعلاميين، فتحدث عن دور الإعلام وخطورته فى الوقت الراهن، قائلًا: «الإعلام أصبح له قوة ضاربة وخطيرة فى التأثير على مؤسسات الدولة وهيكلها والجمهور معًا، وهو ما يستوجب أن يعى الإعلامى المسئولية التى تقع على عاتقه، وهى مضاعفة تجاه الدولة والمواطن والأمن القومى، والكثير من المحاور الهامة التى يجب أن يعيها بشكل كبير».
وأكد «الكنيسى» أن الرئيس السيسى أكد فى حواره الأخير، على ظهور إعلاميين بالساعات على شاشات التليفزيون دون تقديم رسالة واضحة، لكنهم يبحثون وراء الغيبيات، وأن هذه المناشدة بضبط العمل الإعلامى، ليست المرة الأولى التى يناشد فيها الإعلام والإعلاميين بالالتزام فيما يبثون من رسائل للجمهور، بمعايير الوطنية وأخلاقيات العمل الإعلامى.
وتابع: «كما استلم الرئيس السيسى مصر خرابة، فنقابة الإعلاميين استلمت الإعلام خرابة، وهناك محاولات كبيرة للإصلاح، بالتعاون مع المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الصحفيين».
وأضاف أن الرئيس أشار أكثر من مرة إلى دور الإعلاميين والانتباه إلى الرسائل التى يوجهونها للمواطن، والابتعاد عن اللعب على وتر الغيبيات والأشياء التى لا تتمتع بمصداقية، وتصدر صورة سلبية وتقلل من ثقة الشارع، والاعتماد على الحقائق، وإعلام المواطن بمسئوليته تجاه الوطن والأمن القومى مع احترام حقوقه وواجباته.
وأشار إلى أن العلاقة بين الإعلام والإعلان من الأشياء التى تحتاج إلى دور جاد بشأن تنظيمها، حتى لا تستمر سطوة الإعلان على الإعلام، وهو ينعكس بشكل خطير على السياسة الإعلامية التى تقدم على الشاشة، نظرًا لحالة الفوضى والتباين التى تنعكس على مصداقية الوسيلة وثقة المشاهد فيما تقدم.
وشدد على أن الدور المقبل لتصحيح وضع الإعلام فى مصر سيكون للمجتمع المدنى، مؤكدًا أنه هو الأمل لضبط العملية الإعلامية، خاصة فى ظل ترديد الجملة الشهيرة بأن «الإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له».
وفى إجابة على تساؤل حول سطوة المال على الإعلام، قال «الكنيسى» إن الخطر المسيطر حاليًا هو سيطرة المال والتجارة على القنوات التليفزيونية والسياسات الإعلامية، مشيرًا إلى سعى نقابة الإعلاميين إلى مواجهة ذلك وتخليص وسائل الإعلام من قبضة المال والتجارة.
ولفت إلى ظاهرة خطيرة، تتمثل فى شراء وقت من القنوات التليفزيونية، من قبل شركات وجهات لا تعرف شيئًا عن المسئولية الاجتماعية، وتذيع أمورًا تهدف للربح، لذلك تسعى النقابة إلى وقف كل تلك الممارسات.
وأضاف: «المجتمع المدنى بات مطالبًا بالقيام بدوره بشكل كبير، وعدم الاعتماد على دور مؤسسات الدولة فقط، ما يعنى أن النقابات والهيئات المتمثلة فى نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين لابد أن تقوم بدورها الجاد، لذلك نسعى الآن لوضع قواعد وآليات لضبط للمشهد بشكل كبير، ما يتطلب تضافر الجهود والتعاون الجاد طبقًا لميثاق الشرف الإعلامى والقوانين المنظمة والالتزام بها».
وفيما يتعلق بتداخل الصلاحيات بين نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أوضح «الكنيسى» أن النقابة تتعامل مع الأفراد، ويحق لها اتخاذ أى إجراء مع الإعلامى كفرد دون التدخل فى صلاحيات المؤسسة، وهنا يأتى دور المجلس الأعلى الذى يتعامل مع الوسيلة الإعلامية، ويصبح من حقه اتخاذ إجراء مناسب مع الوسيلة، إذا ما رأى أن الأمر يستحق تسويد الشاشة، أو القيام بأى إجراء نتيجة ارتكاب خطأ بعينه، وهنا يصبح الفصل فى الاختصاصات مهمًا، حتى لا يحدث تداخل بين العاملين بالمجال.
