خبراء: التغيرات المناخية وسوء إدارة الموارد سبب وصول جنوب إفريقيا لهذه المرحلة ترشيد الاستهلاك وتقليل نصيب الفرد لموجهة الصفر المائى فى أبريل وزير الزراعة الأسبق: لا يمكن أن تواجه القاهرة المصير نفسه.. وتوقعات التغيرات المناخية فى صالحنا ظواهر مناخية وشح غير عادى فى مياه الأمطار فى جنوب إفريقيا، تسبب فى تدنى مناسيب مياه السدود وتقنين حصص استهلاك الفرد، مع ازدياد مخاوف السكان من أن تصبح «كيب تاون» خلال أسابيع، أول مدينة فى العالم يتم قطع المياه عنها بالكامل، ما دعى إلى انتشار الجيش فى الشوارع لتوزيع حصص محددة من المياه. «كيب تاون» التى كانت صور المناطق الطبيعية بها تتصدر أغلفة أشهر مجلات السفر، تتعرض الآن لخطر الجفاف على نحو لم تشهده من قبل، فالمدينة الآن فى حالة طوارئ، فبعض الخبراء والمسئولين حددوا شهر أبريل المقبل لوصولها إلى «اليوم الصفرى»، حيث اقتربت ساعة الصفر فى المدينة التى يقطنها 4 ملايين نسمة، فشح الأمطار على مدار ثلاث سنوات أصاب البلاد بجفاف شديد، ويعود ذلك جزئيًا إلى ظاهرة النينيو المناخية، فمناسيب المياه متدنية بشكل خطير فى السدود والمياه تخضع للترشيد، وحصة استهلاك الفرد للمياه محددة بسبعة وثمانين لترًا فى اليوم، وانخفضت إلى 50 لترًا مع بداية الشهر الجارى. وحسب تقارير دولية، فإن الاستحمام يستهلك 15 لترًا فى الدقيقة، وكذلك المرحاض، كما أنه تم حظر غسل السيارات وملء أحواض السباحة، علاوة على أن المواطنين يعيدون تدوير المياه لرى الحدائق ولغسل الملابس، وإذا استمر الحال سيتم قطع مياه الصنابير الرئيسية يوم 12 أبريل المقبل، وستحين ساعة الصفر لتحيل كيب تاون إلى أول مدينة فى العالم تنضب مياهها. د. أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق، وعالم التغيرات المناخية، قال إن البلاد التى تكون فيها أمطار قليلة، من الممكن أن تتعرض لنفس مصير كيب تاون خاصة مع التغيرات المناخية المتوقعة، لكن الأزمة من الأساس هى أزمة إدارة للموارد. هل من الممكن أن توجه مصر نفس المصير؟، د. أيمن أبو حديد قال إن مصر تعتمد أساسًا وكليةً على مياه النيل، ومصدر مياه النيل من هضبة البحيرة والهضبة الحبشية فى إثيوبيا، مؤكدًا أن هناك العديد من التوقعات بارتفاع معدلات الأمطار مع التغيرات المناخية المتوقعة على هاتين الهضبتين. وأشار إلى أنه لا يمكن تطبيق ما تعرضت له «كيب تاون» على دول أخرى، لأن ما حدث فى كيب تاون هو فشل فى إدارة الموارد من الأساس، مشيرًا إلى وجود أنهار ومصادر مياه جوفية فى جنوب إفريقيا، ومحاطة بالبحار، وبالتالى من الممكن تحلية مياه البحار، وكانت هناك توقعات بحدوث تلك الأزمة، لكن لم تكن هناك إدراة جيدة لها. ويقول بيتر جليك، عالم المياه وعضو الأكاديمية الوطنية للعلوم فى الولاياتالمتحدة، فى تصريحات صحفية: إن الفقر المائى الذى تعانى منه كيب تاون وعدد من المدن الأخرى فى العالم يعود إلى أن الكثير من المناطق حول العالم قد وصلت إلى ما يعرف ب «حد الذروة المائية»، حيث تم استهلاك كل موارد المياه المتاحة والمتجددة ولا تتوافر موارد جديدة تقليدية. ويرى بعض الخبراء أن السبب الرئيسى فى تفاقم أزمة المياه فى كيب تاون هو البيروقراطية وسوء التقدير والفشل فى صيانة البنية التحتية، وهو ما تسبب فى إهدار كميات لا بأس بها من المياه، وأن السلطات فى جنوب إفريقيا تجاهلت التحذيرات المتكررة من خبراء المناخ والمهندسين المدنيين، والتى بدأت منذ عام 1990، من أن البنية التحتية للمياه فى المدينة التى تعتمد على ستة سدود مائية فى أماكن متفرقة لن تكون قادرة على الإيفاء بطلب السكان من المياه.