طلب إحاطة للتحذير من مراقبة المنظمات المشبوهة للعملية الانتخابية منذ إعلان موعد الانتخابات الرئاسية، توجهت الأنظار نحو جماعة الإخوان، بينما اختلفت الآراء حول الأذرع التى ستستخدمها الجماعة لإثارة الجدل حول الانتخابات، ومنها اللجان الإلكترونية التى ستتفرغ لنشر الشائعات، والتشكيك فى العملية الانتخابية، لكن تبقى أكثر الأذرع إثارة للجدل هى المنظمات الحقوقية والأهلية التابعة للإخوان، والتى لا تزال تعمل حتى الآن. النائب جمال كوش، تقدم بطلب إحاطة للبرلمان، يحذر فيه من المنظمات الحقوقية التى تعمل لصالح الإخوان، ودورها فى تشويه العملية الانتخابية، مطالبًا بمنع تلك المنظمات والجمعيات من الرقابة على الانتخابات. وأكد «كوش» أن عددًا كبيرًا من تلك المنظمات يحصل على تمويل ودعم إخوانى للقيام بدور معين خلال الانتخابات، ومنها مركز النديم للتأهيل النفسى لضحايا العنف، والمركز المصرى لدراسات السياسة العامة، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز سواسية لحقوق الإنسان، ومركز ابن خلدون الذى يترأسه سعد الدين إبراهيم، مطالبًا بمنع تلك المنظمات من مراقبة الانتخابات، كونها ستكون الشوكة التى يتم استخدامها لتشويه صورة مصر داخليًا وخارجيًا. أما ثروت الخرباوى، نائب رئيس حزب المحافظين، والمتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية، فأكد أن غالبية الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان لا تزال موجودة، وسوف يظهر دور العديد منها خلال فترة الانتخابات عن طريق مشهدين، الأول خلال الفترة السابقة للانتخابات، حيث ستقوم بنشر الشائعات والأكاذيب حول العملية الانتخابية وحياديتها من جميع المرشحين، والحديث حول تزويرها، أما المرحلة الثانية فتتمثل فى يوم الانتخابات ذاته وأثناء فرز الأصوات، حيث ستقوم تلك الجمعيات بالتشكيك فى النتيجة. وعن الجمعيات الإخوانية التى لا تزال تعمل حتى الآن، قال «الخرباوى» إن عدد الجمعيات فى مصر وصل إلى 47 ألف جمعية، يمتلك الإخوان نحو 1000 منها، ولم يتم غلق إلا 50 منها فقط، أما الباقى فلا تزال تمارس عملها بكل حرية، مشيرًا إلى أن بعض جمعيات الإخوان لا تنشط إلا فى مرحلة الانتخابات، ثم تعاود الاختفاء، لذلك سوف تشهد الفترة المقبلة نشاطًا كبيرًا لجمعيات إخوانية لم تكن ظاهرة على الساحة. وتابع «الخرباوى» قائلًا: «تواجد الإخوان فى الانتخابات الرئاسية مقسم لعدة محاور، الأول يعتمد على تشويه صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل بدء الاقتراع، وسيكون لمواقع التواصل الاجتماعى دور كبير فى نشر أكاذيب الإخوان، حيث سيتحول كل عضو بالجماعة إلى إعلامى على موقع التواصل، دوره ترويج الشائعات فقط، لذلك لابد من استعداد مؤسسات الدولة لمواجهة عدد كبير من الشائعات، والتى بدأت فعليًا من خلال المكالمة التى أجرها الإخوانى سامى كمال الدين وسربها للنيويورك تايمز، على أنها اتصال من ضابط مخابرات للإعلاميين والفنانين، ومحاولة إظهار الموقف المصرى اتجاه القدس بأنه مزدوج». وأضاف: «أما المحور الثانى فسيكون بعد غلق باب التقدم للانتخابات، ومعرفة المرشحين، وذلك لدعم مرشح من بينهم أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهذا الأمر تم إرجاؤه حتى يتم طرح الأسماء النهائية فى قائمة المرشحين، لبحث سبل دعمهم ماديًا ومعنويًا». فيما أكد د. خالد رفعت صالح مدير مركز طيبة للدراسات السياسية والأبحاث الاستراتيجية، أن جمعيات الإخوان فى مصر لن يتم استغلالها بصورة كبيرة حتى لا تحاسب، ولكن المنظمات الإنجليزية والسويدية التى يعمل بها الإخوان وتقوم بتشغيلهم فى العديد من الدول، حيث ستتولى تشويه العملية الانتخابية فى مصر، فيما ستختفى الجمعيات الأمريكية إلى حد ما، بعد كشف ألاعيبها أكثر من مرة». وأشار إلى أن على رأس تلك المنظمات، منظمة هيومان رايتس وواتش ومنظمة العفو الدولية، والمنظمة التى يديرها جون كارتر، وتعمل على مراقبة الانتخابات فى كافة دول العالم دون مقابل، فى الوقت الذى لا يعلم فيه أحد مصدر تمويلها، موضحًا أن دور الإخوان سينحصر فى التشكيك بالنتائج، والحديث عن وضع عوائق أمام المرشحين ومنع آخرين من الترشح، وذلك بمساعدة تلك الجمعيات، خاصة أنها تعد من أهم الادوات الخارجية التى يستخدمها الغرب الصهيونى المعادى للضغط على مصر. بينما أوضح النائب جمال عباس عضو لجنة حقوق الإنسان، أن جمعيات الإخوان ظهرت على حقيقتها أمام الناس، التى كانت تستغلهم من خلال تقديم المساعدات لهم مقابل تنفيذ أجندات خاصة بالجماعة، حيث أدرك الشعب حقيقة دور تلك الجمعيات ولم يعد يصدق أكاذيبها، متوقعًا أن يكون دور جمعيات الإخوان غير مؤثر فى تلك الانتخابات بصورة كبيرة، بعد أن فقدت رصيدًا كبيرًا من المصداقية، وأصبح الشعب لديه الوعى الكافى لكشف الأكاذيب ولم يعد هناك مجال للضحك عليه. وأضاف أن الإخوان انتهى وجودهم فى مصر، ولكن هذا لا يمنع أنهم سيتحركون بصورة غير رسمية خلال فترة الانتخابات، ولكن تحركات غير مؤثرة كونها تحمل نمطًا واحدًا هو إشاعة الفوضى وإثارة البلبلة والأكاذيب.