واستكمل: «النقابة تملك اتخاذ عدة إجراءات ضد الإعلامى المتجاوز، منها الإيقاف عن العمل والغرامة، وقد تصل إلى الشطب فى بعض الأحيان، وهنا يجب التنويه إلى أنه فى حالة الشطب نهائيًا يصبح الإعلامى معرضًا لعقوبة كبيرة إذا مارس الإعلام مرة أخرى رغم شطبه، ومخالفة قرار الوقف يعرض المذيع إلى عقوبة جنائية، وأؤكد عدم وجود أى تداخل بين نقابة الإعلاميين والمجلس فى الصلاحيات، بل أن وظائفهما تكمل بعضهما البعض».
التأهيل للعمل الإعلامى.. هو الحل
الكاتب الصحفى أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير بوابة روزاليوسف، أكد أن مناقشة مستقبل الإعلام فى مصر أمر هام للغاية، وله شقان الأول منهما يتمثل فى أن الإعلام يقع ما بين ما هو كائن، وما ينبغى أن يكون، وهناك فرق شاسع بينهما، والشق الثانى هو أهمية الإعلام فى فترة خطيرة من عمر الوطن، تحول فيها الإعلام من وسيلة ترصد وتنبأ بالأخبار، وتنقلها بموضوعية من خلال التحليلات، إلى سلاح قوى جدًا فى معارك الوقت الراهن، مع التطور فى وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة، وخير مثال على ذلك ما نراه من استخدامات للميديا من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأضاف «عبدالمجيد» قائلًا: «العنصر الرئيسى لمنظومة الإعلام، هو العنصر البشرى العامل فيها، وهو ما يفرض على الإعلامى أن يكون لديه القناعة بأنه يستطيع أن يبنى دولة أو يهدمها، ويمكننا الرجوع إلى الذاكرة والاستشهاد بكتاب أرض الميعاد، الذى خطط لإنشاء دولة للكيان الصهيونى، حيث بحث عن إقامتها فى أرض لها علاقة بالمياه من إثيوبيا وبعد ذلك سيناء، إلا أنه بعد البحث استقر على أرض فلسطين، لما لها من مكانة دينية ومحفز للاستجابة من يتم استقطابهم من حول العالم، وهى ذاتها الفكرة نفسها التى اختارها تنظيم الإخوان الذى تحدث باسم الدين لتحقيق هدف بعينه، وكذلك تنظيم داعش الإرهابى وطالبان والقاعدة».
وتابع: «حين أقول الكيان الصهيونى أعنى بذلك استخدام المصطلح فى الإعلام، وأنا أعى ذلك جيدًا خاصة أن هذا الكيان لا يتمتع بمواصفات الدولة، التى ينص عليها القانون الدولى، فليس له حدود معروفة، وهو ما يحيلنا إلى أن من يتصدرون المشهد يجب أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى، ويحتم على نقابتى الصحفيين والإعلام تحديد من يسمح له بمزاولة المهنة من عدمه».
وأوضح أن ما يشهده الإعلام الآن، هو عرض لمرض، للدرجة التى يمكن فيها أن نرى تلاقى لأهداف بعض الإعلاميين مع الإرهابيين دون وعى، ولذلك يجب أن تقوم نقابة الإعلاميين بتحديد من يجلس على الشاشة ويتصدر المشهد، أما نقابة الصحفيين فتعمل الآن على إنشاء معهد للتدريب، من أجل أن يكون هناك تدقيق فيمن يستحق العضوية، ومن يستحق ممارسة مهنة الصحافة.
واستكمل: «المصطلح الإعلامى ودقته من أهم الدلالات المستخدمة، والتى يجب أن يكون الإعلامى والصحفى على دراية بها، وأقول إنه ليس كل ما يعرف يقال، ولابد أن نراعى بعد الأمن القومى، ونراعى مسئوليتنا تجاه الوطن، خاصة أن الكثير من الإعلاميين مستهدفين، أى أنهم يصبحون هدفًا للاستقطاب من الخارج لتنفيذ أغراض إعلامية بعينها تخدم مصالحهم، وهو ما يجب على الإعلامى الانتباه له، والتمييز بين العمل الصحفى، وما يطلب منه لخدمة أهداف أخرى، والتشريعات لها دور كبير فى ضبط المشهد الإعلامى».
وردًا على سؤال حول مراعاة الإعلام للبعد الإقليمى للأمن القومى المصرى، قال «عبدالمجيد» إنه إذا لم يكن العنصر البشرى مؤهلًا لفهم هذا البعد فمن الصعب أن يقوم بهذا الدور، أو أن يراعيه فى التغطية الإعلامية والرسائل المقدمة عبر الوسائل المختلفة، وهو ما يتطلب أن يكون الإعلامى والصحفى مطلعًا بشكل كبير، حتى يمكنه إدراك تأثير ما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول العربية على الجانب المصرى.
الأمن القومى والإعلام
ناقشت الندوة محورًا آخر، وهو علاقة الإعلام بالأمن القومى، وهو ما تحدث عنه العميد محمد سمير، المتحدث العسكرى السابق، قائلًا: «لابد من تنظيم سوق العمل الإعلامى، ولا يمكن للموجودين على الساحة الآن أن يقدموا الشكل الجديد نفسه، وأرى إن إلغاء وزارة الإعلام كان مضرًا بشكل كبير، خاصة أنه كان يشبه مخ الإعلام، ولا يمكن أن يدار المشهد بأكثر من مخ، وهو ما يعيق عملية التطوير».
وأضاف: «أرى أن الدولة خسرت خسارة فادحة بسبب الإعلام فى عدد من القضايا، منها قضيتى ريجينى وسد النهضة، كما أضعفوا موقف مصر فى بعض القضايا التفاوضية، وأقول إنه إذا أسند الإعلام للمتخصصين يمكن وقتها الحديث عن دور الإعلام فى الأمن القومى، الذى يحتاج إلى أن يصبح حاضرًا فى شقين، الشق الأول يتمثل فى مناهج الإعلام التى تدرس للطلبة، والشق الثانى هو عملية الإلزام لكل من يعمل فى وسائل الإعلام بالحصول على دورة فى الأمن القومى، من أكاديمية ناصر العسكرية وكلية الدفاع، ولا يوجد تعارض بين مراعاة الأمن القومى وحرية الإعلام، فكبرى الدول لديها ضوابط للأمن القومى، يلتزم الإعلام بها ويطبقها، ومنها أمريكا وبريطانيا وفرنسا».
وأكد ضرورة وجود جهة واحدة تصدر عنها استراتيجية تعمم على جميع وسائل الإعلام، وأنه من الخطأ الجسيم وجود أكثر من جهة تنظم الإعلام والصحافة، ومنها نقابة الإعلاميين ونقابة الصحفيين، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، موضحًا أن كل شخص موجود فى المطبخ الإعلامى يعلم جيدًا وجود صراعات بين تلك الجهات السابق ذكرها.
الفوضى الإعلامية
أما الإعلامية إيمان أبوطالب، فأكدت وجود العديد من الإعلاميين على قدر كبير من الكفاءة، وأن هناك بعض الدخلاء على المهنة، تحولوا من إعلاميين إلى سياسيين، موضحة أن ظهور القنوات الخاصة فى مصر أدى لظهور وجوه جديدة من الإعلاميين وأصحاب الكفاءات.
وأضافت: «وجود القنوات الخاصة أعطى فرصة لوجود الإعلاميين الذين لم يكن بمقدرتهم الظهور من خلال ماسبيرو فقط، لكنهم تعلموا على يد أساتذة ماسبيرو، لكن الأزمة فى ظهور البعض ممن لا علاقة لهم بالإعلام، لذلك يجب ضبط المشهد، ولا يتم تحميل الأخطاء لكل الإعلاميين، وهو ما يستوجب مساءلة الذين دفعوا بهم إلى الشاشات، لكن الأزمة تتمثل فى أن الكثيرين لا يلتزمون بالسياسة التحريرية، والبعض يظل لمدة 5 ساعات على الشاشة، وهناك أزمة فى التواصل مع الشارع وإظهار الحقيقة، وهو ما يتطلب وجود مصدر رئيسى ومعروف، لكن الإعلامى يجب ألا يقول ما لا يعرفه».
وتابعت: «هذه المشاكل تنعكس على تحويل المشاهد إلى محطات خارجية، وبذلك نسلم عقول لمحطات لا نعرف توجهها وأجنداتها، ففى المواقف التى لا يجوز فيها الإفصاح عن تفاصيل، يجب أن نقول إن الملف متعلق بالأمن القومى، ولا يجوز الإفصاح عنه حاليًا، وسنتحدث عن التفاصيل فى وقت لاحق، لكن الأزمة فى إظهار صوت واحد، وهو ما يأتى بنتيجة عكسية».
النقابات الإعلامية الوهمية
وردًا على سؤال حول وضع النقابات الوهمية، التى انتشرت بشكل كبير، أكد الإذاعى حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين، أن النقابة اتخذت كل الإجراءات الكاملة، ضد تلك النقابات الوهمية التى خرجت وتلقت أموالًا من البعض لاستخراج كارنيهات صحافة وإعلام لهم، مشيرًا إلى أن إحدى تلك النقابات نجحت فى الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية بالتصوير وعمل لقاءات إعلامية وصحفية، لذلك حررت نقابة الإعلاميين بلاغات ضد هذه النقابات، وأصبح أحد مؤسسى هذه النقابات فى السجن حاليًا.
وأشار إلى أن نقابة الإعلاميين أيضًا أخطرت وزارة الداخلية بإيقاف كل البطاقات الشخصية التى تحمل هوية إعلامى أو عامل بوسائل الإعلام من نقابات غير نقابة الإعلاميين، مؤكدًا أن النقابة تعمل حاليًا على إصدار قانون حق تداول المعلومات بأسرع شكل ممكن من مجلس النواب، للمساعدة فى ضبط المشهد الإعلامى.
وشدد «الكنيسى» على دور الإعلام فى الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، والدفاع عنها من أى هجمات خارجية لمحو الثقافة المصرية، مشيرًا إلى محاولة النقابة لاسترداد دور وسائل الإعلام فى هذا المحور الهام، خاصة فى ظل الهجمات الشرسة التى يواجهها الشعب المصرى.
فيما أكدت سالى عاطف، رئيس مجلس تحرير جريدة «الصباح»، أن الواقع الإعلامى المصرى فى حاجة ماسة لإعادة النظر فى المسئولية الواقعة عليه، والرؤية التى يقدمها للمشاهدين، خاصة بعد الحوار الأخير للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى تحدث فيه على ضرورة إدراك الإعلام لقضية مصر، وإعرابه عن أمنيته بألا يظهر عبر الشاشات سوى المتخصصين فقط.
وأشارت إلى أن الإعلاميين يحتاجون إلى مزيد من الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى، والنظرة بصورة مغايرة إلى الموضوعات التى يطرحونها على المشاهد والقارئ، حتى يكون الإعلام نافذة تعبر عن الشارع المصرى، والتحديات الحقيقية التى تواجه أبناء هذا الوطن، من خلال الابتعاد عن القضايا التى تعكس صورة مخالفة ومغلوطة عن الحياة فى مصر.
وطالبت رئيس مجلس التحرير، بتشكيل جبهة موحدة من نقابتى الصحفيين والإعلاميين والهيئة الوطنية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لضبط العملية الإعلامية، ووضع آلية للظهور على الشاشات.
الإعلام والمجتمع
الدكتورة عزة فتحى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أكدت أن الإعلام لابد أن يراعى الجانب المجتمعى، وأن يظهر الدراسات التى تقوم على مواجهة الفكر بالفكر، وأن الحرب على الإرهاب أو المواجهات العسكرية باتت غير كافية وحدها، ولابد أن تصاحب بعملية فكرية وثقافية كبيرة، وهو ما تقوم عليه الكثير من المؤسسات فى مصر، منها مرصد الأزهر الذى يعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة بشكل كبير.
وأضافت: «ليس من العيب أن نهزم لكن العيب هو الاستغراق فى الهزيمة، فحرب الاستنزاف فى 67 لم تكن هزيمة، وإنما كانت محطة مهمة نحو العبور، والإعلامى عليه أن يعى أنه لابد أن يكون لديه حس وطنى وأن يكون قدوة للمجتمع».
وأشارت إلى أنها أثناء زيارتها لإيران فى وقت سابق، حاولت عناصر المخابرات الإيرانية استقطابها، وطلبوا منها استقطاب أحد الضباط المصريين، والتنسيق بينهما فى بلد ثالث للهروب من المراقبة، لكنها بمجرد وصولها لمصر تواصلت مع الجهات الأمنية، وقصت لهم ما حدث، وأطلعتهم على إحدى الصور التى التقطتها مع الضابط الإيرانى الذى حاول استقطابها.
وأضافت أن الجهات المخابراتية المصرية، اكتشفت أن الضابط الذى التقطت معه الصورة، قام بأعمال تجسسية سابقة، وأن المخابرات المصرية كانت تبحث عنه، مؤكدة أن الجهات التى حاولت استقطابها أكدت أنه بعد القيام بالمأمورية المطلوبة منها سيتم إصدار باسبور إيرانى لها، وتوفير حياة زاهية لها، إلا أنها أبلغت الجهات الأمنية المصرية على الفور.
وأشارت إلى ضرورة وجود برامج توعوية وتنموية للأطفال، خاصة فى ظل وجود مخاطر كبيرة من التفكير الإرهابى الذى توغل فى العديد من الوسائل والجهات، وضرورة مواجهة أبناء داعش وتفكيرهم المتطرف.
وانتهت الندوة إلى مجموعة من التوصيات الهامة، على رأسها التأكيد على الالتزام بميثاق الشرف الإعلامى، وتشكيل جبهة موحدة من نقابتى الصحفيين الإعلاميين والهيئة الوطنية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، لضبط العملية الإعلامية، والتأكيد على ضرورة نمو الحس الوطنى لدلى الإعلاميين والصحفيين، فى ظل حرب الوطن على الإرهاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.